شهدنا عصوراً متلاحقة في وسائل الاتصال، حيث كانت الإذاعة ثم التلفزيون ثم الإنترنت بجميع أشكاله وسرعة انتشاره، ثم جاءت وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك ويوتيوب وواتس أب والأنستغرام وغيرها.وهذه سرقت لب جميع شرائح المجتمع وخصوصا الشباب وهم يشكلون في مجتمعنا الأكثرية 83 بالمئة أقل من 39 سنة حسب تقديرات المركز الوطني للشباب جامعة الملك سعود. وخطورة هذه الوسائل إنها سهلة الوصول للفرد وبالذات مع التطور العجيب والمتلاحق والسريع في أجهزة الجوال وال آي باد وغيرها بحيث لا يترتب على الدخول إليها تجهيزات كثيرة أو معرفة عميقة خصوصا مع التطور التقني في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية حيث الإنترنت في كل مكان والواي فاي على الدوام والإنترنت بأسعار مقبولة جدا داخل شرائح الجوال.ولهذا سجلت مشاركات السعوديين في وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات التويتر والواتس أب رقما عالميا متقدما. وهذا يعود للفراغ القاتل لكثير من فئات المجتمع وعدم استثماره فيما يفيد إضافة إلى قلة وسائل الترفيه فليس لدى الشاب أو الشابة في المنزل أو خارجه إلا هذه الوسائل وهذا أدى للأسف ليس للتأثر بأفكار سياسية ضد الوطن وإنما أيضا الدخول للمواقع الإباحية وتبادل الرسائل الخليعة.وبالنظر إلى واقع المملكة العربية السعودية وما وصلت إليه من خير ونماء وازدهار واستقرار حتى أصبحت ضمن الدول العشرين الأعلى اقتصادا في العالم ولديها 150 ألف شاب وشابة يدرسون في أرقى الجامعات العالمية في أضخم استثمار بشري للموارد البشرية وهي تخدم الحرمين الشريفين ويفد إليها ملايين المسلمين يؤدون مناسكهم بيسر وسهولة وأمن وطمأنينة. وفيها عشرة ملايين وافد يعملون بها ويحولون إلى أهاليهم الرزق الحلال في كل بلاد الدنيا ومن يأتي لا يريد أن يترك هذا البلد بل يحرص لإحضار أهله وأسرته لتربية أولاده تربية طيبة حيث احترام المشاعر الدينية والتقيد بالقيم والأخلاق.ولهذا وطن عظيم كهذا لابد أن يتعرض إلى هجمات معادية حاقدة للتأثير على شبابه والطمع به والنيل من استقراره ووجدوا ضالتهم في وسائل التواصل الاجتماعي للتشكيك في ثوابت الوطن وزرع الفتنة ونشر الشائعات والتأثير على الوحدة الوطنية. ولم يكن عملاً فردياً غير منظم وإنما عمل يدار من استخبارات معادية تستغل سعوديين حاقدين ربما ينتمون لطوائف معينة متأثرين بأيدلوجيات ثورية متوترة أو من عرب انتموا لأحزاب حركية مسيسة عاشوا في المملكة ويعرفونها جيدا ويعرفون كيفية الدخول للعقلية السعودية بهدف الإساءة واستغلال الأحداث ضد هذا الوطن.فنجحوا كثيرا في زرع الفتنة والإرباك وتأثر الكثير بهم وساعدهم تقليدية تعامل جهات الدولة الإعلامية المعنية في التعامل مع هذه الوسائل وتشتت الجهات التي تتعامل مع هذه الوسائل وتردد بعضها وتواكل جهات على جهات أخرى خوفا من المبادرة وتجنب اللوم عند الفشل. فكانت المواقف الوطنية ضعيفة ومشتتة تقابلها سيطرة واضحة وكبيرة من الأعداء على هذه الوسائل. ولهذا أدعو لتوحيد الجهود وتحديد المهام وأهمها من الجهة المعنية للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وليس أمامي حسب فهمي للهيكلة الإدارية سوى أنها وزارة الثقافة والإعلام ويكون هناك هيئة بمسمى هيئة الاتصال الاجتماعي يجري فيها استقطاب الشباب البارعين في هذه الوسائل يقودهم قدرة متمكنة لصياغة التوجه الوطني وإستمزاجه من المسؤول والتعامل مع الأحداث والمواقف بالشكل المطلوب لأن تجاهل هذه الوسائل واستمرار السيطرة عليها مؤثر جدا على السلم الاجتماعي وهناك مئات الآلاف من الحسابات الوهمية التي تنهش في استقرارنا ووحدتنا وتجربتنا التنموية.