×
محافظة حائل

اقتصادي / انطلاق المهرجان السياحي الزراعي الأول بمدينة الخطة غداً

صورة الخبر

ليس أقل من 233 ألف دراجة كهربائية سارت في طرق سويسرا عام 2013، مقارنة بـ 150 ألفا في 2012، ورقم العام الماضي لا يتوقف عن الزيادة، وهو مرشَّح لضربه في 5 في المستقبل، طبقاً للحكومة السويسرية. مبيعات هذا النمط من وسائط النقل في تزايد مستمر، فقد بيعت 50 ألف دراجة في البلاد خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، لتصبح الوتيرة دراجة من كل ست تباع هي كهربائية، وغالباً ما تخلى مستخدمو الدراجة الكهربائية عن السيارة، مما يسهم على نحو مستمر في الحد من غازات الدفيئة. ولكن كيف يُمكن شرح هذا التطور، ومَن مستخدمو الدراجة الكهربائية، وما سلوكهم، وما الآثار المترتبة على البيئة والطاقة؟ تقرير جامعة بيرن لمصلحة المكتب الاتحادي السويسري للطاقة، يوفر إجابات عن هذه الأسئلة. فقد أظهر التقرير، المستند إلى استطلاع شمل شريحة كبيرة من مستخدمي الدراجات الكهربائية، أن القاسم المشترك الأعظم لمالكي الدراجة الكهربائية، هو رجل، ما زال في الخدمة، بعمر 53.5، ومع ذلك فربع مستخدمي الدراجات الكهربائية هم من المتقاعدين، ومتوسط الدخل، اشترى دراجته الكهربائية في عام 2012 أو 2013، ومستواه من التعليم جيد، ويعيش ضمن أسرة من شخصين أو أسرة لديها أطفال، وهو رياضيّ على الأغلب، بصحة جيدة، ويملك دراجة واحدة على الأقل إضافة إلى دراجته الكهربائية. هناك عدة أسباب دفعت إلى شراء الدراجة الكهربائية، منها متعة القيادة، الحفاظ على الوضع الصحي أو تحسينه، فضلا عن مزايا هذا النوع من الدراجات مثل قطع مسافات أطول، وبجهد أقل، وسفر أسرع، بمزيد من الراحة، والكثير من الاقتصاد في النفقات. وتأتي الدراجة الكهربائية لـ 80 في المائة من المشمولين في الدراسة وسيلة النقل الرئيسة أو الثانية في التنقل اليومي. في الواقع أنهم جابوا 2600 كيلو مترا في السنة. وللمقارنة، فمتوسط المسافة التي يتم قطعها بالسيارة هي عشرة آلاف كيلو متر للفرد سنوياً. ومن مسافة الـ 2600 كيلو متر، كانت 1000 كيلو مترا تُقطع سابقاً في السيارة، ويبين التحليل أن 16 في المائة من المسافة المقطوعة بالدراجة الكهربائية، أو أكثر قليلاً من 400 كم، جاءت نتيجة لحركة تنقل إلى أماكن جديدة لم يتم تنفيذها قبل شراء الدراجة الكهربائية. طبقاً للتقرير، فالأشخاص الذين ما زالوا في الخدمة غالباً ما يستخدمون الدراجة الكهربائية للتوجه إلى عملهم، أما الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، فيستخدمونها للرحلات بالدرجة الأولى. وتستخدم المجموعتان الدراجة الكهربائية للتسوق أو قضاء الوقت الفائض (على سبيل المثال للذهاب إلى الأصدقاء أو قاعات اللياقة البدنية). في الأحوال الجوية السيئة، كالمطر والثلوج، غالباً ما يستخدم الأشخاص من سن 65 وأكثر الدراجة الكهربائية بدرجة أقل من أولئك الذين تحت سن 65. أكثر من 90 في المائة من أصحاب الدراجات الكهربائية يمتلكون سيارة، وأكثر قليلاً من 60 في المائة من الذين يملكون سيارة قالوا إنهم استخدموا سياراتهم "أقل"، بل حتى "أقل كثيراً" منذ شرائهم الدراجة الكهربائية. وقال القسم الأعظم ممن استطلعت آراؤهم أن استخدامهم وسائل النقل العام، والتنقل مشياً، لم يتغير إلَّا قليلاً، فقط أكثر قليلاً من الثلث قللوا استخدامهم وسائل النقل العام أو التنقل مشياً بعد شرائهم الدراجة الكهربائية. وعند مقارنتها بوسائل النقل الأخرى، تتسم الدراجة الكهربائية بانخفاض استهلاكها للطاقة الأولية وانخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وهذه الخاصية