تصدر فريق الاتحاد دوري عبداللطيف جميل بالعلامة الكاملة محققًا الانتصارات في جميع المباريات الست الماضية محرزًا 18 نقطة، ومع ذلك يردد الاتحاديون بأنهم غير مقتنعين بأداء فريقهم خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتهم رئيس النادي إبراهيم البلوي، ويحسب للاتحاديين جميعًا هذه الواقعية التي ستقودهم للأمام، وهنا يتضح أن الأمر مختلف تمامًا عن الموسمين الماضيين عندما كان الفريق يتلقى الخسائر من أضعف الفرق ويترنح في المراكز المتأخرة وتردد إدارة العميد آنذاك أن الفريق مقنع وأن العمل يتم على أعلى المستويات!!. صدارة الاتحاد التي تحققت هذا الموسم لم تأتِ من فراغ، فهي نتيجة عمل جيد خلال فترة الصيف واكتمال التعاقدات قبل انطلاق الموسم وانخراط اللاعبين الجدد في المعسكر الإعدادي حتى وإن لم يقدم محترفو العميد مستوى مقنعًا حتى الآن، لكن يظل الفريق متكامل عناصريًا وهذا في حد ذاته نقطة إيجابية. عوامل فنية ميدانية وأخرى نفسية قبل المباراة صنعت في الفريق الاتحادي روح التحدي، والأصح أعادت للفريق روح التحدي والحرص على تحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث وبالتالي المضي قدمًا للأمام، وهذه عوامل في غاية الأهمية قادت الاتحاد للصدارة. تداخلت ظروف فنية على الفريق الاتحادي باستقالة المدرب خالد القروني أو إقالته أيًّا كان، وتسلم المهمة للمدرب المصري عمرو أنور، ومع ذلك حافظ الفريق على توازنه ونتائجه، وهنا يتجلى دور الخبرة التي كانت مفقودة. الاجتهادات التي يقوم بها المدرب عمرو أنور تسجل له، ومع ذلك كشفت المباريات وخاصة الأخيرة حاجة الفريق الماسة على ضرورة التعاقد مع مدرب يوظف قدرات الفريق بالشكل الأمثل والسير به للأمام وزيادة الغلة النقطية وبالإنتاجية نفسها وإن اختلت على ألا تكون هناك فوارق. كثيرون يتحدثون عن كون الفريق الاتحادي واجه فرقًا سهلة ولذلك حصد العلامة الكاملة، وهذا الجانب يحسب للاتحاد وليس عليه، بمعنى أن هناك قراءة جيدة للجدول وتعامل إيجابي معه من خلال الحرص على حصد النقاط الثلاث خلال كل مباراة، وهذا يعني أن التركيز المبكر كان على أعلى درجاته، ولا نريد أن نكرر مقولة أن هذه الفرق التي كسبها الاتحاد جميعها فازت عليه في الموسم الماضي باستثناء الفتح الذي تعادل معه ذهابًا وإيابًا، وإن كان قد كسب النموذجي العميد في بطولة السوبر على أرض الاتحاديين في مكة. ثقافة الفوز عادت ثقافة الفوز للفريق الاتحادي بعد غياب دام عدة سنوات، وعادت صدارة الدوري للاتحاديين وبالعلامة الكاملة وهو الذي لم يتربع عليها منذ العام 2010م، وثقافة الفوز لم تعد من فراغ، فهي نتيجة عمل أعاد الثقة والحرص على تحقيق النتائج وتوفر المؤهلات لذلك، فكما هو معروف فاقد الشيء لا يعطيه. استمرار الصدارة يقولون إن الوصول للقمة سهل ولكن المحافظة عليها أصعب، وربما كان هذا هو حال الفريق الاتحادي الذي تمكن من بلوغ صدارة الترتيب، ولكن لكي يستمر العميد هناك عمل كبير لا بد أن يتم، فالأداء الاتحادي الذي كان أمام الرائد بعد تسجيل الهدف، لا يبشر بالخير ولا يمنح الفريق أحقية المنافسة على الصدارة، ففواز القرني تحمل عبء المباراة وأنقذ الاتحاد من 3 أهداف محققة، ونور تكفل بتهيئة الفرص الخطرة والحقيقية للتسجيل، ومنها ركلة الجزاء التي سجل عبرها ماركينهو، وأخرى لفهد المولد هدية العودة على طبق من ذهب أمام الشباك أهدرها الأخير، ومماثلة لياكونان وأخرى للضميري، عدا ذلك كان أداء الاتحاد خبط عشواء، ومن يريد المنافسة على الصدارة لا بد أن يكون الأداء أفضل وفرص التسجيل أكثر. ضعف الدفاع أداء دفاع الاتحاد غير مقنع، وبات كشفه سهلًا، والمشكلة تكمن في وقفة اللاعبين في الملعب، وهي تؤثر مباشرة على تماسك الدفاع والتصدي للهجمات، وهنا يبرز ضرورة تدخل الجهاز الفني وتصحيح هذه الأخطاء المتكررة. أما بالنسبة لتعاقد الاتحاديين مع اللاعب الدولي الأردني محمد الضميري يجب أن يستفاد منه طالما لم يلغَ عقده، فاللاعب لديه إمكانات لا بأس بها، والأخطاء المتتالية التي يرتكبها طلال العبسي أو محمد قاسم تؤهل الضميري أن يلعب في قلب الدفاع أو الظهير الأيسر، فلا بد أن يكون أساسيًا. التنافس على الدوري المنافسة على الدوري هذا الموسم شرسة، فالاتحاد والنصر والهلال والشباب والأهلي كلهم يحتفظون بحظوظهم على إحراز اللقب في موسم استثنائي، حيث يسجل أعلى نسبة حضور جماهيري منذ انطلاق بطولة الدوري، والاتحاد يتمسك بالصدارة، والنصر يصر عليها، وهناك عامل مشترك بينهما أن العميد والعالمي جدولهما خلال الجولات الماضية خلا من أي مواجهة قوية، والأمر مختلف بالنسبة للهلال الذي فقد نقطتين أمام الأهلي، ولا يزال أحد كبار المرشحين لتحقيق البطولة، والشباب لا يختلف حالًا عن الهلال، فالنقطتان اللتان فقدهما كانت أمام الأهلي أيضًا، ويتمسك بفرصه على المنافسة. أما الأهلي فقد أهدر 6 نقاط، ورغم ذلك فهو يعتبر من أفضل الفرق أداءً واستقرارًا ولم يبتعد بعد عن المنافسة وحظوظه لا تختلف عن الآخرين، فالتعادل مع الهلال والشباب توازن قوى، أما التعادل مع نجران في ملعبه فهو أمر وارد. الجماهيرية تكشف عن نفسها ساهم إنشاء ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الرياضية في إحداث توازن في نسبة الحضور الجماهيري بين الأندية الكبار، فاستاد الملك فهد بسعته الكبيرة يستضيف مباريات الهلال والنصر والشباب، وجاء ملعب مدينة الملك عبدالله ليستضيف مباريات الاتحاد والأهلي ويمنح جماهيرهما حق الحضور الكبير، ويكفي أن نشير إلى أن مباراتين للاتحاد أمام الفتح والعروبة تجاوزت المئة ألف حضورًا، ولا يزال العميد يتصدر قائمة الحضور الجماهيري بأرقام قياسية وتاريخية، والتنافس بين جماهير الأندية الكبار لا يزال متاحًا، والمحصلة لمصلحة الكرة السعودية وسمعتها وجذب المستثمرين.