صراحة..لهؤلاء (الحجاج) .! محمد معروف الشيباني هذا كلام موجه لذوي المال و النفوذ. عنصران حُرِمهُما الفقراءُ و العامة، فلا غَروَ إنْ إنحرفوا أو تاهوا. أما من أوتيَهُما فآثر الإنحراف و التيه فحسابُه مضاعف و جِنايتُه أعظم. المناسبة هي الحج الأكبر. يتخشّعون فيه فيُظهرون زهداً و صفاءً روحياً إبتغاءَ (المغفرة). مما يؤكد أن في نفوسهم خيراً، طَمَستْهُ عند بعضهم في بقية الأيام نزغاتُ الشيطان و هوى النفس. فظلموا و بغوا، إنتزعوا و زوّروا، نافقوا و كذبوا. حتى إذا جاؤوا صعيد عرفات إذا هم ناسٌ غير الناس، و قلوبٌ غير القلوب، و ألْسِنةٌ غير الألسنة .! يحسبون وقوفَ عرفة ماحٍ ما إجترحوه من حقوق الآخرين..و هيهات..هيهات. إنما هو (إقامةُ حُجّةٍ) مضاعفة : أنكم، أيها الموسرون و النافذون، (قادرون..و ممتنعون). قادرون أن تكونوا طوال العام كَحالِكُم أيامَ الحج..و ممتنعون للنزعاتِ و الأهواء. فتكون (الحُجّة) أعظم و الذنب أفدح. لا تتعبوا..لا تتعبوا. فلا قبولَ قبل ردِ مظالمكُم و أداء حقوق الآخرين و إنصافِ كلِ من آخذتُموه من أنفسكم. تلك حقوق لا يغفرها الله أبداً..أبداً..أبداً..فابحثوا عمّنْ يغفرها لكم من عباده. ----------------------------------- مقالات سابقة http://www.makkahnews.net/articles.p...articlesid=51