×
محافظة المنطقة الشرقية

«فات الأوان» لإنقاذ عين العرب في غياب التدخل البري

صورة الخبر

حينما يحدق نجم نادي ستوك سيتي ولسون بالاسويس إلى الأرض بعيون تقطر دمعاً ثم يرفع رأسه برهة بوجه كالح حفرت عليه المأساة بفرشاتها فإنه يستعيد شريط ذكريات مؤلمة بطلها شقيقه الأصغر الذي تعرض لحادثة اختطاف مفجعة من قبل عصابة مجرمة أقدمت على تصفيته رغم أنها استلمت فدية بلغت 330 ألف دولار نقدا وعدا .. رواية مصرع الشقيق التي يحكيها بالاسويس عبر المترجم أصبحت كابوساً يؤرق مضجعه بعد أن بات يصحو وينام عليه. ولذلك يطالب بالتعامل مع مثل هذه العصابات بيد من حديد .. بالاسويس يتحدث بصوت خفيض وكلمات مطولة عن الحادث الذي لطخ حياته بالسواد. هو يتذكر دائما تفاصيل تلك الجريمة المروعة التي حدثت في بلاده هندوراس عام 2007 حيث اقتحم خمسة من أفراد العصابة الملثمين منزل أسرته وخطفوه من وسطهم ثم اختفوا عن الأنظار في سيارة مسرعة .. وحين جاءته الأنباء من شقيقه الأكبر عاد إلى بلاده مسرعاً ليكون قريبا من المفاوضات .. بعد فترة اتصلوا بهم وبدأ يتفاوض معهم .. يقول بالاسويس: كيف كان مؤلما وهو يستمع لصوت شقيقه (15 سنة) عبر الهاتف وهو يستغيث لإنقاذه بدفع مبلغ الفدية وكيف أجبر على دفع الفدية التي طلبها أعضاء العصابة بعد أن احترقت أعصابه بعد حرب نفسية عاشها هو وعائلته وهم يفاوضـــون المجرمــين عبر بعض الوسطاء .. بالاسويس يصمت قليلا ثم يلتقط أنفاسه وهو يقول: إنه دفع المبلغ المطلوب لإنقاذ حياة شقيقه وظل ينتظر على أحر من الجمر في بلده هندوراس لثلاثة أشهر بأمل إطلاق سراحه .. عاش فترة كئيبة من الانتظار والزمن كأن عجلته تجمدت وأخيرا عاد إلى إنجلترا والقلق يمزق أحشاءه .. ظل على هذا المنوال قرابة 19 شهرا تجرع فيها كؤوس عذاب الانتظار حتى الثمالة .. ولكن نتائج الانتظار الطويل المخيف لم تأتِ بما يشتهي بالاسويس وأسرته فقد اتصلوا بهم لاستلام ابنهم وحينما هرعوا إلى هناك وجدوه جثة هامدة .. لقد غدروا بهم وذبحوه من الوريد إلى الوريد مباشرة بعد استلامهم الفدية المتفق عليها .. ولكن يبدو أن المصائب لا تأتي فرادى لبالاسويس وعائلته ففي عام 2012 تعرضوا لجريمة مماثلة إذ خطفت عصابة أخرى ابنة عمه واثنان من أطفال شقيقه .. ولكن هذه المرة رفضت الأسرة المكلومة دفع الدية بل تركوا القضية برمتها لأجهزة الشرطة. بعد أسبوع ابتسمت لهم الأقدار بصورة غير متوقعة فقد أطلقوا سراح المختطفين .. بالاسويس يقول: إنه من المحزن فتح ملف هذه القضايا ولكنه يسعى لنشر الوعي بهذه المشاكل وسط العامة .. ويضيف بالاسويس: إن وضع هذه العصابات مقلق وحرج في هندوراس، ويقول: إن مثل هذه الممارسات اللا إنسانية شائعة في هندوراس ومن شأن الحديث عنها إشاعة الوعي في صفوف الجماهير من أجل تكوين رأي عام يقاوم ويحول دون تكرار هذه البشاعات الإنسانية .. يقول بالاسويس: إن أسرته تعيش في منطقة لاسيبا حيث توجد عصابة تعتبر الأخطر في أمريكا الوسطى .. ويضيف أن الكثيرين من أصدقائه التحقوا بهذه العصابة لأنه لا عمل ولا مستقبل ولاشيء هناك. وحينما يتغيب أحد زملائه أكثر من شهر نتساءل ترى لأي عصابة التحق .. تقارير الأمم المتحدة الصادرة هذا العام تقول: إن نسبة جرائم القتل في هندوراس تعتبر الأعلى في العالم، حيث يعيش 60 % من السكان تحت خط الفقر، وهي البلد التي يتم عبرها تهريب 70 % من الكوكايين المتجه إلى الولايات المتحدة، كما يقدر عدد أفراد العصابات المسلحة بـ36 ألف شخص. يذكر أن بالاسويس احترف للعديد من الأندية الإنجليزية، فقد انتقل إلى هناك عام 2007 حيث لعب بداية في صفوف بيرمنجهام ثم انتقل لنادي ستوك سيتي ثم لعب لـ"ويجان" من الفترة 2008ـ2009 وبعدها انتقل لـ"توتنهام" حيث لعب هناك حتى أغسطس 2011، كما لعب في صفوف منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 2014.