×
محافظة المنطقة الشرقية

STC  تتيح 310 الآف دائرة دولية لخدمة ضيوف الرحمن

صورة الخبر

ـ يظن بعضهم أن المثقفين الذين يظهرون في التليفزيون ويكتبون في الصحف هم بالضرورة من الأثرياء المرتاحين أو على الأقل من المستورين مالياً، وهذا التصور الجميل مع الأسف خاطئ وظن في غير مكانه ولا أهله.. المثقفون غلابة و «كحيانين» إلا من رحم ربك.. ـ في الغالب الأعم يعاني المثقف من مشكلات مالية لا تنتهي؛ فهو في النهاية رب أسرة، ولديه كبرياء يمنعه من استثمار أفكاره وبيعها لمن يدفع أكثر، وكلما كان المثقف مخلصاً لاهتماماته كلما اقترب من العوز والفاقة وكان أكثر شقاء وفقراً وإن أظهر للناس عكس ذلك. ـ أعرف كثيرين من هؤلاء المثقفين الكبار الذين أثروا حياتنا ومكتباتنا بإنتاجهم الفكري والأدبي، وتظنهم لتعففهم من أصحاب الملايين، ولكن الحقيقة أنهم يعيشون بصمت على مساعدات الضمان الاجتماعي المقطوعة؛ لأنه لا مؤسسة ثقافية ترعاهم أو تهتم بهم، ولأن معاشاتهم التقاعدية لا تكفي أبداً.. ـ يستغرب صديقي قبل أيام أن يرى مثقفاً يراجع في الضمان الاجتماعي لنفسه وليس لأحد آخر، ويظن أن هذا جشع ومادية لا تحتمل؛ المشكلة أن صديقي لا يعرف أن هذا المثقف الذي تجاوز الستين يعاني من تدني راتبه التقاعدي وضغط متطلبات أسرته، وبالطبع فلقب مثقف لا يأتي «بباغة» خبز من البقالة!! ـ المثقف له اسم حاضر ومهم ورنان، ولكن له في المقابل جيب فارغ، وهو يحاول قدر الإمكان أن يتأقلم مع الواقع بما لا يمس كرامته وكبرياءه، ولذلك يذهب أغلبهم إلى الضمان الاجتماعي لعل وعسى، وكثيراً ما يموتون بمرض أو عوز، والنتيجة حفلة تأبين بائسة وديون يورثونها لأسرهم. ـ المثقف لدينا مطلوب جداً في الأوقات السعيدة، ولكن حينما يتعلق الأمر بحقوقه المادية لا أحد يهتم به.. يريدونه ضيفاً في الفضائيات ومتحدثاً في الندوات وكاتباً هذا صحيح، ولكنهم لا يسألون عنه حينما يغيب، أو يمرض، أو يتعثر لأي سبب.