أسفرت عن تحقيق وفورات جوهرية في قطاعات الاقتصاد الأساسية عند المقارنة بين عدد الكيلو مترات المقطوعة بالسيارة مقابل الدراجات الكهربائية. وتستند البيانات إلى حقيقة وجود 233 ألف دراجة كهربائية جابت شوارع وطرق سويسرا في عام 2013، وتشمل قطعت الدراجات الكهربائية بمجموعها في عام 2013 نحو 605.8 مليون كيلو متر بمعدل نحو سبعة كيلو مترات في اليوم الواحد لكل صاحب دراجة كهربائية، وملايين الكيلو مترات هذه، اقتطعتها الدراجة الكهربائية من التنقل بغيرها من وسائل النقل الملوِّثة للبيئة كالسيارات، ووسائط النقل العام. وفي حساب الفارق، يكون التنقل بواسطة الدراجة الكهربائية قد حقق وفورات قدرها 681 تيراجول لكل سويسرا في عام 2013 (تيراجول هي وحدة قياس للطاقة)، أو ما يعادل 42 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أو 0.4 في المائة مما نفثته سيارات الركاب فقط من غازات الدفيئة في عام 2010، والكيلو مترات التي تم قطعها بالتنقل بالدراجة الكهربائية ليست لها أي تأثير تقريباً في انبعاثات غاز الدفيئة. وعن الوفورات في الوقود التي يمكن أن توفرها الدراجة الكهربائية، قال أورس شفيكلر، مدير برنامج تنمية استخدام الدرجات الكهربائية لـ "الاقتصادية" إن دراجة كهربائية من يوم صناعتها إلى غاية تدميرها، تستهلك في المتوسط كيلو واط واحدا في الساعة لكل 100 كيلو متر، وهو ما يتوافق مع "دي سي لتر" واحد من البنزين. وأضاف، أنه علاوة على ذلك، فالدراجة الكهربائية تنفث من غازات الدفيئة ما يعادل 0.0013 إلى 0.0017 جرام من ثاني أكسيد الكربون CO2 لكل كيلو متر، مقابل 189 جراما لكل كيلو متر تنفثها سيارة تعمل بالبنزين، كمتوسط عام. وحسب تقديرات التقرير عن إمكانات الانتشار المستقبلي للدراجات الكهربائية في سويسرا، فإنها ستزداد في المستقبل بين 2.8 و 7.9 مرة مقارنة بالوضع الحالي، أو بمتوسط قدره 5.4 مرة. وفي إطار هذه الرؤية، من الممكن أن يراوح عدد مالكي الدراجات الكهربائية بين 450 ألف و1.4 مليون شخص بين صفوف السكان الذين ما زالوا في سن الخدمة، وبين 182 و364 ألف في صفوف المتقاعدين. وبهذا الافتراض سيصبح من الممكن إنقاذ ما بين 1900 و5500 تيراجول من الطاقة الأولية في السنة. أما الحد من الانبعاثات، فسيراوح بين 114و322 ألف طن مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون، أو 1 إلى 3 في المائة من انبعاثات الاحتباس الحراري من السيارات في عام 2010. يقول التقرير إنه إضافة إلى كفاءة الطاقة، فإن استخدام الدراجات الكهربائية يؤثر أيضا في قدرة البنية التحتية للنقل. الأغلبية العظمى من أصحاب الدراجات الكهربائية الذين شملتهم الدراسة الاستقصائية يذهبون إلى العمل ويعودون منه في ساعات الذروة في الصباح والمساء، وهكذا تساهم الدراجات الكهربائية في تفريغ الهياكل الأساسية للطرق والسكك الحديدية في ساعات الذروة. لكن الحواجز التي تعترض استخدام الدراجة الكهربائية أكثر تواترا، فأكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع، يعتبر الطرق ليست آمنة، وعدم توافر ما يكفي من الممرات الخاصة للدراجات في الشوارع. أكثر من 25 في المائة، وضع مخاطر السرقة، والوزن المرتفع لهذا النوع من الدراجات، ومسافات العمل الطويلة جداً، كعوائق إضافية لاستخدام الدراجة الكهربائية. لذلك دعت الحكومة في تقريرها الشركات المصنعة إلى تحسين المنتج خاصة ما يتعلق بتقليص الوزن. وحثت الإدارات الحكومية على توفير ممرات للدراجات مباشرة، وآمنة، ومُعلَّمة، وإنشاء محطات عامة لشحن بطارية الدراجة. وحثت أرباب العمل على تشجيع موظفيهم على استخدام الدراجة الكهربائية.