×
محافظة المدينة المنورة

طلاب «طيبة» يخدمون ضيوف الرحمن في المشاعر

صورة الخبر

إذا أردت أن تتعرف على شخص جديد لم يسبق لك معرفته من قبل؛ فلست بحاجة إلى السؤال عنه، أو (السمع) الذي قد يؤدي إلى الإمعية أو الاستلاب الفكري.. كل ما عليك أن تتأمل في رؤيته للحياة، حديثه عن الآخرين، عرض مزاياهم أو مثالبهم وبقدر الجمال الذي يكتنف هذه الدواخل أو القبح يكون اتجاه الحديث، أتعجب كثيراً عندما يسارع الآخرون إلى وصف من يقرأ حدثاً وفق منظور جمالي بالسذاجة (والنياوية) رغم أنهم لو أدركوا لعلموا أنهم يشهدون له لا عليه، ويدينون أنفسهم لا يميزونها، فلئن أخطأ الإنسان بحسن ظنه خير له من أن يخطئ بسوء ظنه، وقديماً قيل (لايخدع إلا الكريم) إن ذلك الذي لا يرى من الأشياء إلا الصورة القاتمة والاحتمال السيئ، شخص يتسم بالسوداوية وعدم الإيجابية، ولو استعدنا جملة الأمثلة مثل (كل إناء بما فيه ينضح) و(كل يرى الناس بعين طبعه) لوجدنا لها رصيداً على أرض الواقع، ولعل أفضل ما يجسد تعاملك مع الآخر تلك القصة الشهيرة التي تفيد بأن رجلاً دخل أحد الكهوف ومعه ابنه الصغير، وعندما فقد الابن أباه أخذ ينادي عليه (أبي) فيرتد الصوت: أبي، فيسأله: أين أنت؟ فيرتد الصوت: أين أنت؟ فما كان من الابن إلا أن عاتب والده: أتسخر مني؟! هنا ظهر الوالد لابنه قائلاً: مثلك يابني والكهف كمثل حالك والناس في الحياة فما تقوله سيرتد إليك فأحسن القول!! خلاصة الأمر؛عبّرعن غيرك كما تريد أن يعبّرعنك الآخرون!!