حرب التصريحات لا تقدم ولاتؤخر، كلها مجرد تضييع وقت، ويسعى لها من ليس لديهم رغبة في العطاء، وغالباً ما تنتهي إلى مشاريع متعثرة، ولكن لغة العمل، والإنجاز، أبلغ، وأقوى، وأعلى في التأثير. غضب أحد السلاطين، على أحد وزرائه المقربين، بعد ثلاثين سنة خدمة، لأنه شكَّ في ولائه، فأمر برميه للكلاب الجائعة، لم يجادل الوزير المغلوب على أمره، ولم يعترض على الملك الغاضب، لكنه طلب مهلة عشرة أيام، ليسوي أمور أسرته، ويقضي ديونه، فأعطوه هذه المهلة، وهنا جمع الوزير كل مالديه من مدخرات، لحارس الكلاب، ليقوم بالعناية بها خلال هذه الفترة، وعندما رماه الجلاد للكلاب في اليوم الحادي عشر، رفضت الكلاب أن تأكله، فتعجب الملك، وقال له كيف نجوت؟ فقال له يامولاي خدمتهم عشرة أيام، فأنقذوا حياتي، ورفضوا موتي، وأنا خدمتك ثلاثين سنة، ولم تشفع لي في حفظ حياتي، فاتعظ السلطان بفعله، وعفا عنه. وفي الإسرائيليات، أن أحد الأنبياء، دعا الله أن يطيل عمره، ويبعد ملك الموت عنه، فاستجاب الله عزوجل، لطلبه، وعاش معمراً كما أراد، وعندما دنا أجله، أرسل الله له رجلاً طاعنا في السن، على بابه، يطلب صدقة لعجزه، فأعطاه ثريداً، فقال أطعمني، فأنا لاأستطيع أن أرفع يدي إلى فمي، فأطعمه، فقال لا أستطيع أن أمضغ اللحم، فافركه في يدك، ثم أطعمني، ثم جعل الطعام يتساقط من فمه وهو يطعمه، فبكى النبي لحاله، وسأله كم عمرك، قال أكبر منك ببضع سنين، فقال النبي يارب خذ عمري وتوفني، قبل أن أصل إلى مثل هذه الحياة. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون التاسع، حرب التصريحات لاجدوى لها، لاتحاول قهر خصومك بالجدل، هذا نصر مؤقت، وزائف، ابهرهم بخطواتك العملية المدعومة بالإنجازات، فالأفعال أعلى صوتاً من الأقوال.