منذ انطلاقة هذا الموسم الرياضي وقبل أن يبدأ بعض الشيء، دقت ساعة الإعلان عن عودة النصر إلى مواسم البطولة، وعودة إعلامه إلى الحياة من خلال جماهيره. دقت ولم تتوقف حتى حصد الفريق لقبين كبيرين وكثيرا من الإنجازات والأرقام، وما زالت أمامه فرص أخرى لتسجيل المزيد من الحضور المتوهج، ولو كره الخصوم ذلك. لم تكن العودة مفاجئة بقدر ما كانت مدهشة. لم تكن جميلة بقدر ما كانت طاغية الانتشار والتأثير في البرامج الرياضية بل حتى في وسائل التواصل الاجتماعي. لم تكن متفوقة بقدر ما كانت مجنونة واستثنائية في كل شيء: "الفريق، الإدارة، المدرب، المدرجات، الجمهور، التيفو، الأهازيج، الأغنيات، الشعارات، الحماس، التنافس، المناكفات، الحياة، الشمس، الشمس، الشمس". قدم الفريق مستويات عالية النضج نتيجة عمل متراكم، وقدم الجمهور صورا عالية الجودة نتيجة حب متراكم. الجمهور الأصفر حكاية غير كل حكاية، تخيل أن جمهورا ينافس فريقه على الأضواء ويتعلم منه المارة إتقان العشق والانتماء. تخيل أن شمسا أشرقت ذات يوم واحتجبت عن الغياب منذ شروقها. النصر عاد من باب الدوري وعلق لافتة على باب كرة القدم: ليس بعد الآن. سيطول بقاء النصر في دائرة العطاء والتوهج وستأخذ أقدام لاعبيه على الطريق إلى منصات التتويج. المؤشرات تقول ذلك وكل من يفهم في كرة القدم، يعرف تماما أن عودة النصر هذه لا تحتمل التراجع قيد مباراتين. وكل من يعرف الأجواء التنافسية يتيقن جيدا أن النصر سيواصل "دق الخشوم" طالما يحمل ذات الروح وحوله تلك الجماهير وخلفه ذلك التاريخ الذي لا ينكره إلا ضعيف قليل الحيلة.