تحول نوعي في استراتيجيات الجماعات المسلحة المنخرطة في الصراع السوري بدأت ملامحه تتضح يومًا تلو الآخر؛ فبعد أن كانت هذه الجماعات تركز أنشطتها في تجنيد الشباب على عدد من المدن العربية، أصبحت تتخذ من مدن أوروبية مركزًا لتجنيد الراغبين في الذهاب إلى مناطق النزاع. واللافت هو ما رصدته صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية؛ حيث أكدت في تقرير لها يوم الاثنين (29 سبتمبر 2014)، تحول بلجيكا -وخاصة مدينة (أنتويرب)- إلى مركز لتجنيد الجهاديين؛ حيث ترسلهم جماعة تسمى "الشريعة من أجل بلجيكا" إلى أرض المعركة الدائرة في سوريا. وذكرت الصحيفة أن محاكمة 46 عضوًا في الجماعة انطلقت يوم الاثنين، كأحد أبرز الجهود القانونية المبذولة من أوروبا حتى الآن للتعامل مع حقيقة جديدة خطيرة تتعلق بالحرب الدموية الدائرة في سوريا والعراق، والمتعلقة بانخراط عدد كبير من الأوروبيين في الجماعات المسلحة. وأوضحت الصحيفة أن هذه الحقيقة تتمثل في أن قارة أوروبا تتحول بنسبة متزايدة إلى أرض تدريب للجهاديين الذين يتوجهون إلى هذين البلدين للانضمام إلى الجماعات الإرهابية مثل "داعش". وأضافت أن السلطات البلجيكية تدَّعي أنه منذ سفر أول عضو بجماعة "الشريعة من أجل بلجيكا" إلى سوريا في شهر مايو من عام 2012، انضم العشرات من الجماعة نفسها إلى القتال من أجل تكوين تنظيم يتسم بالتزمت ويطلق على نفسه دولة إسلامية. وأشارت الصحيفة إلى أن النيابة البلجيكية ستحاكم هؤلاء الأعضاء، ومنهم 38 شخصًا لا يزال هناك اعتقاد بوجودهم في سوريا، أمام محكمة أنتويرب الجنائية في تهم تتنوع من الإرهاب إلى الخطف والقتل. ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن هذه المحاكمة جزء من استراتيجية حازمة يقول المسئولون البلجيكيون إنها تستهدف القضاء على تدفق من يغادرون البلاد من أجل الانضمام إلى جماعات مثل "داعش" في سوريا والعراق.