يسعى علماء هولنديون يتجمعون في معمل سري وسط إجراءات أمنية مشددة لتطوير طفرات من سلالات فيروس الإنفلونزا، حيث أثارت فكرة إنتاج فيروسات مسببة للأمراض من خلال تقنيات الهندسة الوراثية جدلاً كبيراً، وذلك خشية تسرب مثل هذه السلالات الفيروسية أو وقوعها في أيدٍ غير أمينة، بحسب "رويترز". ومع ترقب الصين لإنتشار مزيد من حالات الإصابة بالسلالة الفيروسية الجديدة الفتاكة (إتش7إن9) يقول عالما الفيروسات رون فوتشييه واب اوسترهاوس: إن مزايا أبحاث طفرات الجينات تفوق المخاطر بكثير. وتهدف التجارب لاستطلاع قدرات الفيروس "بغية تطوير عقار يقاومه"، وإماطة اللثام عن التحورات الجينية التي قد تحسن قدرته على الإنتشار، ويقولإن إن عملهما قد يتيح الخبرات المعرفية لمنع تفشي الإنفلونزا الفتاكة. وقد يحدث ذلك من خلال التوصل للقاحات جديدة في الوقت المناسب أو أنواع علاج أخرى متوافقة مع جينات السلالة الجديدة. ويقول اوسترهاوس، وهو مدير معمل في هولندا: "نستعد لما سيحدث فيما بعد، إذا أصبح إنتقال فيروس (إتش7إن9) بين البشر سهلاً، فإن نسبة الوفيات قد تنخفض قليلاً عما هي عليه الآن، ولكن ما زلنا نتحدث عن وفاة نحو مليون شخص"، مضيفاً: "هذا السؤال مهم .. ما الذي يساعد على إنتقال الفيروس بسهولة. إن فهم ما يحدث مهم للغاية". ويقول فوتشييه: إن خطر تسبب فيروس (إتش7إن9) يتعاظم في حالة اكتسابه من الطبيعة ما يهدف لتحقيقه في المعمل، أي القدرة على سهولة الإنتشار بين البشر. وحتى الآن نادراً ما يقدم الشكر لعالمي الفيروسات على جهودهما لجمع أكبر قدر من المعلومات عن السمات الجينية لمخاطر إنفلونزا الطيور. ويقول ستيفن سالزبرج أستاذ الطب والإحصاءات الحيوية بكلية جون هوبكنز للطب: إن فكرة إجراء أبحاث على مسببات المرض "شديدة الخطورة". وتجددت المخاوف من عودة الفيروس مع إنخفاض درجات الحرارة وموسم تفشي إنفلونزا الطيور. وكإنت الصين قد أكدت وجود حالة إصابة جديدة بالسلالة (إتش7إن9) من فيروس إنفلونزا الطيور الأربعاء الماضي، وهي ثإني إصابة تعلن عنها بعد تراجعه في فصل الصيف.