قال المهندس خالد الكاف الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات موبايلي، إن النموذج السعودي في قطاع الاتصالات من الأفضل في الشرق الأوسط، وإن خدمات الاتصالات في السعودية أفضل منها في أوروبا، وإن السعودية الأعلى نموا في التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، بنحو مليار ريال. وقال خلال ندوة الاقتصادية أمس الأول، إن الشركة استثمرت أربعة إلى 4.5 مليار ريال سنويا منذ تأسيسها، وتنوي استثمار 22 مليار ريال خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل الإجمالي إلى ما بين 54 إلى 58 مليار ريال استثمارات موبايلي خلال 13 عاما. وأكد الكاف أن شراكة الشركة مع نادي الهلال مبنية على دراسة جدوى استغرقت عاما، ولا علاقة لها بالميول الشخصية أو العواطف. وذكر حمود الغبيني نائب الرئيس للاتصال والعلاقات العامة بالشركة، أن موبايلي ستطلق برنامجا جديدا لتدريب النساء على صيانة الهاتف، إضافة إلى التفكير في تقديم قروض لهن. من جانبه، قال الدكتور مروان الأحمدي الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بالشركة، إن نمو مشتركي الإنترنت في المنطقة سيكون عشرة أضعاف أمريكا الشمالية حتى 2016. وقال الكاف إن حصة الشركة من الخدمات الصوتية للهاتف النقال في السعودية أكثر من 40 في المائة، لافتا إلى أن موبايلي تستحوذ على نصيب الأسد من خدمات النطاق العريض للهاتف المحمول. وأوضح الكاف أن خدمات النطاق العريض الثابت دشنتها الشركة أخيراً، مبيناً أنه تم إيصالها إلى 450 ألف منزل وشركة في السعودية. وأشار إلى أن سوق الاتصالات في السعودية تستوعب دخول مشغل اتصالات رابع، مؤكداً نجاحه بشرط أن يكون سعر الرخصة معقولاً، ويقدم خدمات جديدة وتنافسية، وقال: أبصم بالعشرة على نجاحه. وعن توقعاته لتأثير استراتيجية الشركة للسنوات الخمس المقبلة، التي تنوي خلالها استثمار 22 مليار ريال، قال: أتوقع أن تكون معدلات النمو السنوية حتى 2015 من خلال هذا الاستثمار بنحو 10 في المائة وأكثر في صافي الدخل، في ظل الشراكات وخدمات الحوسبة السحابية ومراكز البيانات. وكانت موبايلي قد حققت أرباحاً قدرها ستة مليارات ريال بنهاية عام 2012، بنسبة نمو بلغت 18 في المائة، مقارنة بأرباح قدرها 5.1 مليار ريال، تم تحقيقها خلال عام 2011. وعاد الكاف ليبين أن موبايلي تغطي 92 في المائة من مناطق السعودية بالجيل الثالث، و45 مدينة بخدمات الجيل الرابع. وأضاف أن السعودية تحتاج إلى تعميم فكرة صندوق الخدمة الشاملة لإيصال خدمات الاتصالات لمناطق السعودية النائية وذات الربحية الأقل.. فيما يلي التفاصيل: سلمان الدوسري، رئيس تحرير «الاقتصادية» متحدثا خلال الندوة. افتتح سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، ندوة الصحيفة التي عقدتها أمس الأول بمقرها في الرياض، والتي استضافت خلالها الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي، خالد الكاف، والدكتور مروان الأحمدي، الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بالشركة، وحمود الغبيني، نائب الرئيس للاتصال والعلاقات العامة بالشركة. وقال الدوسري إن قطاع الاتصالات قطاع مهم جدا في اقتصادنا الوطني بالرغم من أن أمامه تحديات عديدة، ونسبة نموه مرتفعة جدا خلال عشر سنوات بنحو 12 في المائة في كل عام - بحسب تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ولكن في الوقت نفسه التحديات ماثلة أمامنا، حيث تسعى جوجل لجعل الإنترنت مجانيا، ونحن