×
محافظة المنطقة الشرقية

شقيقة «الزعيم الكوري» قلبت الحكم عليه

صورة الخبر

الاستاذ هاشم صالح، الذي يكتب منذ زمن في جريدة الشرق الاوسط، هو كاتب ومؤلف للعديد من الكتب، كان آخرها كتابه " الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ" الصادر عام 2013م، وقد جاء في التعريف بالأستاذ هاشم على غلاف ذلك الكتاب انه مفكر وكاتب مقيم في فرنسا، صدر له عدة كتب منها "الاستشراق بين دعاته ومعارضيه" و "الانسداد التاريخي" و "معارك التنويريين والاصوليين في اوروبا". هذه المؤلفات، والاهم منها كتابته في جريدة الشرق الاوسط، والتي تعني انه يتابع ما ينشر عن الثقافة والأدب العربي، كفيلة بان تجعلني اظن ان الاستاذ صالح يعرف شيئا عن الثقافة والفكر والمثقفين والمفكرين في المملكة، وفي دول الخليج عموما، وان لم يكن يعرف الشيء الكثير، فحري به ان يعرف بعض الاسماء وبعض عناوين الكتب، ولكن كم كانت المفاجأة حينما اكتشفت ان ظني في غير محله. مؤسف حقا ان اعلامنا الرسمي، والقنوات الفضائية التي تهطل علينا يوميا كالمطر والتي نملك الكثير منها، لم تستطع بعد تقديم الصورة الايجابية عن بلدنا وعن المواطن السعودي كنت اظن ان معرفة المثقفين والكتاب العرب بكتابنا ومثقفينا وحراكنا الفكري والأدبي أخذت في التحسن في السنوات الأخيرة خصوصا مع الانتشار الثقافي لبعض مثقفينا المصحوب بذلك الانفجار الفضائي والإعلامي في السنوات الاخيرة. على الاقل يكفينا منهم معرفة اسماء بعض الكتاب والمثقفين السعوديين وبعض عناوين كتبهم ومؤلفاتهم. ولكن كانت المفاجأة ان الاستاذ صالح، بحضوره الاعلامي والتأليفي، لا يعرف رجلا بحجم غازي القصيبي، رحمه الله، الذي كتب وألف وناقش وجادل ونافس، ايضا، على كرسي اليونسكو، المنظمة التي لا تبعد سوى عدة كيلومترات من مكان اقامة الاستاذ هاشم صالح، بل انه حاضر من على منبرها قبل رحيله بأقل من عامين فقط. يعتذر الاستاذ هاشم صالح عن غلطته وجهله بمعرفته بفكر وأدب ونتاج المرحوم غازي القصيبي، وذلك في مقالته المنشورة في جريدة الشرق الاوسط في 3 أكتوبر حيث اكتشف انه لا يعرف شيئا عن هذه الشخصية عندما دعي للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام تكريما للدكتور القصيبي في شهر ديسمبر المقبل في دولة البحرين، وستصدر وزارة الثقافة البحرينية اصدارا خاصا عن المرحوم بهذه المناسبة. غازي القصيبي، الذي صال وجال على صفحات الجريدة التي يكتب فيها الاستاذ هاشم في مرحلة من احلك مراحل التاريخ العربي الحديث، وكان له حضور ومشاركات على صفحات تلك الجريدة قبل "عين العاصفة" الشهيرة وبعدها، رجل غير معروف بالنسبة للأستاذ هاشم وغيره الكثير من الكتاب والمثقفين العرب. اذا كان الامر هكذا مع الدكتور غازي، فكيف هي الحال مع بقية مثقفينا ومفكرينا، بل وفكرنا وثقافتنا ونتاجنا الادبي والفكري بصفة عامة. يبدو، وللأسف الشديد، اننا مازلنا في المربع الاول في هذا الموضوع، بالرغم من الجهود التي نزعم اننا قمنا بها في السنوات الماضية. والذي يؤسف له اكثر عندما نحاول قراءة ما قد يكون خلف جهل الأستاذ هاشم صالح، حيث يبدو اننا مازلنا كما كنا في نظر الكتاب والمفكرين العرب، فما بالك بغيرهم من ابناء الجنسيات الاخرى الذين لا يشاركوننا اللغة او المشترك التاريخي او الجغرافي. مؤسف حقا ان اعلامنا الرسمي، والقنوات الفضائية التي تهطل علينا يوميا كالمطر والتي نملك الكثير منها، لم تستطع بعد تقديم الصورة الايجابية عن بلدنا وعن المواطن السعودي، بما في ذلك المثقف والمفكر والعالم والمميزين من الاطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات وغيرهم الكثير، فهي غارقة بين دراما ساخرة تصور المواطن السعودي كانسان جاهل متخلف عن معطيات الحضارة وركبها، او شاب مستهتر هاجسه وهمه مطاردة برامج المسابقات ومتابعة برامج الحسناوات، وهذا يعني ان وزارة الثقافة والإعلام ما زالت مطالبة بدور اكبر من خلال تبني استراتيجية واضحة وخطط وبرامج محددة لإصلاح هذا الخلل.