×
محافظة المنطقة الشرقية

انتشال جثمان غريق من بحر الخفجي

صورة الخبر

لن أبحث عن أو من هو المُتسبب في الوضع العربي الراهن المتردي جداً فقد أُشبعت الحكاية طرحاً وتنظيراً وجفّت الحناجر من كثر الحكي. ثم انني قد لا أضيف شيئاً جديداً إذ يكفي أن أدّعي بأنها مؤامرة غربية صهيونية والسلام هذا في حالة الإيمان بنظرية المؤامرة التي يقول بها البعض. شخصيّاً لا أميل كثيراً لهذه النظرية إذ لديّ قناعة بأن الجو العام في المنطقة قد تكاملت فيه عناصر الانفجار بعد أن تراكمت طوال السنين الماضية حتى أتت لحظة فرقعة حِمم البركان. الذي حدث أن تلك الانفجارات المتوالية أفرزت للعالم وجهاً قبيحاً فوضوياً وقت كان الجميع ينتظر تغييراً إيجابياً في المنطقة. فدعونا ننظر لما جرى ويجري من وجهة نظر (إسرائيلية). "هؤلاء العرب بيننا وبينهم عداء مستحكم منذ استوطنا أراضيهم بعد أن وعدنا مستر بلفور بأن الأرض لنا. تجمعنا من أشتات الكون في أرض الميعاد ولم يكن طريقنا سهلاً ومزروعاً بالورود بل وجدنا مقاومة شرسة من أصحاب الأرض ومن ساندهم من إخوتهم العرب. كرّت الأيام والسنين ونحن وإياهم بين مدّ وجزر وحروب متوالية كُنا ننتصر فيها عدا حرب أكتوبر تلك المفاجأة التي لم نحسب لها حساباً. وعقدنا صُلحاً هشّاً مع الدول المجاورة ومع هذا لم نركن إليهم لأننا بكل صدق لا نثق بكلمة العرب. في كل حدث هامشي يقع نُضخّمه إعلاميّاً باللطم والبكاء على أمن (إسرائيل) لنستدر عطف أمنا الكبرى كي تغدق علينا بالمال والسلاح والموقف الدولي. كدّسنا جميع أنواع الأسلحة وأحدثها حتى ليظن الرائي أن دولة (إسرائيل) كلها مخزن أسلحة بما فيها القنابل النووية وبأننا لو أردنا إحراق المنطقة لفعلنا ذلك بيوم أو بعض يوم. أتى اليوم الذي كفانا العرب عناء قتالهم إذ انفجرت الأرض عن ثورات لم تكن في حسبان قادتهم ولا وردت حتى في أحلام مخابراتهم. سالت الدماء وتقاتلت الشعوب مع جيوش أوطانها ثم حدث ما كنا نتمناه. تمزّقت بعض بلدان العرب وأصبحت دويلات تقاتل بعضها بعضاً وآتت الأحداث أُكلها حين تجمّعت العصابات الإرهابية من كل حدب وصوب ومارست إجراماً تجاه الشعوب العربية لم نمارسه طوال فترة احتلالنا لأراضيهم. ألا يحق لنا بعد كل هذا توجيه التحيّة والشكر لكل هؤلاء الأغبياء المجانين؟ " . قُلت: كأنني أرى قادة (إسرائيل) وهم مسترخين أمام شاشات التلفزة يتفرجون على تلك المسرحيات الدراماتيكية ويشربون نخب انتصارهم على العرب دون خسارة رصاصة واحدة.