تجاوزت المبيعات العالمية للسلع الفاخرة 318 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة قدرها 3 في المائة مقارنة بالعام السابق، وفقاً لما كشفت عنه دراسة نشرتها أمس شركة "يورومونيتور إنترناشونال" وكانت الهند هي الحصان الأسود للدراسة فقد نمت فيها مبيعات تلك السلع بشكل لافت. وعلى الرغم من أن عام 2012 شهد زيادة في مبيعات السلع الفاخرة بنسبة 4 في المائة مقارنة بعام 2011، إلّا أن قيمة مبيعاته لم تتجاوز 302 مليار دولار، وساهمت دول الهند، والصين، وإندونيسيا، وماليزيا في المقام الأول في هذه الزيادة. وأشارت "يورومونيتور" إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تحتل المركز الأول في صناعة ومبيعات السلع الفاخرة، تأتي بعدها أوروبا التي استحوذت على نسبة الثلث تقريباً (32 في المائة)، غير أنَّ الأسواق الناشئة ذاتها هي التي أتاحت فرص نمو أكبر للشركات العاملة في هذا القطاع، ومن المرجح أن توفر أيضاً هذه الفرص في المستقبل. وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ارتفع الإنفاق العالمي على السلع الفاخرة بنسبة 104 في المائة في بلدان "بريكس" الخمسة وهي البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، مقارنة بزيادة قدرها 18 في المائة فقط في الدول المتقدمة، طبقاً لما ذكرته فلور روبرتس المسؤولة عن بحوث السلع الفاخرة في المؤسسة. وبحسب الدراسة، فإنه بين عامي 2008 و2013، كانت الهند البلد الأكثر حيوية في هذا القطاع، إذ نمت فيها سوق السلع الفاخرة بأكثر من 255 مليون دولار خلال عام واحد، لتمضي بذلك نيودلهي على قدم المساواة مع الإمارات، وتصبح أقوى بكثير من سنغافورة وأستراليا. وشهدت جميع فئات السلع الفاخرة في الهند ارتفاعا كبيرا في الطلب طوال الأعوام الخمسة التي سبقت عام 2013، ولهذا يعوِّل المحللون الآن على نمو سوق السلع الفاخرة الهندية بنسبة 86 في المائة حتى عام 2018. وأرجعت الدراسة أسباب هذا التقدم القوي للهند، إلى أن هذه الدولة الآسيوية تستقطب مليون شاب إلى سوق العمل شهرياً، وهي نسبة بشرية لم تتجاوزها سوى الصين، وقد أدى هذا الاندفاع نحو العمل إلى تسارع نمو الطبقة الوسطى الحضرية مع ميل للعلامات التجارية الغربية. وفي الصين، بلغت الزيادة 72 في المائة، وفي البرازيل 31 في المائة، وروسيا 28 في المائة، وتشير الدراسة إلى أن تباطؤ الاقتصاد الصيني، وتطبيق برامج مكافحة الفساد التي تقودها الحكومة الصينية، أدى إلى تغيَّر موقع بكين في استهلاك السلع الفاخرة من الثالث إلى الرابع عالمياً. ويضم مجتمع السلع الفاخرة الآن أكثر من 30 ألف شخص في 150 دولة، يمثلون جميع قطاعات صناعة السلع الفاخرة بدءًا من الطائرات خاصة، ومروراً باليخوت، إلى الحُلي، والسيارات، والملابس. وداخل فئة السلع الفاخرة نفسها، تصدرت الملابس لتصبح الأكثر مبيعاً حتى الوقت الحاضر، غير أن المجوهرات، والساعات سجلت هي الأخرى أعلى نمو خلال السنوات الخمس الماضية، وقدَّرت "يوروميتور إنترناشونال" أن تصل مبيعات السلع الفاخرة إلى 405 مليارات دولار في عام 2019.