×
محافظة جازان

وفاة طفل سقط من الدور الثالث في ضمد

صورة الخبر

تستضيف وزارة الثقافة والإعلام في حج هذا العام (202) إعلامي، يمثلون (50) جهة إعلامية، حيث تتحول المملكة سنوياً في موسم الحج لوجهة إعلامية، تتجه إليها كاميرات الفضائيات، وأقلام مراسلي الوكالات العالمية، وعدسات المصورين المحترفين، فيما تظل مكة بحرمها ومشاعرها المقدسة والمدينة بمسجدها النبوي وآثارها الباقية مغناطيساً إعلامياً، يجذب اهتمام وسائل الإعلام، وتقدم لهم حكومة خادم الحرمين تسهيلات كبيرة، حيث يتم منحهم حريةً كاملة لتغطية موسم الحج، والتنقل من دون رقابة أو متابعة، وهو أمر يدل على الثقة العالية والمهنية في كل ما يُقدم لراحة وسلامة الحجيج، إلاّ أنّ سؤالاً يطل في الأفق كل موسم حج: هل استثمرنا تواجد النخب الإعلامية؟، وكيف نحقق رؤيتنا ورسالتنا من خلال هذا العرس؟، وهل خطابنا الإعلامي يتوافق مع متغيّرات العصر؟، فهناك من طالب بتخصيص جائزة دولية سنوية للإعلام في الحج، هدفها تشجيع الأعمال المميزة، وتكريم الشركاء الفاعلين، وتحقيق التنافس بين وسائل الإعلام في كل موسم. لا نزال نعلّق على الحدث الكبير من دون أن تكون هناك «صناعة» تليق بتفاصيل الحضور من كل فج عميق استثمار ثقافي في البداية انتقد "حسين بافقيه" -ناقد وأديب- التعاطي الإعلامي مع موسم الحج، واصفاً إياه بأنّه تقليدي للغاية، حيث لا تخلو التغطيات الإعلامية من التقليدية، من دون إدراك للتحولات التي طرأت على الخطاب الإعلامي، خاصةً بعد ثورة الاتصالات وتقنيات شبكات التواصل الاجتماعي، وانتشار الفضائيات على نحو ضخم، ودخول ممارسين جدد على المشهد الإعلامي، في وقت كان موسم الحج لا ينقل إعلامياً إلاّ من خلال وسائل النقل التقليدية من صحف محلية، وتلفاز حكومي، تسعى لنقل الشعيرة مع رصد الجهود التي تبذل سنوياً، لافتاً إلى أنّ ثمة وسائل إعلامية زاحمت الوسائل الحكومية التقليدية في رصد المشهد العالمي، كالصحف الإلكترونية، والمدونات الخاصة، التي ترصد المشهد من خلال أجهزة الهواتف المحمولة لتنقلها لحظة بلحظة. وقال إنّ الملاحظ على الأداء الإعلامي الحكومي أنّه في كثير من المواسم لم يتغيّر أداؤه، حتى إننا لا زلنا نشاهد في عرفات المشهد التقليدي الذي يجمع مجموعة مذيعين من عدة دول ليقوموا بالتعليق بالتناوب، معتبراً أنّ الإعلام لم يستثمر الجوانب الإنسانية، من خلال قصص الحجاج، ورصد المشاعر، والتجارب، مضيفاً: "لا نكاد نرى هذا إلاّ في هوامش ضيقة لا تتجاوز (1%) مما يعرض على القنوات وينشر في الصحف عن موسم الحج"، مطالباً بلغة إعلامية جديدة تواكب المتغيرات، متمنياً أن يشاهد فيلماً وثائقياً ينتج باحترافية، ترصد فيه رحلة الحج واللحظات الإنسانية التي تظهر على مشاعر الحجاج، مؤكّداً أنّ ما يقال على الإعلام في الحج يقال على الثقافة أيضاً، حيث يظهر موسم الحج من دون أن يستثمر ثقافياً. شراكات مهنية فيما رأى "د.