نعرف أن الإنترنت يساهم كثيرا في دخل شركات الاتصالات المحلية، أيضا مساهمة قطاع الاتصالات في الناتج المحلي بلغت 2.7 في المائة مقارنة بـ 4.4 في المائة في 2007. وأضاف: صحيح أن ارتفاع أسعار البترول له دور في تراجع مساهمة القطاع في الناتج المحلي، لكن الإمارات - على سبيل المثال - نسبة قطاع الاتصالات في الناتج المحلي تصل إلى 5 في المائة، وهناك فرق كبير بالرغم من أن السوق السعودي أقوى. قطاع الاتصالات في العالم وافتتح الكاف الندوة بالحديث عن القطاع عالميا، بقوله إن تحول قطاع الاتصالات عالميا من خدمي إلى قطاع متكامل بحد ذاته يمكن أن يطلق عليه قطاع الخدمات المتكاملة. وقال: كانت شبكات الاتصال في العالم تتمركز على محور أساسي وهو الإنفاق في البنية التحتية للقطاع.. بمعنى كلما تنفق على البنية التحتية ستجد حركة مماثلة لها .. هذه الحركة كانت مدفوعة من قبل المشترك.. وهذه المنظومة بدأت مع قطاع الاتصالات إلى أن حدث تغير جذري في القطاع، وهو الفصل ما بين الحركة ودخل الشركات منذ أربع إلى خمس سنوات. وأضاف: الحركة الآن أصبحت عبئا على الشركات أكثر مما كانت سببا للدخل.. هذه المنظومة التي نسميها تكامل، والتي كانت تسمى المنافسة ما بين القطاع، ولكن الآن أصبحت المنافسة خارج القطاع... فدخول جوجل وأبل وواتساب وفيسبوك وتويتر كوّن حركة عظيمة.. في 2010 حركة الإنترنت في العالم مثلت 75 زيتا بايت، وزيتا تعني 21 صفرا.. هناك دراسات تقول إن الحركة ممكن تكون من الآن إلى 2020، ستكون 20 ضعفا، أو 25 صعفا، أو 60 ضعفا. وأشار الكاف إلى أنه في 2008 حدث تحول تاريخي ربما لم يلمسه الناس، وهو أن عدد الأشياء الموصلة إلى خدمة الإنترنت فاقت عدد الأفراد، سواء كانت لاب توب أو كمبيوتر شخصي أو هاتف محمول أو راوتر أو واي فاي راوترز.. وفي 2015 يتوقعون أن يصل عدد الأشياء الموصلة للإنترنت إلى 50 مليار جهاز .. نتحدث عن حركة بالتالي هناك مصاريف في البنية. وأوضح أن الشيء الثاني ضمن الأمور التي تحدث في القطاع من حركة أو من مفهوم جديد والناس لا يلسمونه ولكنهم يعيشونه، وسيكون تغير في 2015، وتغير جذري 2018 أو 2020، هما منظومتان، الأولى هي الحوسبة السحابية.. معناها أنك كشركة أو جريدة أو كشخص لن تستطيع الاستغناء عن الحوسبة السحابية لضخامة الذاكرة لديها.. كمشترك تطلب الكمية التي تريدها من الحوسبة السحابية، سواء كانت ميموري أو كانت أي شيء آخر، ويكون الدفع على استخدامك لعدد الساعات. والمنظومة الثانية، هي أن يكون النطاق العريض ليس موجودا لديك في المنزل أو في المكتب عن طريق الألياف البصرية فقط ولكن النطاق العريض عن طريق الجيلين الرابع والخامس يسمح لك بالتكيف.. ويلائم احتياجاتك الشخصية أو احتياجاتك في العمل إن كنت في المنزل أو في المكتب أو حيثما تتحرك، بحيث يكون النطاق العريض معك أينما كنت. وقال: سيكون هناك منظومة حاسوبية موجود عليها شركات صغيرة أو كبيرة، وفنادق وشركات سياحة وشركة طيران وخلافه.. ماذا تتوقع أن يحدث وهؤلاء كلهم موجودون على نظام آي تي موحد.. بالتأكيد سينبثق منها نماذج استثمار جديدة، لم نفكر فيها من قبل .. ممكن أنا كشخص أعمل وسيطا ماليا، ويمكن شخصان أو ثلاثة.. وإذا تريد سيارة للإيجار وتذكرة للسفر مع فندق من خلال المنظومة الحاسوبية.. وبالفعل هنالك شركة في هونج كونج دخلها السنوي 2.5 مليار دولار.. هذه الشركة تتكون من ستة أشخاص اليوم.. نظام العمل أو فرص العمل الجديدة التي سوف تظهر مع البرودباند سيجعل روح الإبداع والابتكار أكثر بكثير مما نتصوره اليوم.. يمكن يجلس خمسة أو ستة أشخاص فجأة يخلقون عملا بمليار ريال..