Follow يبدو أن هناك أشخاصا وجماعات تخصصوا في ارتكاب (الغلط) على الناس، سواء أحسن هؤلاء الناس أو أساءوا. هم عند هؤلاء مارقون وفاسقون ولا يساوون دينيا واجتماعيا شروى نقير. يتصورون أنهم هم فقط الأنقياء الطاهرون الذين لا يخطئون ولا يضعفون ولا يرتكبون الذنوب والحماقات. ويتخيلون أنهم أين ما ولوا وجوهمم فثم الحق الذي لا يعدله ولا ينافسه (حق) آخر ولو اجتمع عليه الناس أجمعين. والمشكلة أن هذا (الغلط) المتنامي، البسيط منه والمركب، يجد من صفوف المجتمع من يصفق له ويؤيده ويشجع عليه. بل لعلي لا أبالغ حين أقول بأن تأييده، أحيانا، يأتي ممن يُعدون من قادة الرأي والمؤثرين الذين يسمعهم الناس ويصدقونهم ويعتبرون أقوالهم و(عطساتهم) قريبة من مرتبة التنزيه. غبار كثيف نتعرض له كل يوم، بل كل ساعة، ممن غُيبوا خلف (القوالب الجاهزة)، حيث يمتنع عندهم التفكير والتدبر فيما يقولون أو يفعلون. وكم أتمنى لو أن مرتكب (الغلط) في حق هذه أو هذا فكر ولو للحظة فيما سينتج عن قوله أو اتهامه من الضرر النفسي والاجتماعي لدى المستهدف بهذا القول أو ذاك الاتهام. وما يحزن أكثر أن (الغلط) في حق الناس أصبح أشبه بالبطولات، التي يتنافس عليها حراس الفضيلة المزعومة وسدنة الفضل الديني والاجتماعي الخاص. نعود دائما مع هذا النوع من الأشخاص إلى تلك الحكاية التي ذهبت مثلا. مجلس (أبو صالح) الذي اختصر الإسلام في سجادته واختصر المسلمين في شخصه، إذ لا أحد غيره، ولا حتى جاره الذي يصلي معه، على صواب ما دام لا يتبعه فعلا بفعل وكلمة بكلمة وحرفا بحرف. ممنوع الاختلاف عند (أبو صالح) حتى في مقاس طول اللحية وقصر الثوب والنظر إلى المرأة أو (الجوهرة المكنونة). ومتى اختلفت فأنت هدف مباح لكل الأقوال والأوصاف والاتهامات السيئة، التي يقول البعض، كما قرأت مؤخرا، إنهم يتعبدون بإطلاقها وإرسالها إلى من يخالفهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله. عكاظ