بول جوزيف غوبلز (29 أكتوبر 1879-1مايو 1945)وزير الدعاية السياسية في عهد أودلف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية البارزة وحجته الحاضرة هو صاحب المقولة المشهورة (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس) وبالرغم من باطل المحتوى ونوايا السوء التي تبطنها هذه المقولة إلا أن الناظر بعين العقل والواقعية يراها توجهة نفسية فاعلة لاختراق بواطن النفوس والتمكن من إحداث أثر إقناعي متجذر ، ولكن السنة الإلهية قضت بحتمية انفضاح الكذب ولو بعد حين، وأمضى ما يكون الكذب وأبعد أثرا حين يصدر ممن لا يحتمل صدوره منهم كرجل الأمن والباحث والقاضي وخلافهم ممَن يرتجى منهم الصدق والأمانة، وعلى مستوى الممارسة الطبية يمثل موضوع الأخلاقيات ركنا أساسا من علاقة الطبيب بمريضه، بل وبمجتمعه بل وبخالقه - عز وجل - الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإظهار الحق وقمع الباطل لا يرتبط بدين رغم جلال قدره في ديننا الحنيف، وبمناسبة الانتشار الكبير هذه الايام لرسالة تصريح العالم بول روش في مؤتمرنا الاخير عن الكوليسترول ولكثرة ما وصلني من استفسارات فإن رأينا الثابت في هذا المقام كما هو رأي أي عاقل متتبع للصناعة الطبية العالمية أن الساحة الطبية العالمية ونحن جزء منها قد لُوِّثَتْ بجشع الاقتصاديين وأهل المال بطريقة يتحدث عنها عقلاء العلماء في مختلف دول العالم بصوت خافت خشية الطوفان اللاأخلاقي الذي مورس على بعض من صدح بالحق ومورست ضده ممارسات مهينة إن لم تكن قد تعدت على فكرة وجوده في الحياة، ونمارس في هذه الأيام مع مجموعة من الأطباء والعلماء من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والبرازيل دورا وسطا في كشف الغطاء عن حقيقة أدوية الكوليسترول في محاولة لنقل المعلومة العلمية وفي نفس الوقت تدارك الطوفان (اللاأخلاقي) الذي يحارب بلا هوادة كل من يحاول المساس بإمبراطورياته المالية الضخمة من وراء الصناعة الدوائية لهذا الدواء أو ذاك والأمر لا يخلو من هوى النفس لدى كثير من أهل المهنة الذين استقبلوا الأمر وكأنها حرب قد أعلنت عليهم ولسان حالهم يقول: إن لم تأت من هناك فلا سمع ولا طاعة وصدق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حين أنبأ بالتابعية المهينة لقومي حين قال فيما روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه" والعجيب أن الحجة العلمية قد غابت غيابا مهينا عند هؤلاء إلى درجة الصمم عند البعض ورفض مجرد الحضور للاستماع لآراء علماء الأرض الذين اجتمعوا في المملكة، حين جمعتهم في الأحساء في نوفمبر ٢٠١٢م لتقديم يوم علمي كامل ببراهين مضيئة تضرب في صميم ممارسة طبية يومية ويشهد الله أنني حرصت على حضورهم والتأكيد عليهم إن أرادوا استجلاء الحق ولم يستجيبوا بالحضور وأنا أعلم يقينا فراغ حججهم عند المحك وكثرة قيلهم وقالهم فيما بينهم. ولقد بلغهم أن ما يقارب ٤٠٠ طبيب وعالم من الحضور قد بُهِروا بما قدم، والمحزن أن هؤلاء الأطباء قد أقسموا على معالجة مرضاهم بأفضل ما يتوافر في وقته من علاج ولما كان التبيان العلمي بتفاصيله ليس هذا مقامه فإن غاية ما أريد قوله : إن كثيرا من الحجج العلمية المقدمة ضد نظرية الكوليسترول تدخل في إطار العقل والمنطق الذي غُيّب أو يكاد علينا منذ سبعة عقود من الزمن ودلست فيها الأرقام المبنية على أخرى لايجاد حالة من الكذبات المبنية على أختها وأقول كذبات لأنها مبنية على إخفاء حق وتبيان ما أريد الوصول إليه مسبقا. ففي حالة إجراء عشرين دراسة انتهت تسع عشرة منها بنتائج غير محببة لأهلها وبدراسة واحدة تميل لما يقولون فإن إخفاء التسع عشرة دراسة لا شك مساهمة دامغة في عملية كذب على البشرية جمعاء أسهمت وتسهم في تناول أطنان من الكيماويات بمضارها الضخمة على أبناء الجنس البشري وفي نفس الوقت أعيد ما صرحت به في إذاعة الرياض على الهواء مباشرة في ليلتين متتاليتين أن هذه الحجة العلمية لا تعني دعوتنا لإيقاف استخدام أدوية الكوليسترول بأي حال من الأحوال حتى يتوافر البديل الأفضل المتفق عليه. أما الحجة فهي جلية جلاء آن الالتفات إليه فو الله لو توافرت في زمن أبو حنيفة لمد رجليه الكريمتين أمام القوم قائلا : (لقد آن لأبي حنيفة أن يمد رجله) أمام قوم وكُذِب، ثم كُذِب عليهم حتى صدقوا الناس. عضو المجلس العلمي الاستشاري لمعهد رياضيات القلب (كاليفورنيا - الولايات المتحدة الأمريكية) استشاري أول تشوهات القلب الخلقية واضطرابات النبض