لأنهم يربطون ما بين هذه الشركات. وأوضح الكاف أن هذه الأشياء في بدايتها ولكنها تستخدم بكثرة في أمريكا الشمالية وفي شرق آسيا وكوريا واليابان، وبداياتها الآن نراها في أوروبا لأن أوروبا متأخرة قليلا، لأنها لم تأخذ القرارات السليمة في معدل انتشار النطاق العريض إن كان المتحرك أو الثابت، ولم تدعم الحكومة هذه القطاعات بقوة .. نرى في أمريكا أنه لم يوضع اختيار للنطاق العريض الثالث فيها، بل توزع الطيف الترددي بين الشركات بقيمة معقولة. وذكر أنه في أوروبا في بداياتها الطيف الترددي قد يكون وصل إلى 47 مليار جنيه استرليني، وفي ألمانيا 55 مليارا.. وهذه العملية حقيقة تقشف في السيولة الموجودة عند الشركات حيث لم تبدأ الاستثمار فيها، بعكس ما حدث في الولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية، حيث كان هناك توسع ودعم حكومي قوي للنطاق العريض.. رأينا اليوم شركات مثل تي إن تي تفكر في الاستحواذ على فودافون.. ومن المكسيك شركات ترغب في الاستحواذ على أخرى في هولندا، لأنهم في أمريكا الشمالية بدأوا حقيقة بطريقة مختلفة عما بدأت أوروبا. وقال: حقيقة نحن كنا نقدم خدمات مبنية على شبكاتنا، اليوم الخدمات انفصلت عن شبكاتنا وإذا تريد أي خدمة يمكن الذهاب إلى أبل ستور وتحصل على أي خدمة من الخدمات.. أي برنامج أو تطبيق تستطيع تحميله على هاتفك.. لا يمكن أن تنتظرني أنا كمقدم خدمة حتى أمنحك برنامجا مقابل عشرة ريالات شهريا .. هذا تحول جذري في فكر قطاع الاتصالات وليس محصورا فينا فقط .. الفكر يتغير يجب أن نتحول من شركات مقدمة لخدمات الاتصالات إلى شركات متكاملة في خدمات الاتصالات والبيانات.. نحن نتوقع العالم الـ ITC بما يسمى informations أو المعلومات والبيانات، والاتصالات، والتكنولوجي تنضم مع بعضها البعض. وأشار إلى أن خدمات الاتصالات تستحوذ على الجزء الأكبر من الكيكة في القطاع، بينما البيانات أو المعلومات ستعادلها في المستقبل خلال 2015 و2016 و2017، وستكون جميع الشركات سواء كانت الصحافة أو المصارف أو غيرها، يكون رأس المال لهم أو الأساس الذي تملكه وأساس عملهم هو تكنولوجيا المعلومات. وتوقع الكاف أن تعتمد جميع الصناعات بالأساس على البيانات والمعلومات حتى الماليين والاقتصاديين، يكون القرار بناء على بيانات ومعلومات. وقال: إن الصحف والمجلات سيكون كلها بيانات ومعلومات وأونلاين وكونكت تي في، تعتمد عليها كفرد في قراراتك وتحليلاتك. قطاع الاتصالات في السعودية وعن قطاع الاتصالات في السعودية، قال الكاف إنه حقيقة نرى هناك سوقا كبيرا واعدا.. من 2004 نمو مطرد في النطاق العريض وخاصة المتحرك ولكن الثابت نموه ما زال متواضعا، ويجب أن تكون هناك نظرة استراتيجية كيف نوصل النطاق العريض الثابت إلى معدلات كبيرة. وبين الكاف أنه إذا أرادت السعودية أن تصل بالنطاق العريض الثابت إلى 40 و50 في المائة، يجب أن تتخذ الدولة سياسات واضحة من خلال هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أو استراتيجيات تضعها، لأن النطاق العريض الثابت يحتاج إلى بنية تحتية كبيرة مكلفة جدا ومردودها على الشركات سيكون متواضعا. وقال: أعتقد أن هناك دراسة موجودة في السعودية، حول كيفية توسيع انتشار النطاق العريض الثابت.. والهيئة تقوم بدور بناء في هذا الشأن ولكن علينا الاستعجال به، مشيرا إلى أنه كلما زاد معدل انتشار النطاق العريض بأنواعه، سيكون هناك