محمد هندية" -أستاذ الإعلام الدولي ورئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى- أنّ استثمار الإعلام في الحج مهنياً يكون عن طريق احتكاك الكوادر الإعلامية الوطنية بكوادر وسائل الإعلام الدولية، من إذاعة، وتلفاز، وصحافة، وتوقيع شراكات مهنية من خلال ورش العمل، والدورات التدريبية، وحلقات نقاش معهم، حيث إنّ الكوادر الدولية لها خبرة واسعة في الاتصال بالجماهير الدولية ومعرفة خصائصها وسماتها، موضحاً أنّه يمكن استثمار الإعلام الدولي ثقافياً، فهناك اتجاهان: الأول يعتمد على التوعية بشعيرة الحج ومقاصده على الوجه الصحيح والمحجة البيضاء التي فعلها رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وبيان أهمية دور الإعلام الدولي كشريك في إيصال رسالة الأجهزة الحكومية، وتوسيع التوعية وتحقيق الأمان؛ لأنّ بعض الجاليات البعيدة عن المملكة قطرياً تحتاج إلى مزيد من التوعية في مناسك الحج، وذلك بالتنسيق مع بعثات الحج القادمة إلى المملكة من شتى بقاع الأرض. وأضاف أنّ الاتجاه الثاني يتمثل في استثمار التوجه الإعلامي الدولي نحو شعيرة الحج، وشرح وجهة نظر المملكة في أداء هذه الشعيرة، خاليةً من أي اتجاهات سياسية، أو مذهبية، أو طائفية، وأنّ الإسلام هو رسالة السلام للعالمين، مستدركاً: "أما بخصوص الجائزة الدولية للإعلام في الحج فيجب أن تنطلق من مهبط الوحي مكة المكرمة، متمثلة بقسم الإعلام بجامعة أم القرى، حيث إنّه هو الجهة الاختصاصية المؤهلة للتحكيم ولديه أعضاء هيئة تدريس في جميع التخصصات الإعلامية، يتمتعون بكفاءات عالية في مجال الإعلام". هيئة الصحفيين وأكّد "حسن بن علي الأهدل" -مدير عام الثقافة والإعلام برابطة العالم الإسلامي ومنسق هيئة الصحافيين بمكة المكرمة - أنّ الحج مؤتمر إسلامي يجمع النخب الإعلامية؛ مما يستوجب استثمار هذا المؤتمر بصياغة مشروع لأنشطة تستقطب المتواجدين، وتستفيد من خبراتهم، وتحقق التواصل معهم، وتخدم المهنة، مشيراً إلى أنّ الحج موسم حقيقي للإعلام يجب أن يستثمر، مبيناً أنّ من صور تفاعل هيئة الصحفيين مع موسم الحج تنظيم اللقاءات والحوارات بين كبار المسؤولين وبين الصحافيين السعوديين. توصيل رسالة وشدد "إسماعيل بيتي" -إعلامي- على أنّ الحج موسم عالمي ولقاء سنوي، ربما لا يتوفر لكثير من الدول، حيث تستقبل المملكة سنوياً وفوداً مختلفة الاهتمامات، منها الوفود الإعلامية؛ مما يفسح المجال أمام السعوديين في بث الرؤى والرسائل في أيام معدودات، موضحاً أنّ المطلوب دراسة واقع التعامل والإدارة للوفود الإعلامية في الحج، ورصد أبرز الأفكار التي يمكن أن تطور عمل إدارة هذه الوفود، بما يخدم مصالح شعيرة الحج، ويسهم في إيصال رسالة المملكة لحكومات وشعوب ومسؤولي دول الحجاج. مواجهة التشويه وبيّن "د.خضر اللحياني" -إعلامي- أنّ موسم الحج فرصة عظيمة من المهم استغلالها لتغيير الصورة الإعلامية النمطية عن المملكة، من خلال كشف الوجه الحقيقي والدور الريادي للمملكة، ودورها في مواجهة الإرهاب والعنف والتشدد، وتجاربها الناجحة في مجال معالجة الفكر المنحرف، وتفوقها في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة أمام مراسلي الوكالات العالمية والفضائيات الدولية أولاً، من خلال دعوة أشهر القنوات العالمية والوكالات لرصد موسم الحج، بما يحقق التواصل ويضمن التأثير والتغيير على مستوى الرأي العام في دول الفضائيات والوكالات المستهدفة. وأضاف "إننا بحاجة إلى مبادرات إعلامية طموحة واحترافية، تشترك فيها الجهات المعنية لإيجاد إستراتيجية إعلامية تخدم بلادنا، وتواجه الحملات التي تحمل التشويه والتشكيك والتحجيم".