بأمل تنمية التسامح ..لا التشدد بقلم د. إبراهيم عباس نــَــتــّـو عميد سابق بجامعة البترول بدأت الاحظ..على اقل منذ 14 سنة اثناء مجيئي خلال الإجازات من مملكة البحرين (حيث كنت معارا للتدريس بجامعتها) الى مكةالمكرمة لزيارة اهل. لاحظنا بدء و توسع انتشار محاضرات و فعاليات اثارت انتباهي ..و شكي! خلال زياراتي و اجازاتي تلك..بدأنا ملاحظة ان بعض النسوة يتم دعوتهن الى (جلسة) او محاضرة..(تقدمها الداعية فلانة..) بدأ اختبار تلك الفلانة/آت ..بأسماء من عائلات مشهورة (في جدة مثلا، سيدة ذات اصيت:ف.نصيف؛ و بعدها، بالتدريج، توسعت و تكاثرت المناسبات و تواسعت الحلقات و تخللتها ..(مسابقات)! حظت أن سيدات البيوت المتلقيات لهكذا دعوات..بدأن يقابلنها بشيء من التوجه و الاهتمام..المتزايدين.. و بتنام تدريجي. أخذت السيدات ينتظمن في حضور الحلقة/ المحاضرة..و بالطبع يتناولن عددا من اكواب الشاي والقهوة و المكسرات والعصير، قبيل و اثناء المحاضرة! بالطبع، تأتي المحاضرة بشيء يهم النسوة على مختلف المناحي التي تلملم شغف الحاضرات: شيئا عن السلوك، شيئا عن الزوج و اود، شيئا عن العنف اسري. لكن، يتخلل كل ذلك..اجزاء من موضوعات (منها الظاهر و منها الخفي؛ و أولها، و أوضحها: الحجاب. و توزع خلال او بنهاية المحاضرة اوراق و كتيبات عن مواصفات و رسومات و صور عن ذلك الحجاب..و خصوصا (المفضل). و الحجاب، ننسى أنه موضوع ملغم بالخوف من اخر، ..مع التركيز على الغتنة. فإذا ما عادت الأم/الزوجة الى البيت اخذت تفرد و تطبق في المنشورات التي احضرتها، مع التغريد بالحديث عن هذا و ذاك..ربما من موضوع ألمحاضرة، و عن الجائزة التي (فازت) بها، و لو لقاء لا-جواب/اي جواب! و أيضا تسرد الحاضرة الفائزة شيئا ربما مهم..عن الدكتورة، عن ..المحاضرة! و طبعا تعرض الجائزة التي حصلت عليها كالجوال..ابو.كاميرتين..مثا؛ او العباية (الجديدة)..و معها ما يشبه البرنوص وطبقات الغشوات.. في شيء من عرض الازياء لزوجها و بنيها و بناتها و ذوبها، في ضرب من احتفال أزياء خاص. ثم مرت على البلاد موجات كأنها موضات و ذلك بتطعيم مجموعات من المحاضرات بنجوم (و لو نجوم/سابقا)..مثل عدد من الممثلات الشهيرات،لكن التى تمت احالتهن الى خانة سابقا..و فئة المتقاعدات! هذه الفئة شملت نجوما مثل زيزي بدراوي بل و حتى شادية. طبعا، تكاثر حضور ستات-البيوت و تسامعن عن المحاضرة التالية: أين و متى..و ربما ااهم: مين المحاضرة/نجمة الحفلةالتالية. ثم استمر المخطط، و تفنن و تنوع و انتشر، عادة حول مدارس تحفيظ القرآن و مدارس محو أمية. فصارت محاضرات منتظمة ..منها كل يوم كذا من كل اسبوع. و تنامت الفعاليات والاهداف.. و منها (بعد) محاضرة الدكتورة فلانة، فقد تجرى مسابقة لا يهم موضوعها الدقيق، و حتى يهم مدى صحة إجابة الحاضرات. و تشمل الجوائز عددا من الجوات، او ما في حكمها،حسب موجة/موضة العصر. ثم هناك عدد من العبايات،من موديل عباية/ الراس..فتكسب السيدة الفائزة عباية اكثر حشمة:عباية/راس، بديلة عن عباية/كتف! طبعا،القديمة تصادر، بطبيعة مقتضى الحال. بعد فترة، يضاف الى البرنامج تقديم جوائز بشكل تلبيسات-في-طبقات متزايدة للوجه و خاصة بقية الرأس..و تأتي طباقا، طبقا عن طبق..حتى تجعل من كامل الوجه و كامل ما عه قطعة واحدة: سواد فوق طبقة من السواد. حتى الوحه يصبح ليس فقط محجبا ..بل ملفلفا..بما يشمل طبقة تأتي نازلة من قبل اعالي الرأس لتغشى الجبين و اجزاء الوجه..و بشكل يحوز على صفة الرهبة. و تكون مساعدات المحاضرة..و مساعدات عريفة المناسبة(الحفلة) جاهزات للتهليل و التبريك..والاعجاب..بالسيدة المحاضرة و معها بالسبدات الفائزات..الي يسرعن الى ازواجهن و أودهن و بناتهن.. يبشرنهم بالجوائز،مع اشارة الى عنوان المحاضرة ..و طبعا اشارة الى الداعية. و في فئة (الشباب)، فأيضا خلال العشر و أكثر من السنوات..فهناك عمرو خالد..و امثاله. اضافة الى المراكز الصيفية، بسمة لم الفراغ اثناء الصيف الممل. و بالنسبة للكبار، هناك برامج محاضرات و محاضرين زائرين،من امثال طارق السويدان و غيره في مسلسل طويل. و بين هذا و ذاك..وتلك، هناك سيل فائض من المسلسلات التاريخية التراثية التي تبث ليل نهار، و منها الرمضانية،تغذي العداء للآخر..و في شكل بطل المسلسل سلطان زمانه و فاتح تخومه و خليفة عصره..الذي فعل و فعل..و اخذ اسرى..و جمع الجزية و جز الرقاب. مثلا، اليوم: مسلسل يبث -حاليا- على قناة (قطر) لعله يعاد فيما بعد في بقية اليوم: البث اول في الضحى، حوالي 10صباحا مثلا. و لن تنتهى حلقات التطويق التشددي الخفي على مختلف الجماهير، بمختلف الأعمار و الفئات؛ فمثلا، بطريق المقالات و مختلف الدراسات، فيتم استقطاب و تكليف و تشجيع عدد من الداعبات و الدعاة. ثم، من وقت لوقت، يتم نشر مقالات باسم (مستعار)؛ مثلا باسم سيدة كانت مشهورة قبل10سنوات: (...العيسى)..يقوم فيها الكاتب (الخفي) بإسهاب و بتوسع في الصراحة؛ في أكثر من مرة، نشرت تلك (السيدة/ العبسى)،و خاطبت -وقتها- حتى الملك/اميرعبدالله في اواخر عهدالملك فهد، مثلا: تخاطبه بجرأة تقارب التقريع، مما حدا بعدد من القراء على متابعة (صراحة) هالعيسى. في هذه ايام: د(...)آل عاطف..و ربما غيرها. هذا ما وسع وقتي هاللحظة لتدوين و لو لبعض ما لاحظته ..عبر السنين.