×
محافظة المنطقة الشرقية

5 أندية تعلق عضوياتها من الرابطة

صورة الخبر

هو من ضحى بكثير من فرص العلم والحياة ليكون بجوار والده في مرحلة تأسيس الأعمال وهو الأكثر احتراما لرغبات والديه وتنازل عن كثير من رغباته وطموحاته الشخصية وحصرها في التواجد بقرب والده وأعماله وصلاته واجتماعياته سواء كان ذلك عن حب أو طاعة أو ديانة وفي معظمها خليط من ذلك كله ويرى أن نجاحات والده هي نجاحاته فلا يلتفت إلى نفسه وطموحاتها الخاصة حتى وإن حاولت زوجته أو أبناؤه في دفعه حيال خيارات أخرى للعمل أو الحياة. ولكن وهذا حال الدنيا يصطدم عند شيخوخة الأب وهرمه وخوار قواه بالابن الأصغر والمدلل الذي يكون الأقدر على خرق القواعد والترتيبات العائلية ويكون غالبا هو الأقرب لعاطفة الأب، وتزداد الحالة سوءا إذا كان الابن الأصغر من زوجة أخرى حيث يضعف لديه الاهتمام بالانتماء للعائلة وينصب فقط في علاقته بوالده على إرثه ومستقبله، وما لم يفطن الأب لكل ذلك فإنه بيده يضيع كل ما بناه وعمل عليه طوال مسيرته ليسمح للخلاف بين الابن الأكبر والابن الأصغر. ويجب على الإخوة أن يعلموا أن وجود أخ وشقيق أكبر هو من أهم ضمانات الحفاظ على مكانة وهيبة ومكتسبات العائلة شريطة أن يكون قادرا أو ملما بهذا الأمر وأن عليه واجب الحفاظ على الأسرة وأن يتجرد عن مصالحه الشخصية كما كان لوالده لا أن يعتقد بأنه الأحق عنهم بقيادة العائلة، ولا أن يطلب منهم ذلك مقابل التضحيات التي قدمها لوالده في بداية المشوار، إنها عملية اجتماعية معقدة يمكن أن ينهي فيها الابن الأكبر والأصغر إمكانية استمرار العائلة ومكانتها الاجتماعية والمالية. وعلى الأب بالدرجة الأولى التركيز في معالجة هذا الأمر قبل الوفاة بل وقبل الشيخوخة ليكون قادرا على وضع الأمور في نصابها العقلاني وليس العاطفي، وشخصيا أحمد الله كثيرا بأن رزقني بأخ شقيق كان هو الوالد والصديق والزميل غطى انشغال والدي بالعمل الحكومي وقسوته في التربية فهو عملة نادرة يشغل دور الوالدين ويحرص على باقي إخوته ورعايتهم وأسرهم ويحافظ على أدبيات العائلة وقيمها.. إن أي خلاف بين الأخ الأكبر والأصغر سببه الأب فكل تهاون وعدم مساواة وظلم في التعامل سينعكس على أفراد العائلة يبدأ وينمو في حياته ويظهر للعلن بعد وفاته في ممارسات الأبناء في حب الاستئثار بالمال والسلطة على حساب استقرار العائلة حتى وإن كانت الأم الغالية والأخوات والقصر من ضمنهم. وتتمحور أهداف الوريث الأكبر أو الأخ الأكبر حول قيادة العائلة ورئاسة الأعمال وبالتالي نظرته عائلية داخلية وأيضا خارجية في علاقاتها مع الغير على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي لأنه يرى بأنه الأحق بذلك عن باقي إخوته، على عكس الابن الأصغر الذي يركز على رغبته في إدارة الأعمال فقط لأنه يرى أن الأعمال والشركات ستدار بشكل أفضل تحت قيادته لما تميز به عن الأخ الأكبر من تعليم وثقافة عالمية وأدوات حديثة للحياة ومجتمع الأعمال ومفرداته ويعتقد أن النجاح في اتباع الأساليب الحديثة والمتطورة في الإدارة متناسيا عن قصد أو عدم إدراك بأهمية الشراكات والتحالفات الاجتماعية والاقتصادية وأثرها في دعم العائلة والأعمال بما يشمله من مبادئ وقيم وتراث اجتماعي، وهذا الصراع الذي يتولد بين جيل قديم محافظ متمسك بالمبادئ والقيم وبين جيل جديد متحرر من كل ذلك، هو خلاف طبيعي طالما ظل في إطار الاحترام والحوار بعيدا عن المحاكم وقطع صلة الأرحام ولكنه في ذات الوقت خطر كبير يهدد الاقتصاد الوطني يجب على الغرف التجارية والقضاء والأجهزة ذات العلاقة معالجته بصورة أكثر جدية وشخصيا أدعو إلى تكثيف جهود التوعية من مراكز الأبحاث والتدريب والدراسات الإدارية والاقتصادية والقانونية ودعمها لنشر وتعزيز مبادئ الإدارة الحكيمة واستقرار الأعمال كما هو الحال لمنتدى الشركات العائلية الخليجية.