×
محافظة الرياض

بدأت في 2 رمضان.. وطارت إلى تركيا.. ثم بريدة «الجزيرة» تتابع قصة رسالة (الواتس) التي أعادت مفقود بريدة إلى أسرته

صورة الخبر

عبده خال ينشط هذه الأيام المنادون بالتعدد. مهلا.. مهلا التعدد ليس هو ذاك المصطلح الداعي للتنوع الثقافي والفكري والأيدلوجي داخل المجتمع، والذي يمكن الأفراد من التعايش السلمي والتسامح حيال كل الأفكار المعتنقة والمتداولة، فالتعدد بهذا المعنى مرفوض قطعيا ومحارب علنيا، وحين أقول ينشط المنادون للتعدد، فإنما أقصد بهم المنادين بتعدد الزواج، وهؤلاء المنادون يتكاثرون تكاثرا متزايدا بدعوى أنهم يسهمون في فعل الخير، وبعض من يضع هذه اللافتة يتقاضى مبالغ نقدية مجزية مقابل جمع رأس وعدة رؤوس داخل المنزل الواحد، ومع أدوات التواصل الحديثة تم إنشاء قروبات لهذا الغرض، ويوميا يتبادل أعضاء هذه القروبات سيرة الزوجة الثانية والثالثة والرابعة، وإذا اعترضت على الطريقة أو على فكرة التعدد من الأساس لعدم توفر شروط نجاح هذا التعدد وجدت من يجابهك متسلحا بغضبه ومستفتحا قوله بأنه يمارس عملا محللا، وقد لا يعلم هذا الغاضب أن الحلال يمكن أن يقيد فقهيا متى ما أحدث ضررا. وإجازة التعدد مثلها مثل شرط الاستطاعة في الحج، فإن لم تكن قادرا على تحمل تبعات هذا التعدد فأنت آثم (والقدرة هنا ليست الفحولة)، وجميعنا يعلم بأن الحياة غدت باهظة التكاليف ومتنوعة الاحتياجات، ليس للزوجة فقط، بل للأبناء، وكل هذه الاحتياجات بحاجة إلى المال والوقت لرعاية الأسرة وكبر تعداد أفرادها، ومن المسؤولية الاجتماعية أن يسهم رب الأسرة في خلق الاكتفاء لكل أفراد أسرته في الاحتياجات المعيشية يضاف إليها حسن التربية والتعليم والمتابعة والتقويم، فهل مشجعو التعدد لديهم كل هذه الاستطاعة.. أشك في ذلك هم لديهم الاستعداد للمناكحة، وهو فعل فطري يقدر عليه أي كائن يعيش في غابة أو في برية والمسؤولية عند هذه الكائنات ساقطة لعدم التكليف. فهل يراجع الرجال فكرة التعدد ويخضعونها للقدرة والاستطاعة من أجل حماية نسل سيأتي إلى هذه الحياة، وهو بحاجة إلى عشرات الاحتياجات التي لا يملكها من يرعى الزوجتين والثلاث، أم أن الرغبة تنتصر على الواجب.