لم يكن غريباً الاهتمام بالحيوانات ولكن الغريب أن بعض البشر لا يجدون العناية الكافية إذا ما قارناهم بالكلاب؛ ففي الوقت الذي لا يجد فيه بعضهم لقمة العيش تجد مطاعم خاصة للقطط والكلاب وأطعمة يتم استيرادها من الخارج، فضلاً عن الإقامة الخمس نجوم بأفضل الفنادق التي أنشئت على طراز يناسب هذه الحيوانات. نبحث في كواليس حياة القطط والكلاب والحياة المرفهة التي تعيشها بدءاً من أسعارها والمحال التي تباع فيها وانتهاءً بأسعار الطعام والمستشفيات التي يعالجون فيها وانتهاءً بالمطاعم والفنادق التي يحلون عليها منافسين بني البشر، فإلى نص التحقيق. في البداية يقول، صالح محمود: يوجد أناس كثيرون يؤلفون تربية الحيوانات ويعتنون بالقطط والكلاب ولذلك انتشرت محال بيعها والمحال التي تبيع الأطعمة التي تأكلها وغالباً ما تكون مستوردة. وأسعار الأطعمة التي تتناولها القطط والكلاب غالباً ما تكون باهظة الثمن، لأنها تكون مستوردة من الخارج، فمن يقتني هذه الحيوانات لا ينظر إلى أسعار هذه الأطعمة، لأنه أنفق كثيراً على شرائها. وذكر، أن العائلات المرفهة التي تمتلك دخلاً مرتفعاً هي من تقدم على شراء الكلاب وبعضهم يقوم بشرائها من خارج مصر وبأسعار مرتفعة؛ ولذلك قد لا تجد عندهم مشكلة في العناية بالقطط والكلام سواء بالكشف عنهم في العيادات والمستشفيات الخاصة أو بشراء أطعمة مرتفعة الثمن. تقول سهيلة توفيق: لم يكن لافتاً للنظر وجود محال لبيع أطعمة الكلاب، فالإقبال عليها أصبح منقطع النظير، نظراً لوجود أسر كثيرة تقتني هذه الحيوانات؛ ولذلك تقوم بشراء هذه الأطعمة التي أخذت ماركة «صنع في أمريكا» وربما يكون ذلك سبب ارتفاع ثمنها. ولا يقتصر الأمر على مجرد وجود محال لبيع أطعمة القطط والكلاب وإنما توجد محال لبيع ملابس لهذه الحيوانات وإكسسوارات، مثل عضاضة للقط أو الكلاب. إلا أن أسعار هذه الملابس غالية جداً لأنه يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، صحيح لا يستخدمها كل من يقتني القطط والكلاب ولكن هناك من يستخدمها ويقبل على شرائها وهناك من لا يجد لها حاجة. غيرة الفقراء يقول شريف محمود: مثل هذه المحال والمطاعم والفنادق التي تستقبل الحيوانات تثير الحقد في مجتمع قد لا يجد بعضهم ما يسد به رمقه، والعجيب أنك تجد الفقراء يقومون باقتناء هذه الحيوانات والإنفاق عليها حتى تكون رفيقة لها. لقد قمت بشراء كلب من ألمانيا بعد شحنه كلفني قرابة 3 آلاف دولار، وبالتالي كنت مضطراً للحفاظ على حياته والاعتناء به، فطالما اشتريته بهذا السعر فيجب على الأقل المحافظة عليه. وذكر محمود أنه يهتم بالكلب كما يهتم بأبنائه تماماً، فله كل العناية ولا يبخل مطلقاً في شراء كل ما يلزمه ويهتم بتحقيق راحته، فهو يعتبره أنيساً وصديقاً وبالتالي لا يمكن أن يبخل عليه. وتقول فوزية عبدالباسط، أقوم بشراء شامبوهات للقط والكلاب للعام بأكمله، ولكنني أقوم بشراء الأطعمة بالشهر وأخصص ميزانية للقط والكلاب وللمفاجآت التي قد أتعرض لها مثل مرضها مثلاً، فنقوم برعايتها كما نرعى أبناءنا. وتضيف، أستصحب القطة التي أعتني بها والكلاب التي يقتنيها زوجي إلى المستشفى كل شهر للكشف الدوري ولكنني أضطر للكشف عليهم