في لندن نحو ثمانية ملايين شجرة، أقدمها يمتد جذره في عمق التاريخ ألفي عام. يصدق على هذه المدينة وصفها بالحديقة الكبيرة، التي تتخللها الأبنية. 47 في المائة من لندن مساحات خضراء. هذه الرحابة أوجدتها قوانين صارمة، وهناك دعوات لسن قوانين إضافية تعطي مزيدا من الحماية والخصوصية لهذه الثروة البيئية الخضراء. لم يسعفني موقع وزارة الزراعة، ولا وزارة الشؤون البلدية والقروية في المملكة بأعداد دقيقة عن المساحات الخضراء في العاصمة الرياض أو سواها من المدن. ولا أظن أن هناك معلومة متاحة عن أقدم شجرة موجودة، ولا مكانها. الشيء الحقيقي الذي نشاهده، أن الأشجار عندنا تعيش أوضاعا صعبة، ولا أحد يحميها، وأسهل قرار لدى أصغر مسؤول في البلدية هو نزع شجرة من هذا الشارع أو ذاك واستبدالها بقطعة من البلاط أو الأسمنت. ورغم التشريعات الخاصة بمنع الاحتطاب، إلا أن الخروقات مستمرة. وتكثر لدينا حرائق الغابات المحدودة بسبب إهمال بعض السياح ولامبالاتهم. وقد تتحول شجرة طلح وارفة في الصحراء، إلى مصدر للحطب الذي يتم استخدامه لإنضاج وجبة "طلعة البر". التصحر يتكثف في منطقتنا، والإنسان يستمر في جوره، والأجهزة المعنية لا تقدم مبادرات لافتة. وهذا كله ينعكس على صحة الناس، كما يؤثر في أخلاقهم أيضا.