كشفت مصادر مطلعة في بيروت لـ«عكاظ» أمس أن إطلاق سراح الجندي اللبناني كمال الحجيري من قبل تنظيم داعش الإرهابي فجر أمس الأول بمثابة مؤشر على أن صفقة إطلاق الجنود اللبنانيين المختطفين من قبل المسلحين في جرود القلمون وضعت على المسار الصحيح. وختمت المصادر لـ«عكاظ» بقولها إن المؤشرات الإيجابية كثيرة وأبرزها إطلاق الحجيري وتخفيف فوج المغاوير في الجيش اللبناني من إجراءاته الأمنية تجاه مخيمات النازحين في عرسال. من جهته، أوضح لـ«عكاظ» أمس رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري وفي تصريح خاص أن الجندي كمال الحجيري الذي أفرج عنه كنا مطمئنين منذ اللحظة الأولى أنه سيعود إلى قريته وعائلته لأن الإرهابيين اختطفوه بتهمة عمالته للاستخبارات وهذا غير صحيح وقد تم إثبات ذلك ولكن هذه الخطوة إضافة إلى متابعتنا تؤكد لنا أننا اقتربنا من مرحلة إنجاز صفقة متكاملة، هناك مطالب للإرهابيين ليس من الصعوبة تحقيقها وهناك رغبة لدى معظم اللبنانيين بإنهاء هذا الملف بالرغم من وجود طرف يسعى إلى إفشال المفاوضات. في المقابل، واصل أهالي الجنود المختطفين إقفال الطرقات الدولية مطالبين بالتفاوض لإطلاق أبنائهم فقطعوا لليوم الثاني على التوالي طريق ضهر البيدر التي تربط دمشق ببيروت وطريق القلمون التي تربط طرابلس ببيروت. من جانبه، أوضح النائب علاء الدين ترو أن لبنان يمر بظروف صعبة وخطيرة، لذلك فنحن بحاجة إلى الوحدة والتضامن وتشابك الأيادي معا، من أجل مواجهة الاستحقاقات، وأكد أنه «علينا زيادة النأي بالنفس؛ لأن لا قدرة للبنان على مواجهة التحديات السورية، وعبء النازحين السوريين لوحده دون مساعدة عربية ودولية، ولا قدرة للبنان على التدخل في النيران السورية، لا من هذا الفريق ولا من ذاك؛ لأننا رأينا ماذا جرى في عرسال عند محاولة تدخل البعض في الشأن والنزاع السوري، نريد العودة مجددا إلى سياسة النأي بالنفس، ونريد من الحكومة بأسرع وقت ممكن وعبر المفاوضات إخراج العسكريين المعتقلين عند بعض المنظمات في سوريا، وأن يكون حل هذه القضية بأسرع وقت ممكن، حفاظا على الجيش، وعلى أبنائنا الأسرى وعلى السلم الأهلي في لبنان». فيما أوضح عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب شانت جنجنيان أنه «ذا كان من الصحيح أن «حزب الله» خرج لمواجهة الإرهاب لحماية لبنان، فهل هم من سيمنعونهم من الدخول إلى لبنان، لافتا إلى أنه «لم نكن لنرى الإرهاب في لبنان لولا تدخل «حزب الله» في سوريا، وهو لم يستطع حماية نفسه من الإرهاب وأكبر دليل على ذلك التفجيرات التي حدثت في الضاحية الجنوبية، وأيضا قيامه بإغراق الجيش اللبناني معه. وشدد على أنه لا يوجد أحد يستطيع حماية نفسه، فالجيش الوحيد هو الوحيد القادر على حمايتنا، داعيا الجميع إلى «الالتفاف حول الجيش اللبناني».