في بعض العيادات بالخارج في حال تعرضوا لأزمة صحية مفاجئة. ولفتت، إلى أننا نقوم بعمل نزهة للقطط والكلاب كل أسبوع ولو من خلال تمشيتهم في الشارع ومرات نحدد لهم إقامة في بعض الفنادق بحيث يتحركون ويجرون بشكل يبعث فيهم الأمل والروح من جديد. رعاية الحيوان يقول، حسن محمود، رئيس جمعية رعاية الحيوان: إن فكرة نشأة هذه الجمعية جاءت قبل خمس سنوات عندما وجدت غياباً لثقافة الاهتمام بالحيوان ورعايته، خاصة ممن لديهم هذه الحيوانات فقد يضرون بالحيوانات من حيث لا يدرون، فهدفنا رعايتها حتى لا تتعرض لما يتعرض له الإنسان. والبعض لا يوقع الكشف الصحي على الكلاب والبعض الآخر لا يقوم بتريضهم، فيصابون بالأمراض والاكتئاب وتموت حيوانات كثيرة بهذه الطريقة. وقد قررت ومجموعة من أصدقاء إنشاء هذه الجمعية كمحاولة لنشر ثقافة الاهتمام بالحيوان ورعاية الحيوانات الضالة التي لا يجد من يهتم بها وكثيراً ما نثير شفقة أولئك الذين يقتنون حيوانات من خلال الاستدلال عليهم والاتصال بهم. وأكد محمود أنه يكتشف أن كثيرين يشاركونه في ضرورة الاهتمام والعناية بالحيوان غير أنهم كانوا ينتظرون الطريقة أو الإطار الذي يتحركون من خلاله ولذلك هم يبذلون قصارى جهدهم ويعتنون بالحيوانات من خلال الإنفاق عليها ورعايتها. أسعار إقامة الحيوانات بالفنادق يقول الدكتور، توفيق سامح، صاحب فندق لإقامة الحيوانات: أحياناً يمتلئ الفندق بالنزلاء ولا يوجد مكان لاستقبال نزلاء جدد وأحياناً أخرى يكون الفندق فارغاً. وفي فترة الصيف يمتلئ الفندق نظراً لسفر البعض إما للخارج أو لقضاء وقت ممتع على البحر يتركون حيواناتهم داخل الفندق، فالفندق بدأ يأخذ شهرة كبيرة. وبعض الحيوانات تأتي للفندق نظراً للخلافات الزوجية التي قد تنشأ بين الزوجين بسبب تربية هذه الحيوانات فيكون الحال انتقالها للإقامة بالفندق، ومرات يصاب بعض أفراد الأسرة بمرض يستدعي نقل الحيوانات حتى لا يؤثر ذلك على صحته. وعن سعر الغرفة داخل الفندق، قال: إن الأسعار متفاوتة ولكنها تبدأ من 225 جنيهاً وحتى 500 جنيه بخلاف الوجبات التي تقدم ونوع الخدمة أيضاً والملابس التي قد ترتديها الحيوانات والألعاب والملابس وغيرها. ثقافة الرعاية الطبية تقول الدكتورة سامية مشالي، بيطري: لا توجد ثقافة في مصر للاعتناء بصحة الحيوانات ولكن الناس بدأت تدرك هذا الأمر بسبب قلة الإمكانات وغياب فكرة الإنفاق على الحيوانات. وتوجد مستشفيات للاهتمام بصحة الحيوانات أسعارها رمزية ولكنك تستطيع من خلال الكشف وإجراء عمليات جراحية على الحيوانات أيضاً ويمكنك أن تدفع مبلغاً مالياً لإقامة الحيوان داخل المستشفى إذا كنت مسافراً. والكثير ممن يقومون على تربية الحيوانات لا يعرفون شيئاً عن هذه المستشفى أو غيرها نظراً لضعف الثقافة، فلا توجد عناية كافيه تدفع الناس للاهتمام بالحيوانات أو حتى نشر ثقافة الاهتمام ولذلك نجد كثيرين يجهلون المستشفيات التي يعالج فيها الكلاب وآخرون ربما يسرفون في الاهتمام لدرجة قد تفوق الاهتمام بأنفسهم. وتنهي د. سامية كلامها، بأن هدفنا هو العناية بصحة الحيوانات، وأن البعض يستدعي الطبيب إلى المنزل وبالتالي عليه أن يتحمل تكاليف نقله والكشف من المنزل.