زيادة في الدخل والناتج القومي للدولة، وهذا ثابت في دراسات دولية، مضيفا نريد أن نزيد من وتيرتها لكي ينتشر النطاق العريض الثابت بنسبة 40 إلى 60 في المائة في السعودية. وذكر الكاف أن السعودية من الأوائل في الوطن العربي في مجال النطاق العريض المتحرك، لكن في النطاق العريض الثابت نحن متواضعون جدا، لأسباب: الأول تضاريس السعودية ولكنها سعت للتغلب على هذه المشكلة. وقال الكاف إن هناك نحو خمسة ملايين منزل في السعودية، ويجب أن تكون هناك سياسية تحدد عدد المنازل التي يراد وصول الخدمة إليها وكيف تصلها، وما التحديات التي يجب أن نتغلب عليها، وليس المنازل فقط بل أيضا الشركات.. فمثلا كوريا الجنوبية قررت أن يكون معدل الانتشار 90 في المائة، بينما سويسرا رأت أن يكون معدل السرعة لا يقل عن 1 ميجا في كل منزل حتى لو كان معزولا. وذكر أن شركة موبايلي استطاعت توصيل النطاق العريض الثابت إلى 450 ألف منزل في السعودية.. ونطمح إلى مليونين أو ثلاثة ملايين منزل. واستطرد الكاف أن الجيل الرابع منتشر في 45 مدينة في السعودية، والجيل الثالث منتشر في جميع المدن.. وهذا يعتمد على مدى وجود الترددات الطيفية.. والهيئة تقوم الآن بعمل كبير في إيجاد هذه الترددات حتى تكون موجودة للقطاع والتوسع فيها. قصة موبايلي أوضح الكاف أن موبايلي بدأت بخدمة الهاتف المتحرك بترخيص تكلفته 12.4 مليار ريال، وفي 2008 حدث تغيير جذري بالشركة حيث استحوذت على شركة بيانات بقيمة 1.5 مليار ريال، وبيانات أدخلتنا بخدمات الهاتف الثابت، وفي مجال ترددات الجيل الرابع.. بيانات إضافة كبيرة جدا لـ موبايلي.. واليوم حركة الجيل الرابع بـ موبايلي تزيد عن حركة الجيل الثالث.. رغم أننا في حركة الجيل الثالث على حسب جوجل أكثر حركة يوتيوب في العالم موجود في السعودية. وأضاف: في ستة أشهر تغلبت خدمات الجيل الرابع بحركتها على ما بنيناه في أربع سنوات للجيل الثالث وهذا تغيير بحد ذاته.. والتغيير الثاني الذي حدث في 2010 هو دخولنا في وضع كيف تستخدم بيانات في الحوسبة السحابية.. نحن نؤمن بأن النطاق العريض سواء كان الثابت أو المتحرك مع الحوسبة السحابية سوف يكون لها نموذج استثماري.. ونبني شبكة ألياف بصرية وشبكة جيل رابع عملاقة. وأضاف: مع هذا التغيير نحن غيرنا من تركيبتنا الداخلية، بحيث نتحول من شركة اتصالات إلى شركة متكاملة، وهذا الشيء لا نستطيع عمله بين يوم وليلة.. فكان لا بد من شراكات استراتيجية، لذا أسسنا قسما خاصا برئيس تنفيذي للشراكات الاستراتيجية، مشيرا إلى أن آي بي إم لديها مركز وحيد في العالم لأمن المعلومات خارج أتلانتا موجود في الرياض، وفيه مهندسون من آي بي إم إضافة إلى مهندسين من موبايلي، ورجال مبيعات من الشركتين، بمعنى أنها شراكة استراتيجية.. الشراكة بيننا وبينهم مناصفة. وفي مداخلة لطلعت حافظ، الكاتب الاقتصادي، الذي أدار الندوة، حول كيفية تعامل المصارف مع السرية وخصوصا بعد اختراق الكابلات بريطانيا، حيث حدث هناك قلق من جهة أمن المعلومات؟ رد الدكتور مروان الأحمدي، أن أمن المعلومات هاجس وهدف متحرك، حيث لا يمكن أن تدعي في أي وقت أنك أصبحت في أمان، وسيبقى هذا الهاجس مستمرا. وبسؤال الكاف عن العنصر البشري السعودي؟ وهل هناك فكرة لإيجاد مركز تدريب للشباب في أعمال الاتصالات؟ أجاب الكاف: 86 في المائة من موبايلي سعوديون، هذا قبل الاستحواذ على شركة بيانات، وبعد الاستحواذ لامسنا أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات كنسبة مئوية وموجود حاليا 300 موظف يعملون من المنازل في شتى مناطق السعودية، وهناك خمسة سعوديين من بين ثمانية رؤساء تنفيذيين، إضافة إلى إماراتي وأردني وألماني. وقال عن بيئة العمل في الشركة، إن الموظفين باستطاعتهم أن يأتوا بعائلاتهم إلى الشركة وتحتفل الشركة بهم، وتمنحهم كوبونات شراء وهدايا، في كل شهرين مرة واحدة يسمح لكل موظف.. وباستطاعة الموظف أيضا أن يعمل يوما كاملا من المنزل.. كما أن الشركة تعمل على إنشاء مبنى جديد بحيث لا يكون هناك مكاتب خاصة للموظفين.. الرئيس التنفيذي ليس لديه مكتب. وقال إن الشركة سوف تتسلم المبنى الجديد بجوار المؤسسة العامة للتقاعد عام 2015. وخلال الحديث عن مقارنة شركات الاتصالات العالمية وبالأخص القديم منها مثل الاتصالات اليابانية وغيرها التي أنشئت منذ زمن بعيد أنها لا تبحث عن الربح فقط بل هاجسها هو المسؤولية الاجتماعية وتقديم خدمات تساعد على تطور العنصر البشري وتقديم تكنولوجيا متطورة في تلك الدول، وذلك على عكس ما هو معمول به في دول المنطقة بأن الشركات تلهث وراء الربح فقط، مؤكدا في مداخلته أنه لا توجد شركة اتصالات في العالم لا تبحث عن الربح لأن هذا القطاع في النهاية تجاري يقوم مستثمرون بضخ أموال ضخمة فيه لاستثمارها، مشيرا إلى أن كل شركة تبحث عن تقديم خدمة مميزة. واستطرد قائلاً، لا توجد خدمات مميزة في منطقة أوروبا من قبل مقدمي خدمات الاتصالات، وذلك بسبب مواجهة الضغط المادي الكبير الذي تحتاج إليه تلك الشركات لتسيير أعمالها ومواكبة التطورات في هذه الصناعة، مما اضطر تلك الشركات للاندماج أو البيع. وضرب أمثله على ذلك ومنها بشركة فودافون وشركة أورانج التي انضمت إلى شركة تي موبايل، ومن ثم تحويلها إلى مسمى وان تو وان.. وجاءت فترة كانت تعلن شركة تي موبايل عن نيتها للبيع بسبب الضائقة المالية. وقال إنه في فترة الصيف الماضي في العام الجاري قامت شركة فودافون بالإعلان عن نيتها تقديم خدمات الجيل الرابع خلال الفترة القادمة في لندن، وهي تعتبر معقل الشركة وبلدها، ولكن لم تقدم خدمات تحوز رضا عملائها المحليين. واستشهد الكاف بهذه الحالة بأن شركات الاتصالات في منطقة أوروبا أثرت فيها النقدية، وبالتالي تأخرت وتقاعست عن كثير من الخدمات. وعرج قائلاً إن هناك تميزا في الخدمات من قبل شركات الاتصالات في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، إضافة إلى أمريكا الشمالية وكندا، وأرجع هذا النجاح إلى السياسات التي وضعت من قبل تك الدول والتشريعات في قطاع الاتصالات، أعطت مرونة جدا كبيرة لتلك الشركات بتحقيق أهدافها وتميزها. وذكر أن شركة موبايلي لا تضع أوروبا مثالا يحتذى به وتحديدا في جودة الخدمات، بل تسعى لتحقيق نجاحات أكبر وأهداف أعلى مثل التي حققتها الشركات الناجحة حول العالم. واستطرد بأنه يمكن أن الاتصالات الأوروبية تعرف كيف تتعامل مع عملائها ولكن كخدمة وجودة شبكة ليست الأفضل.. بل أتحفظ على الأرقام التي لدى المشغلين الأوروبيين، مستشهدا بألمانيا بأن معدل انتشار النطاق العريض الثابت في ألمانيا أقل من 30 في المائة، وعليه يؤمن الكاف باحتذاء الاتصالات اليابانية أو الكورية. وقال إن قطاع الاتصالات لا يقف فقط على مدى نجاح الشركات أو فشلها، بل هي منظومة متكاملة يجب أن تنبثق منها السياسات والتردادات المتاحة، مضافا إليها دور الحكومة ودور القطاع الخاص. محملاً العبء والمسؤولية الأكبر على الشركات المشغلة. وبالمقابل، أشاد الرئيس التنفيذي لـ موبايلي بدور هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وعلاقتها