ـ تعلمنا من الصديق والأستاذ الحبيب علي مغاوي أن الحياة فرح وصبر وتفاؤل، وأنها بالقدر الذي تُعطي فهي تأخذ دونما استئذان من أحد أو مراعاة لظرف، وأن ما يصبِّرنا على الفقد المفاجئ الذي أصبح سيما العصر؛ أن أحبابنا حينما يرحلون يذهبون إلى ربٍّ أكرم وأحنّ وأعطف عليهم منا، وأن جواره أبداً خير من جوارنا. ـ تعلمنا من جد سلاف أن حميمية العلائق البشرية، والغوص فيها واستعذابها بشغف ومروءة الكبار؛ هو ما يجعلنا نصمد على عذابات الدنيا وأحزانها حينما تلقي بظلالها السوداء على بياض القلوب، وأن الألفة والعشرة الحلوة هي التي توزِّع الحمل على كواهل الطيبين، وأن العلاقات التي تبقى ولا تعبر هي الزاد والراحلة لأيام المحن، ولقد رأيت زادك ورواحلك الكبيرة في يوم فقدك. ـ تعلمنا من أبي خالد وجد سُلاف الحبيبة؛ أن الشعر والكتابة وعذوبة الكلمات هي مشروع حياة متكامل لكل الراشدين في هذه الدنيا، وأن من يجيد حياكة ذلك المشروع العظيم ويهبه وقته وعقله حتى يثمر ويُورِق؛ قادر على مقاومة اعتساف الحزن، وعواصف الاشتياق للراحلين بعد أن ينساهم الجميع إلا قلب باكيهم الأول. ـ صبراً أيها الحبيب الكبير؛ فإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وأرجو من الله أن تكون ذلك المبتلَى الصابر الحامد المثاب، واعذرنا إن لم نُعزِّك في سلاف ولا في أبيها لأن عزاءنا فيهما والله واحد، وإن حزِنَّا أكثر منك فلطالما حزنت من أجلنا أكثر منَّا.. صبَّرك الله، وصبَّر ابنتنا ابتسام على فقد طفلتها وزوجها.