×
محافظة المنطقة الشرقية

باخشوين : النتيجة مرضية وخرجــنا بالأهم

صورة الخبر

الناس في المملكة لا يذهبون إلى الحج بأعداد ضخمة، وهذا لا يحدث لأنهم لا يرغبون، وإنما لأسباب تتعلق بترتيبات الحج والتصاريح ومصاريف الحملات، ولأن الأنظمة تعطي السعوديين فرصة الحج لمرة واحدة كل خمس سنوات، وأحيانا ينجح بعضهم في الحج بدون حملة أو تصريح أو ميزانية، وقدر حجم الانفاق في موسم الحج الحالي بثمانية مليارات ونصف المليار ريال، وطبقا لآخر الإحصاءات فقد صرف ربعها تقريبا على هدايا حجاج الخارج، وأعتقد أن جزءا كبيرا من المبالغ المصروفة يأتي في الأساس من الحجاج غير السعوديين لأنهم يمثلون الأغلبية، ومن لا يسعد بأداء الفريضة من أهل البلد، يختار السفر للاستفادة من اجازة معقولة تبدأ في اليوم الأول من شهر الحج وتنتهي في اليوم السابع عشر. السعوديون ينفقون في أحسن الأحوال مبلغا يقارب المليار ونصف المليار ريال في الحج، اذا افترضنا انهم يتقاسمون كعكة حجاج الداخل بالتساوي مع المقيمين، ومزاجهم السياحي رفيع بشكل ملفت، ولا يقبلون الا بالوجهات السياحية الراقية في البحرين ودبي وتركيا ودول شرق آسيا وألمانيا وسويسرا وفرنسا والمغرب والأردن، أو هكذا جاءت تفضيلاتهم لإجازة عيد الأضحى الحالية، بحسب تصريحات منقولة عن وكالات سفر وسياحة، وتعتبر البحرين محطة الجذب الأولى ويتصدر السعوديون قائمة سواحها في فترة العيد وبنسبة 40 في المئة، تأتي بعدها دبي بـ35 في المئة ومن ثم البقية، وربما لعب قرب المسافة دورا في الاقبال السياحي المرتقع على الجوار الخليجي، واهتمامات السعوديين تغيرت في الفترة الأخيرة وأصبحو يركزون أكثر على الطبيعة وزيارة المتاحف ودور الثقافة والسينما، بعدما كانوا زوارا ثابتين لقهاوي الشوارع الشهيرة في أوروبا، يجلسون فيها كما تجلس التماثيل، ولا يعرفون من البلد الذي يزورونه إلا المطار وغرف النوم وأماكن السهر، وعرفت أن بعض الأشخاص كانوا يأخذون معهم أكياس الأرز ولوازم الطبخ العربي وأدواته، وكأنهم سيسافرون إلى صحراء الربع الخالي. المفارقة أن إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية واستنادا إلى تقرير «ماس» الذي أصدرته الهيئة العامة للسياحة والآثار لعام (1435 - 2014) سيصل إلى 30 مليار ريال مقارنة بـ6 مليارات ريال على السياحة الداخلية، والثانية ذهب بعضها مفرقا على 12 فعالية متواضعة وبسيطة أقيمت بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وكانت في مدن الخرج والرياض والدمام والخبر والقطيف، ومناطق نجران وتبوك والحدود الشمالية وحائل والمدينة المنورة وجازان والقصيم، والعالم الاسلامي يحتفل بالعيد في منطقة مكة المكرمة، ما يجعلها خارج المنافسة المناطقية، وبالتالي فإن اجمالى الانفاق السعودي على الحج والسياحة قد يصل الى سبعة مليارات ونصف المليار ريال تقريبا، وهو رقم خجول جدا، والمملكة لديها شواطئ نظيفة وجميلة وآثار تستحق الزيارة، وهناك من يرجح أن سياحة العوائل السعودية في البحرين سينمائية بالدرجة الأولى، وأن هيئة السياحة تنقصها الحلول الإبداعية لمعالجة مشكلات تؤخر تطور سياحة الداخل، كارتفاع إيجارات الشقق والفنادق، والخدمات الفندقية غير المرضية، وعدم وجود سياحة منخفضة الكلفة على طريقة حج منخفض الكلفة لأصحاب المداخيل المحدودة، أو ما يشبه طائرات «التاكسي» أو الـ «ساوث ويست» الأمريكية المتاحة بأسعار رخيصة، ولم أفهم الموقف ضد السينما رغم أنها متاحة بصيغ مختلفة على الإنترنت. السوق السياحي في المملكة مازال في طور التكوين، وزبائنه لا يشكلون رقما مهما، والسياحة السعودية لم تتحول الى صناعة لأن أساساتها ضعيفة نسبيا، والمؤمل في المعنيين بالشأن السياحي وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان، أن يعملوا على خطة واضحة ومدروسة ولمدة محددة بالسنة وبدون تنازلات، هدفها أن يكون مركز المملكة السياحي ضمن العشرة الكبار في آسيا، والأفضل أن تستمر الخطة لعشر سنوات أو حتى ديسمبر 2024، وستكون النتائج مرضية في كل الأحوال.