بالمشغلين المحليين، وتطرق إلى الأنظمة والنصوص الواضحة من قبلها التي يسهل عليهم كشركة اتباعها. أما الخلاف بين المشغل والمنظم لسوق الاتصالات التي تطرأ على السطح بين الفينة والأخرى هي عادية جداً وموجودة في كافة أنحاء العالم، وعادة ما تكون بخصوص العمليات التشغيلية. وعلق الكاف على بيئة الاتصالات السعودية بأنها هي الأفضل ولكن نريد وقتا ووتيرة أسرع. ويرى أن النموذج السعودي في قطاع الاتصالات من أفضل النماذج في منطقة الشرق الأوسط، وأن أفضل نموذج للسياسات المكتوبة ويسهل فهمها وتطبيقها للمشغل هي منظومة السياسات السعودية في مجال الاتصالات، وأنه يوجد مجال وإمكانية لتطويرها على المدى البعيد، وذلك بهدف التطور والتحسن الملموس من قبل المشغل أو من قبل مستخدمي الخدمة، ويعتمد ذلك على مدى إمكانية ونظرة الحكومة في ضخ أموال واستثمارات جديدة في هذا القطاع بالمستقبل. واعترف الكاف بأنه يوجد تقصير في إعلان الشركة عن المبادرات الاجتماعية وسوف يتم تلافيها مستقبلاً، وذكر أن للشركة كثيرا من البرامج الاجتماعية ولكن لم يتم تسويقها بالشكل المطلوب. وأجاب الكاف حول عدم تغطية شبكة موبايلي لأغلب مدن السعودية، بأن موبايلي في الأخير هي شركة لديها مستثمرون يبحثون في نهاية المطاف عن الربحية، حيث تلجأ الشركات عادة للمدن الأكثر كثافة والأوسع انتشاراً للطيف الترددي. أما بخصوص المدن التي لم تغطها الشبكة فذلك يعود لأسباب أهمها البنية التحتية التي تحتاج لأموال طائلة لا يمكن لأي مشغل تجاري أن يقوم بمفرده، كذلك السياسات الحكومية من دعم وغيره التي تتوقف على مدى احتياج التوسع في تلك المناطق عن غيرها. ويعتقد الكاف أن موبايلي تغطي أكثر من 90 في المائة من مناطق السعودية. كما تغطي نحو 97 في المائة بتقنية الجيل الثاني، أما نسبة التغطية بتقنية الجيل الثالث فهي بنحو 92 في المائة. وقال: إن ما تم استثماره من قبل الشركة منذ تأسيسها وحتى اليوم يقدر بنحو أربعة مليارات إلى 4.5 مليار ريال سنوياً لمدة ثماني سنوات، أي بإجمالي ما بين 32 مليار ريال إلى 36 مليار ريال. وأضاف أنه سيتم استثمار ما مقداره 22 مليار ريال خلال السنوات الخمس القادمة، أي بإجمالي يقدر بـ 54 إلى 58 مليار ريال مقسمة على 13 عاما ابتداء من تأسيس الشركة وحتى خمس سنوات مقبلة. وأكد أن موبايلي قادرة على تحقيق أرباح جيدة لمستثمريها ومساهميها وإلا لم يقوموا بدفع تلك المبالغ. وقال الكاف إن موبايلي تسعى من خلال برامجها للمسؤولية الاجتماعية في المقام الأول للجودة على حساب العدد أو الرقم، ودائما ما يتم التنسيق مع وزارة العمل حول تلك البرامج ما عدا برنامج الصفوة. وفي إجابة عن أحد الأسئلة المطروحة من الحضور المختصين حول استيعاب أو حاجة السوق السعودية لمشغل رابع، ذكر الكاف أن هناك سعة كبيرة جداً ويبصم بالعشرة أن السوق السعودية تستوعب مشغلا رابعا، معلقا بأنه لا يتم الحكم على القطاع بما تنتهجه بعض الشركات حيث بعضها يخسر وبالتالي لا يعني أن السوق لا تستوعب، بل يعتمد على المشغل ومدى قدرته على المنافسة. واستشهد الكاف بأن السعودية تشهد أعلى نمو في منطقة الشرق الأوسط في مجال التجارة الإلكترونية، ووفقاً للتقديرات، فتشير آخر الأرقام إلى أن الإنفاق على التجارة الإلكترونية في السعودية يفوق مليار ريال. وأن النمو آخذ في التوسع وبالأخص لفئة الشباب وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة. من جانبه، قال الأحمدي إن النمو في البيانات سيستمر