اندلعت ليلة الاحد الاثنين اشتباكات بين الامن المغربي ومتظاهرين في مدينة الداخلة أقصى جنوب الصحراء الغربية، في أعقاب وفاة سجين صحراوي في المستشفى، حسبما أفادت مصادر متطابقة فرانس برس. واندلعت الاشتباكات بين 200 الى 300 صحراوي ورجال الامن المغاربة، مخلفة سبعة جرحى في صفوف قوات حفظ النظام المغربية، وفق ما نشرت مواقع الكترونية مغربية، والتي ألقت باللوم في أعمال العنف على "الانفصاليين". من جهته قال همة المامي سالم، رئيس "العصبة الصحراوية لمناهضة التعذيب" إنه "أحصينا بالاسماء 23 مصابا في صفوف المواطنين، فيما تم اعتقال خمسة أشخاص، اطلق سراح اثنين منهم". وأضاف المصدر نفسه أن "الاشتباكات استمرت ما بين الساعة 23,00 ليلا والثالثة صباحا، إثر شيوع خبر وفاة السجين "حسنة الوالي" الذي كان عضوا في جمعيتنا، وكان معترفا به كناشط حقوقي لدى منظمة العفو الدولية"، مؤكدا ان "قوات الأمن ما زالت تتوافد على المدينة". من ناحية أخرى قال بيان رسمي ل"المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج" أن الشخص المتوفي (43 سنة) الذي كان يقضي حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات في سجن مدينة الداخلة، نقل لمستشفى المدينة "بسبب معاناته من آلام على مستوى المعدة". وبحسب المصدر نفسه فقد دخل هذا الشخص "في غيبوبة مفاجئة، ما تطلب نقله وبصفة استعجالية الى المستشفى العسكري للمدينة، ووضع تحت العناية المركزة قبل أن توافيه المنية"، مؤكدا انه "تمتع بصحة جيدة ولم يصرح بما يفيد اصابته بمرض مزمن". لكن بحسب الهمة المامي فإن السجين "أضرب عدة مرات عن الطعام، ولم يكن يعرف أنه مصاب بالسكري، وحينما نقل الى المستشفى تعرض للإهمال"، مضيفا "بل قام الاطباء بربطه بالسيروم (للتغذية) ما فاقم من نسبة السكري لديه في الدم وادى الى وفاته". هذا واكدت المندوبية السامية للسجون أنه "تم إشعار النيابة العامة بوفاة السجين في انتظار اعطاء الامر بتشريح الجثة من اجل تحديد أسباب الوفاة". وتعتبر الداخلة أكبر مدينة جنوب الصحراء الغربية بنحو 60 ألف نسمة، وتبعد عن الحدود الموريتانية 300 كلم، وشهدت في 2011 مواجهات واعتقالات كان من بينهم السجين المتوفي. والصحراء الغربية مستعمرة اسبانية سابقة، يعيش فيها ما يقرب من مليون نسمة، وتقع تحت سيطرة المغرب، فيما تطالب جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، باستفتاء لتقرير مصيرها في حين يقترح المغرب خطة للحكم الذاتي تحت سيادته.