×
محافظة المنطقة الشرقية

عام /الهيئة السعودية للمقيّمين المعتمدين توقع اتفاقية مع المعهد البريطاني للمساحين

صورة الخبر

الدول التي تثاءبت ثم توسدت الكسل والإحباط خرجت من الخريطة التنافسية الطبيعية، وتحولت إلى أكوام من البشر، تقودها حكومات معزولة عنها، شبيهة بعزلة المندوبين الساميين زمن الاستعمار؛ الاستسلام للأمر الواقع أسوأ مراحل الضعف والهوان، وترك القضايا المصيرية التي تمر بها الدولة لحل قد يأتي به زمن، أو على أمل لعل وعسى، يعني وضع الدولة على بركان الاحتمالات كافة ومصير مجهول. الوطن، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، أجمل ما يكون عليه أن نُحيي يومه بضجيج القبول وروح صافية ومزاج عالٍ، وعرش أناشيد حب وعطاء، للإنسان والأرض، للنضال والقيمة، للإخلاص والنزاهة، لمستقبل واضح مضيء، نبشِّر به أبناءنا، ونطوي معهم صمت الاستسلام الكسول. وطننا متفرد بخصوصية إضاءة وجدان الشوق إليه من أكثر 1.5 بليون مسلم، يستريح في كنف الحرمين الشريفين، المؤمنون والمتعبون، المذنبون التائبون، الساعون لطلب الرحمة والغفران من الخالق العظيم -جل في علاه-، وجب الشكر علينا أن نُسطَر معاني القدوة الحسنة، والعمل الجاد؛ لأن وطننا شَعّ نوره للدنيا، منذ أن أطلق نبينا إبراهيم -عليه السلام- أمر ربه النداء للحج. لا نريد أن نمشي على أطراف الذاكرة يا وطني، ولا القلب مجروح نقاوم الهزيمة بالصبر، ولا ننتظر يوماً عبوساً نرتعش فيه من الخوف ونردد «دثريني يا رياض تحت ركام الصمت»، وهبناك حبنا وعشقنا ومهجتنا جهاراً، ونزهو بجرحك يا وطني، عندما يكون طريق أمل يذيقنا طعم النجاح. في عامك الـ٨٤ نكبر بحبك يا وطني عقلاً وروحاً وجسداً، ونصغر ونحتقر أنفسنا بعقوقك وخيانتك وسرقتك. نعرف أن محبتك ليست خطباً وأناشيد وقصائد، ورقصات يذهب صداها مع الريح، وليست بالجمود والخمول والاتكالية. محبة الوطن رضاعة طبيعية غنية بفيتامينات الولاء والانتماء والعاطفة والعشق. ينزوي الحرف كئيباً، عندما يتغنى السارقون والمارقون والمنافقون والمتسلقون والنفعويون بحب الوطن. الشياطين وحدها تصفق للمشهد ثم تختفي، وتهتز أركان الوطن طرباً لكلمات الأمناء الشرفاء النبلاء. القابضون على محبة الوطن بشرف وكرامة وأمانة أصبحوا كالقابض على جمر، يقاومون الرّدى وفسوق مغريات وبهرجة المظاهر المادية. الفساد شيطان أخرس، يُحرك مشاعر النفس الأمّارة بالسوء، وحتى يمكن الخلاص وطرد شياطين الفساد علينا تحصين الأنظمة واللوائح والإجراءات وتطويرها وسد الثغرات الواجبة والمتوقعة والمحتملة. نعرف ظلمنا وعقوقنا وأخطاءنا وإسرافنا في أمرنا، ولكن صبرك علينا، لا تتألم أيها الوطن العزيز من الذين رحلوا أو أعدوا العدة للرحيل، من اشترى بيتاً خارج حدودك يعلم أنه سيشعر باليتم، فالتاريخ والأرض والانتماء لا تباع ولا تشترى، إنها ركن من أركان الحياة، وأنت يا وطني الحياة كلها. رحم الله القائد الفارس المخلص المجاهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، كان مفكراً وعبقرياً في حلمه، وكان كبيراً في العطاء والتفاني للوطن والأمة، كان قائداً فذاً صامدا أمام كل التحديات التى أحاطت بالوطن آنذاك، هيبته قرار يخشاه القاصي والداني، يجد الراحة والمتعة وهو يتنقل في أرجاء الوطن صيفاً وشتاء، لم يشعر أحد ممن حول عبدالعزيز بن عبدالرحمن أنه ينظر إلى أي مكان من الأرض، أروع وأجمل من بلاده، لا يستمتع ولا يطمئن ولا يشعر بالراحة إلا في ربوع وطنه وبين شعبه، إنه المؤسس القدوة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. نتذكره بالمحبة والعرفان كل لحظة وليس في مناسبة أو احتفال. وأنت كبير أيها الوطن إذا أعطيت لأنك الأرض السخية، وأنت عزيز أيها الوطن مهما جرح كبرياءَك العاطلون المزايدون، وأنت الغالي أيها الوطن، مهما ارتحل بالأموال من عزت عليهم أنفسهم وأرصدتهم وأرخصوك. إنها لحظة اختبار الأوفياء في الرخاء والشدة، وما أكثرَهم، إنهم بالملايين يهتفون بحبك يعشقون ترابك، ومستعدون للفداء عن الأرض والمقدسات، ويرددون النشيد، بسهولك وجبالك نحبك، في الرخاء والشدة نحبك، حتى «بشبوكك» نغمض العينين ونحبك، والآمال كبيرة بالله -عزوجل- ثم بالقائد الوالد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وجنب الوطن كل سوء ومكروه.