وبشكل مطرد في المستقبل القريب، وذلك لأسباب عديدة منها نسبة انتشار عدد المستخدمين، بحيث تشير أحدث الدراسات إلى أن نسبة النمو في عدد المستخدمين للإنترنت ستبلغ من الآن وإلى نهاية عام 2016 في أمريكا الشمالية نحو 1.6 في المائة، وتبلغ في منطقتنا (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) نحو 16 في المائة. أي أنها أعلى بمعدل عشرة أضعاف النمو في أمريكا الشمالية، وسيبلغ عدد المشتركين بنهاية عام 2016 في منطقتنا نحو 550 مليون مشترك، بينما في أمريكا الشمالية نحو 269 مليون مشترك، أما في الصين ومنطقة الباسيفيك نحو 1.7 مليار مشترك، وبالتالي سيفوق عدد الأجهزة الإلكترونية عدد السكان على الكرة الأرضية. وقال الأحمدي إن استخدام الحوسبة السحابية سيكون له انتشار واسع وذلك لأسباب منها السرعة، خاصة أنها مطلوبة من قبل الأجهزة والمشاريع الحكومية، إضافة إلى الجامعات السعودية، كما أنها تعد الأقل تكلفة.. ومما يدل على ذلك هو النمو المطرد في الإنفاق الحكومي على المشاريع المختلفة وتحديدا منذ 2010 وإلى الآن، وتلك المشاريع تحتاج إلى هذه الخدمة التي تعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري. وشكك الكاف في أن تكون السعودية من أعلى الدول تكلفة في خدمات الاتصالات، نافيا أن السعر يحدد بناء على التكلفة فقط وإنما على أمور عدة منها الجودة ونوع الخدمة المقدمة، ومتوسط دخل الفرد. وقال إنه بإمكان أي مشغل أن يوفر لك خدمة وبسعر قليل جدا ولكن بجودة رديئة تناسب السعر المدفوع فيها، وبأخذ هذا المؤشر فسيتضح أن أرخص دول العالم تقدم خدمات الهاتف الجوال هي هونج كونج والبحرين وعمان.. ومن الصعب المقارنة بين دولة يبلغ متوسط نصيب الفرد نحو دولارين ونقارنها بدولة أخرى يبلغ نصيب الفرد فيها أضعاف الدولة الأخرى. وأوضح أن السعودية تشترط على المشغلين تقديم خدمات متساوية لجميع أفراد المجتمع، وبالتالي سيكون عبئا إضافيا على المشغل بحيث سيقدم جميع خدماته وبأعلى جودة وبدون فرض أي رسوم أخرى وبدون النظر إلى مستوى دخل الفرد. وعن توقعاته لتأثير استراتيجية الشركة للسنوات الخمس المقبلة، التي تنوي خلالها استثمار 22 مليار ريال، توقع الكاف أن تكون معدلات النمو السنوية حتى 2015 من خلال هذا الاستثمار نحو 10 في المائة وأكثر في صافي الدخل، في ظل الشراكات وخدمات الحوسبة السحابية ومراكز البيانات. وقال الكاف إن حصة الشركة من الخدمات الصوتية للهاتف النقال في السعودية أكثر من 40 في المائة، لافتا إلى أن موبايلي تستحوذ على نصيب الأسد من خدمات النطاق العريض المتحرك. وبخصوص برامج التراسل الفوري مثل الواتساب وسكايب والفايبر، قال إن هذا ليس من تخصصه وضرب، مستشهدا بالصين بأن ليس لديها أي من تلك البرامج. الكاف: فاوضنا الأهلي والاتحاد ووقعنا مع الهلال قال المهندس الكاف إنه وقع الاختيار على نادي الهلال بناء على دراسات أعدت مسبقاً لمدة سنة كاملة، وأن الاختيار لم يتم عشوائياً، واستطرد قائلا، إن الأندية السعودية في السابق كانت تجد راعيا لها بمبالغ زهيدة لا تتجاوز أربعة ملايين ريال. وأضاف المهندس أن شركة موبايلي لا تؤمن بعقد شراكة جديدة مع أندية أخرى، وأنها تتبع الأسلوب الأوروبي والمنهج المتبع في أغلب دول العالم بأن الشركات الرائدة تتجه لنادٍ واحد فقط. وذكر الكاف معلومة أكد أنها جديدة ولم يعلن عنها مسبقا في الصحافة وهي قيام موبايلي بالاجتماع مع نادي الاتحاد ونادي الأهلي ونادي الهلال. ونفى أنه تم الاجتماع مع نادي النصر وأن أحد الأندية التي تم الاجتماع معها عاد عن رأيه في يوم وقدم اعتذاره بعد قاب قوسين أو أدنى للتوقيع مع موبايلي .. إضافة إلى وجود نادٍ من تلك الأندية التي تم الاجتماع معها كان يقوم بعملية مساومة للعقد المقدم له من قبل الشركة. وأضاف: تم التوقيع مع النادي الأجهز للاتفاقية في إشارة إلى التوقيع مع نادي الهلال، نافيا أن يكون الاختيار وقع بناء على الميول أو توجهات أخرى، بل نحن في بيئة عمل تتطلب من الجميع العمل وفق دراسة جدوى واضحة ولها مردود، وكيفية تطبيق تلك الدراسة على أرض الواقع.. أي أن المعيار الوحيد للاختيار جاء بناء على إعداد دراسة الجدوى. وأثنى الكاف كثيرا على الشراكة بين موبايلي ونادي الهلال، متمنياً استمرارها لعدة سنوات مقبلة وأطول من ذلك. ورأى الكاف أن هذه الشراكة الاستراتيجية كانت جدا مفيدة لنادي الهلال، كما لعب النادي دورا مهما لمساعدة موبايلي في انتشار وبروز علامتها التجارية، خصوصا في فئة الشباب وصغار السن. وأثنى على هذا المردود ووصفه بالإيجابي. وأضاف أنه تم انعقاد مجلس إدارة موبايلي لأكثر من مرة خلال عدة أشهر لدراسة هذا المردود العالي الذي لعبه الشريك الاستراتيجي، وذلك بسبب دخول العقد مستويات ما بين الـ 60 والـ 70 مليون ريال، مما فرض على مجلس إدارة الشركة الانعقاد ودراسة مميزات العقد الاستراتيجي. «موبايلي» ساهمت في خفض معدل البطالة أكد حمود الغبيني أن «موبايلي» ساعدت في خفض معدل البطالة منذ عامين تقريباً وبالتالي قامت موبايلي بالتدريب والتأهيل المنتهي بالتوظيف، وذلك من خلال ثلاثة برامج هي الصفوة الذي يقوم بتوظيف نحو 100 خريج جامعي سعودي سنوياً. وقال الغبيني: يوجد برنامج جديد لم تعلن موبايلي عنه من قبل، وهو يستهدف فئة من فئات المجتمع وهم العنصر النسائي، حيث تقوم الشركة بتدريب المئات، بل الآلاف من الفتيات الحاصلات على الشهادة المتوسطة أو الثانوية على صيانة الهاتف المحمول، لأن الكثير من محال صيانة الهاتف المحمول بالسعودية يسيطر عليها أجانب، وأن الكثير منهن يعاني من الحرج أو الخوف في صيانة تلك الأجهزة خاصة أنها تحتوي على متعلقات شخصية. وقال: تم إنشاء مركز متخصص يهتم بهذا المجال بمدينة جدة من قبل الشركة، وسيبدأ العمل به الشهر المقبل من العام الجاري، وسيتم تدريب الفتيات لمدة عام كامل .. كما توجد فكرة حول إعطائهن قروضا ميسرة لمساعدتهن في فتح محال صيانة أجهزة للهاتف المحمول. واستطرد: تم استهداف فئة من الشباب الخريجين المتخصصين في مجالي الهندسة وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى التخصصات المالية مثل المحاسبة والتسويق، بالإضافة إلى برنامج التوظيف المنزلي لخدمة العملاء. وستكون ثمار تلك البرامج خلال العامين المقبلين بإذن الله. صندوق الخدمة الشاملة تجربة تحتاج إلى تعميمها نوه الكاف بصندوق الخدمة الشاملة المطبق في السعودية، الذي يعتني بالمناطق النائية لعدم جدوى الاستثمار فيها من مشغل تجاري وقلة سكانها، حيث تقوم الدولة بتوفير البنى التحتية وغيره من الأمور المكلفة وبعدها تطرح بسعر مناسب للطرفين على المشغلين المحليين. وأضاف الكاف أن هذا الصندوق يعد واحداً من أفضل البرامج المعمول بها عالمياً من قبل الحكومة السعودية، مشيرا إلى أنه قريباً ستكون هناك تغطية شاملة لجميع مناطق السعودية بعد طرح منطقتي 7 و8، مستدلاً بأنه تمت تغطية الكثير من المناطق في شمال وجنوب السعودية بعد طرح ست مناطق تم تقسيمها من قبل الدولة وتم الانتهاء منها وتغطيتها بالكامل.