×
محافظة المنطقة الشرقية

«جوجل» تُطلق ميزة استطلاعات الرأي في شبكتها الاجتماعية

صورة الخبر

في هذه الأيام المباركة، وبعد أن يسر الله تعالى لضيوفه مناسك حجهم وبدأ الكثير منهم يتوافدون إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، طيبة الطيبة: مأرز الإيمان، لعله من المناسبة أن نخصص هذه المقالة للحديث عن هذه المدينة المباركة. مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مدينة عريقة، كانت مأهولة ومعروفة من قبل الهجرة. وكانت لها في التاريخ أسماء عديدة منها: المدينة، وطيبة، وطابة، والمسكينة، وجابرة، والمجبورة، والمرحومة، والعذراء، والمحبة، والقاصمة، وأشهر أسمائها قبل الهجرة: يثرب. وكانت بالمدينة أسواق وقرى قبل الإسلام، وأوائل سكانها كانوا بعض العرب الذين سبقوا الأوس والخزرج إليها. ويقال إن هؤلاء الأعراب الأوائل الذين قطنوا المدينة كانوا من بقية العماليق. ومن أشهر القبائل التي عاشت في المدينة المنورة في الجاهلية: الأوس والخزرج. وقد تفرقت الأوس والخزرج في عالية المدينة وسافلتها، وأثروا فيها واتخذوا الأموال والآطام، ولكن الحروب نشأت بينهم واستمرت إلى أن بعث الله نبيه فيهم وأكرمهم باتباعه. فقد هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ليفتح صفحة جديدة في التاريخ الإسلامي، وليدخله الله مدخل صدق بعد أنه أخرجه مخرج صدق، ويجعل له من الأنصار من أهل المدينة سلطانًا نصيرًا. كما أن الله تعالى قد جعل المدينة المنورة بهجرته صلى الله عليه وسلم إليها أحب البقاع إلى الله. كما قال عليه الصلاة والسلام "اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إليّ فأسكني في أحب البقاع إليك" فالمدينة هي أحب بقاع الله إلى الله وحسبها ذلك شرفًا وقدرًا ورفعة. وقد كان فتح المدينة بالقرآن ولم يكن بالسيف، كما أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها. وذلك أن الأوس والخزرج آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام حين دعاهم إلى الإسلام في لقائه بهم في أحد المواسم، ثم كانت هجرته صلى الله عليه وسلم إليهم نقطة التحول العظمى في التاريخ الإسلامي كله، نصر الله بعدها رسوله وأعز دينه وهزم الأحزاب وحده، وتحقق ما جاء في قوله تعالى "وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا". فقد جعل الله تعالى لرسوله المدينة مدخل صدق ومكة مخرج صدق، وجعل له الأنصار من الأوس والخزرج سلطانًا نصيرًا. وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق المدينة المنورة أحاديث كثيرة، ومنها قوله "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها". كما أنه صلى الله عليه وسلم دعا لأهل المدينة بقوله "اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك، دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مُدهم وصاعهم". ويعتبر المسجد النبوي الشريف أهم معالم المدينة المنورة. وبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ووصوله إلى المدينة المنورة، اختار مكان مسجده ومنزله في المكان الذي أنيخت فيه ناقته، وقال صلى الله عليه وسلم حينئذ "هذا المنزل إن شاء الله". وكان مكان المسجد مربدًا يملكه ولدان يتيمان من بني النجار فاشتراه الرسول عليه الصلاة والسلام وبنى مسجده في ذلك الموقع. وقد استمر المسجد على حاله لحين وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، فدفن صلى الله عليه وسلم بغرفة السيدة عائشة حيث أقامت حائطًا بينها وبين القبر. وقد اشترك رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء هذا المسجد بنفسه، فقد أثر أنه صلى الله عليه وسلم كان ينقل بنفسه اللبن في بنائه ويقول "اللهم إن الأجر أجر الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة". أما فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فمما قاله عليه الصلاة والسلام في حقه "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" وقال صلى الله عليه وسلم "وصلاة في مسجدي هذا أفضل من الصلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" وقد حظي المسجد النبوي الشريف في العهد السعودي الزاهر بكل اهتمام ورعاية، وذلك منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، إذ بدأت توسعاته في عهده وتوالت في عهود أبنائه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله-. أما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فإننا نشهد التوسعة الأكبر للمسجد النبوي الشريف. وإضافة إلى المسجد النبوي الشريف، فإن بالمدينة مساجد أخرى عريقة مهمة، منها مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى، بناه الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته إلى المدينة المنورة، وهو شهير بموقعه المسمى به. وقال عليه السلام في حقه "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كأجر عمرة". ومسجد القبلتين ويقع شمال غرب المدينة المنورة. وسمي بهذا الاسهم لأن الرسول عليه السلام أمر بأن يستقبل الكعبة بدلا من بيت المقدس بينما كان يصلي صلاة الظهر بالمسجد، وما كاد يتم ركعتين حتى أمر بالاتجاه إلى الكعبة فاستدار إليها هو ومن معه. وبالمدينة المنورة مساجد أخرى كثيرة منها مسجد المصلى ومسجد الجمعة ومسجد الفتح ومسجد عمر بن الخطاب ومسجد علي بن أبي طالب ومسجد الشجرة ومسجد العنبرية وغيرها، وفي المدينة المنورة جامعة عالمية هي الجامعة الإسلامية التي أنشئت لإعداد الدعاة من كل الجنسيات، كما توجد بها جامعة كبيرة أخرى هي جامعة طيبة التي كانت فرعًا لجامعة الملك عبدالعزيز وتضم كليات كثيرة، إضافة إلى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تقبل الله منه. وتحظى المدينة المنورة بالكثير من المشروعات الكبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، لجعلها في مصاف المدن المتطورة في المملكة العربية السعودية وهي سائرة بخطى حثيثة نحو التقدم السريع في رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله. Moraif@kau.edu.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (53) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain