×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلة «نيتشر» تستعرض المستقبل العلمي للعالم العربي

صورة الخبر

اليوم الوطني هو يوم خالد في ذاكرة كل سعودي، إذ توحد فيه كيان مملكتنا على يد القائد الموحد الملك عبدالعزيز يرحمه الله، فبعد أن كانت جزيرة العرب أجزاء مفتقة، رتق الملك عبدالعزيز أطرافها في جسد واحد، ويجمع المؤرخون على أن الجزيرة العربية لم تتوحد في تاريخها منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وعهد الخلفاء الراشدين، إلاّ في عهد الملك عبدالعزيز، فقد قدم هذه الوحدة الأنموذج، وقد كانت أرض الجزيرة من قبل هذا في أمن مضطرب، ولقد قيّض الله للمسلمين ملكاً أشاع الأمن وأمّن السبل، فأمن الحج والحجاج في المشاعر وفي الطريق اليها. إن المتفحص للتاريخ يقرأ في تاريخ الملك عبدالعزيز أن المعجزات التي تتحقق للرجال لا تأتي من فراغ، بل بجهد جهيد، وكفاح مرير، وقبل كل ذلك بتوفيق من الله العزيز القدير، فلقد بدأت مسيرة الملك عبدالعزيز لتوحيد بلاده منذ نعومة أظفاره، ولم يكن يهنأ بما يهنأ به الأطفال أقرانه من لعب ولهو، لأن الأمل يحدوه باستعادة ملك آبائه وأجداده، ونظرته الى المصير الذي يرسمه بهدي الله مبكراً فأعد نفسه، وهيأها لهذا اليوم الذي يسترد فيه الرياض، فبالعزم والعزيمة رسم خطة الفتح الكبير، وكان ما كان ليلة المصمك التاريخية، ففتح باباً من ابواب الفتح العظيم، وتوالت الأبواب تتفتح أمامه حتى اكتمل البيت الكبير المملكة العربية السعودية، وبعد أن وضعت حرب الوحدة أوزارها بعد فترة جهاد طويلة استمرت قرابة ربع قرن ليبدأ بعدها مرحلة جهاد ثانية، ألا وهي تحديث مجتمع لطالما بقي بعيداً عن حضارة الأمم من حوله، فكان استيعاب الحضارة الجديدة معجزة أخرى، حتى تمكن بتوفيق من الله من التغلب على ما واجهه من عقبات في ادخال التقنية الحديثة الى المملكة، حتى غدت هذه المملكة الفتية متمتعة بنصيب وافر من الحضارة، مع التمسك بمنهج الله وشرعه القويم في صورة تعكس صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان. هذا هو عبدالعزيز نموذج قيادي، صانع لأعظم وحدة، قل نظيرها في التاريخ المعاصر، أتمت حتى الآن أكثر من قرن وربع القرن من الزمان. وسلم الملك عبدالعزيز بعد وفاته زمام هذا الكيان ملوكاً نشأوا في مدرسة عبدالعزيز فصانوا ما صنع، وحافظوا عليه، وطوروه بما أوتوا من قوة وتمكين، مهتدين بشرع الله المتين، آخذين من تقنية العصر ما يساهم في رقي المجتمع وحضارته. وها نحن نرى المملكة اليوم تحتل مكانة سامية بين الأمم وشخصية بارزة لها ثقلها في المحافل الدولية، تتمتع بسمعة طيبة من الحكمة وحسن السياسة وتصريف الأمور، لما تمثل به قادتها الميامين من ذلك قولاً وعملاً. وإنا لنرى أصالة القيادة، ووحدة الشعب، وتمازجه تجاه قيادته، في صورة تعكس التلاحم بين القيادة والشعب، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقود هذه المسيرة المباركة بحكمة بالغة أرست مكانة المملكة عالمياً، يعضده في ذلك ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، رحم الله المؤسس ووفق أبناءه وسدد خطاهم، وجعلهم ذخراً للوطن. دمت يا وطني عزاً وبقيادتك فخراً