بدأت محال الصرافة في مكة المكرمة وفروعها في المشاعر المقدسة تشهد حركة تجارية نشطة من الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم وسجلت تلك المحلات طلبًا كثيرًا على الريال سعودي وفي حينها تصدرت عملتا الدولار واليورو قائمة العملات الأجنبية. وبدأت محلات الصرافة تشهد كثافة كبيرة على مدار الساعة خاصة القريبة من المنطقة المركزية، وظهر حجم تداول العملتين السورية والليبية في سوق مكة للصرافات وكذلك عملات دول «إيبولا» في انخفاض عن مستواها السابق لما تشهده من اضطرابات أمنية وصحية فيما سجل الدولار واليورو أكثر العملات المتبادلة وارتفع نسبة تداولها في سوق الصرافة بـ 70%، وشهدت المراكز التجارية قبولها للعملات الأجنبية الذين تمكن الحجاج من تغطية مصروفاتهم وشراء ما يلزمهم من المستلزمات الضرورية خلال بقاءهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو عند قرب مغادرتهم إلى بلدانهم بعد انتهاء مناسك الحج. وقامت (المدينة) بجولة ميدانية على بعض محلات الصرافة بمكة المكرمة ورصدت الحركة التجارية في العملات، ففي البداية كشف أحد العاملين في محلات الصرافة -رفض ذكر اسمه- أن أكثر العملات متبادلة في سوق الصرافة هي الدولار واليورو، مشيرًا بأن عادة في موسم الحج تشهد محلات الصرافة حركة تجارية نشطة وهو يعتبر موسمًا مهمًا للعاملين في مهنة الصرافة ونعمل على توفير كافة ما يلزم لاستقبال الراغبين في تبديل العملات، حيث يتوافد عدد من الحجاج على تلك المحال لاستبدال عملاتهم بما يمكنهم من تغطية مصروفات احتياجاتهم وما يكفيهم من شراءهم للملبوسات والهدايا التذكارية. وأكد صاحب مؤسسة الجميعي للصرافة بمكة المكرمة مصلح الجميعي أن مهنة الصرافة تمثل أمرًا مهمًا بالنسبة للحجاج، حيث يأتون من خارج المملكة وهم حاملين عملة بلدانهم، ونحن نستقبل أكثر من 62 عملة أجنبية ويتم استلامها من الحجاج وتبديلها بالريال السعودي حتى يتمكنوا من توفير المتطلبات الهامة لهم. وأشار الجميعي إلى أن مؤسسة النقد العربي نظمت أعمال سوق الصرفة وأصدرت تصاريح نظامية لمهنة الصرافة، وأصبحت تشرف بشكل مباشر على محلات الصرافة، وأضاف: هذا التنظيم قضى على السماسرة والسوق السوداء. وأوضح الجميعي إلى أن العمل داخل تلك المحال يتم عن طريق أجهزة الحاسب الآلي، إضافة إلى وجود كاميرات التصوير مثبتة داخل محلات الصرافة تعمل على تصوير حركة الحجاج والعاملين داخل المحلات لتقديم الخدمة بكل أمانة وإخلاص، إلى جانب وجود تعاون مشترك مع الأجهزة الأمنية لمراقبة محلات الصرافة آخر الليل بعد فراغه من العاملين لتأمين المحلات من السرقة وما شابه ذلك. وقال الجميعي إن العملتين السورية والليبية وغيرها من الدول التي تشهد صراعات وخلافات واضطرابات أمنية تأثرت جدًا في سوق الصرافة وكذلك لم نجد لها سعر في البورصة العالمية مما جعل حجاج تلك الدول يتعاملون بالدولار مع المؤكد أنهم لا يظهرون إلا بعد قضاء شريعة الحج، مبينًا إلى أن سوق تداول العملات تأثر كذلك من قرار تخفيض عدد الحجيج مثل الحركة الاقتصادية في مجال الإسكان. وأضاف: سوق الصرافة مستقر وآمن وأكثر العملات طلبًا في محلات الصرافة هي عملتا الدولار واليورو، مشيرًا بأن دول شرق آسيا هي أكثر طلبًا للدولار وأما دول قارة أوروبا فهي تتعامل بشكل دائم مع اليورو إلى جانب بعض الدول الإفريقية. وأردف قائلًا: وعن العملة الإيرانية فهي أصبحت غير مرغوبة وهي عملة منهارة جدًا وليس لها أي قيمة، كما أنها عملة كبيرة في حجمها وتحتاج إلى شحن جوي وبحري لنقلها من دولة إلى دولة أخرى، والحجاج الإيرانيون بأنفسهم يواجهون صعوبة في نقلها، ويتم قبولها من قبلنا بعد ضمان أي وسيلة للتخلص منها. المزيد من الصور :