المعلومات التي أوردها الكاتب الأستاذ عابد خزندار في نثاره اليومي بجريدة الرياض، عن وجود 2356 مهندساً سعودياً مُتخصّصاً في الهندسة المدنية مقابل 43325 مهندساً وافداً، وكذلك عن وجود 2314 مهندساً سعودياً مُتخصّصاً في الهندسة المعمارية مقابل 11956 مهندساً وافداً، هي معلومات مُخْجِلة لمن يهمّه شأننا الهندسي، ويحمل في قلبه ذرّة من الغيْرة على مهنة الهندسة لدينا!. كيف لا وهذان التخصّصان هما التخصّصان الأكثر لصوقاً بسوق البناء، بينما عدد مهندسيهما الوافدين يفوق عدد مهندسيهما السعوديين بأضعاف كثيرة، ورغم "إيه؟" رغم وجود حوالي 30 جامعة سعودية، حكومية وأهلية، ممّا لا أدري حقيقةً وبالعامية كده "إشْ بتسوّي؟" ولماذا لم تُخرّج لنا العدد المطلوب من المهندسين المدنيين والمعماريين الذي يُقدّر بحوالي 50 ألف مهندس كي يُواكب سوق البناء والإسكان الـمُتنامية وتوطينها للحد الأدنى المقبول؟. هل هناك إحجام من طُلّاب الثانوية العامّة عن الالتحاق بكليات الهندسة ليحصل هذا النقص الفظيع؟ كلّا وألف كلّا، إنّهم يتهافتون عليها كما تتهافت الفراشات على مصباح الضوء، لكنّها الجامعات، وما أدراك ما الجامعات؟ إنها تتبع سياسة قبول صعبة، وتشترط نسب نجاح مرتفعة من الثانوية، للطُلّاب الراغبين في دراسة الهندسة، فضلاً عن شتّى الاختبارت القياسية والتحصيلية التي هي تعجيزية في الغالب، ممّا لا تلجأ لها إلّا الجامعات في الدول الـمُتخمة والغارقة لأفواهها وأنوفها بالمهندسين الفائضين عدداً عن اللزوم، وهذه المعلومات هي المحصّلة الـمُخْجِلة!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح بعثت لي برسالة وتس آب تُطالب فيها بتدخل "عالي" لدى وزارة التعليم "العالي" لإلزام الجامعات بسياسة قبول مرنة تستوعب عدداً أكبر من الطلّاب في كلّ التخصّصات الهندسية، إضافةً بالطبع إلى المدنية والمعمارية، فصدّقوني إنّ مستواهم بعد قبولهم وتخرّجهم سيكون بحول الله أفضل من مستوى كثيرٍ من المهندسين الوافدين الذين قد تجد فيهم من يتعلّم الهندسة على رؤوسنا، أو من شهادته مُزوّرة، أو من يعمل في غير تخصّصه، مع احترامي وتقديري للمجتهدين والمثابرين منهم!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain