واصلت طائرات الحلف الدولي لمواجهة تنظيم داعش غاراتها على أهداف للتنظيم في العراق، في حين قررت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال مائتي عسكري إلى العراق. كما تبنى النواب البريطانيون بغالبية كبيرة مذكرة للحكومة تجيز تنفيذ غارات جوية في العراق ضد داعش. وقال المتحدث باسم البنتاغون: إن من السابق لأوانه القول إن التحالف «ينتصر» على تنظيم الدولة، وأوضح أن التنظيم ما زال بإمكانه الوصول إلى متطوعين وأسلحة وتمويل حتى بعد عمليات القصف في سوريا والعراق. وأكد المتحدث أن الضربات التي بدأت في سوريا هذا الأسبوع والعراق الشهر الماضي هي «مجرد بداية» لمعركة قد تستغرق سنوات، وقدر تكلفة الضربات ما بين سبعة وعشرة ملايين دولار يوميًا. كما أكد أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل وافق على نقل خمسمائة عسكري خلال أكتوبر القادم من معسكر «فورت رايلي» بولاية كنساس إلى القيادة المركزية بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا؛ لتوزيعهم على مناطق خارج الولايات المتحدة. وأوضح أن من بين من سيتم نقلهم مائتي عسكري سيرسلون إلى العراق كجزء من 475 عسكريًا الذين أعلن أوباما في العاشر من الشهر الجاري عزمه إرسالهم ضمن استراتيجيته لمواجهة تنظيم الدولة. وقال أوباما: إن هذه العناصر ستعمل على تدريب القوات العراقية والكردية، وتزويدها بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية. المشاركة البريطانية وفي سياق متصل تبنى النواب البريطانيون -الذين عقدوا جلسة طارئة بعد ظهر الجمعة- بغالبية كبيرة مذكرة للحكومة تجيز تنفيذ غارات جوية في العراق ضد تنظيم البغدادي المتطرف. والموافقة على هذا النص تعني انضمام بريطانيا رسميا الى التحالف العسكري الدولي الذي يقاتل -بقيادة الولايات المتحدة- هذا التنظيم المتطرف. وتم تبني القرار بتأييد 524 نائبا مقابل رفض 43. وتتيح المذكرة "اللجوء الى الغارات الجوية" في اطار تلبية طلب دعم من الحكومة العراقية وتنص على ان لندن "لن تنشر اي جندي بريطاني في ميادين القتال". وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اشار صباح الجمعة الى ان ست قاذفات من نوع تورنادو تابعة لسلاح الجو البريطاني متمركزة في قبرص، ستشارك في غارات التحالف في حال موافقة البرلمان على مذكرة الحكومة. وهذه الطائرات الست المزودة بقنابل موجهة بالليزر وصواريخ تنفذ اصلا مهام مراقبة وهي قادرة على الدخول سريعا الى ساحة الحرب. ولم يكن تبني المذكرة موضع شك وقد ضمن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون -قبل إحالتها إلى المجلس- تأييد زعيم المعارضة العمالية ايد ميليباند. أساليب مختلفة ميدانيًا، قالت الشرطة العراقية: إن الجماعات المسلحة باتت تستخدم أساليب مختلفة من أجل إعاقة تقدم القوات الأمنية وإيقاع خسائر مادية وبشرية في صفوفها. فقد أعلنت مديرية شرطة محافظة ديالى الجمعة عن «إبطال مفعول ستة حيوانات نافقة جرى تفخيخها من قبل الجماعات المسلحة ورميها على طرق زراعية شمال قضاء المقدادية؛ لاستهداف الأرتال العسكرية والمفارز الأمنية الراجلة». ونقلت شبكة الإعلام العراقي عن المتحدث الإعلامي باسم شرطة ديالى العقيد غالب العطية «أن وحدة معالجة المتفجرات في شرطة ديالى نجحت في إبطال مفعول ستة حيوانات نافقة جرى تفخيخها من قبل الجماعات المسلحة، ورميها على قارعة بعض الطرق الزراعية في قرى شمال قضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة، لاستهداف الأرتال العسكرية والمفارز الأمنية الراجلة». وأوضح العطية «أن عملية إبطال الحيوانات المفخخة جرت بدون أي خسائر»، لافتًا إلى أن «الجماعات المسلحة بدأت تستخدم أساليب مختلفة في عمليات التفخيخ من أجل إعاقة تقدم القوات الأمنية وإيقاع خسائر بشرية ومادية في صفوفها». ميليشيات مسيحية وفي مواجهة داعش، باشر مسيحيون عراقيون تشكيل ميليشيات خاصة، معتبرين أن القوات الكردية كما الفدرالية لم تؤمن لهم الحماية في وجه المتطرفين الذين سيطروا على العديد من المدن والقرى المسيحية. وتمت استعادة بلدة شرفية شمال سهل نينوى من المتطرفين منتصف أغسطس الماضي، لكن شوراعها لا تزال خالية تمامًا بعد أكثر من شهر، في حين يجول عدد من الرجال ببزاتهم العسكرية في المنطقة. ويتمركز مقاتلو داعش على مسافة بضعة كيلو مترات في بلدة تلكيف. وللوهلة الأولى يبدو هؤلاء كأنهم من قوات البشمركة الكردية بزيهم الكاكي الموحد والكلاشنكوف المتدلي من الكتف، لكنهم يضعون على زنودهم أو صدورهم العلم الآشوري محاطًا ببندقيتين. وينتمي رجال الكتيبة التي تشكلت مؤخرًا إلى الآشوريين المسيحيين الذين يسكنون منذ آلاف السنين سهول نينوى. وتم تشكيل الكتيبة في 11 أغسطس، وأطلقت عليها تسمية باللهجة الآرامية المحلية تعني «شهيد المستقبل»، وعدد أفرادها حوالي مائة رجل، وفقًا للمقدم أوديشو. وقال المقدم بينما كان في طريقه لتدريب المتطوعين: «عددنا قليل لكن إيماننا كبير». ووفقًا للحركة الديمقراطية الآشورية أكبر التيارات السياسية الممثلة للآشوريين في المنطقة، تطوع ألفي رجل لمحاربة المتشددين الذين ارتكبوا فظاعات تقشعر لها الأبدان ضد الأقليات وخصوصًا المسيحيين، لكنهم بحاجة إلى تدريب وأسلحة وملابس. وبهدف تعزيز صفوفهم؛ توجه وفد من الآشوريين العراقيين إلى لبنان للقاء القوات اللبنانية الميليشيا المسيحية الرئيسية خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990، بحسب تأكيد مصدر من الميليشيا لوكالة فرانس برس. ونقل عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع قوله: «إنه مستعد لدعم أي قرار يتخذه المسيحيون العراقيون للحفاظ على وجودهم في العراق». ويعيد تشكيل كتيبة للمسيحيين في العراق التذكير بدور نظرائهم في سوريا المجاورة، حيث شكلوا المجلس العسكري السرياني الذي يلعب دورًا فاعلًا إلى جانب حزب وحدات حماية الشعب الكردي.