×
محافظة المدينة المنورة

“نطاقات” يكشف انخفاض طالبي العمل بنسبة 33% في 6 أشهر

صورة الخبر

«افرح» لعلّك قد قرأت هذه الكلمة مسبقاً بشكل سبّب لك تخمة في الذهن، فأنا متأكد بأنك قد شبعت من أوامر كتب تطوير الذات التي تقول لك افعل أو لا تفعل. أو ربّما قد صادفتك وقرأت لي يوماً ذاكراً هذه الكلمة بشكل (صجّك) حتى النخاع، بالإضافة إلى إعلانات "كوكاكولا" الذكية التي تستقطب النفس قبل الطعم وقبل غرغرة الغازات في بطنك المحترم. ماذا لو تأمّلت فعلياً هذه الكلمة، وجعلتها كرفيقةٍ صهباء جميلة بمخيّلتك تتبادلون الدلال كما تدلّل شركات الزبدة أبقارها. ستجد أن شعور الفرحة شيء بسيط جداً وغير مكلف مثل بساطة تناولك فطيرة صغيرة بفمك المفجوع بلقمة واحدة. كيف؟ افرح.. عندما تحتضن طفلا صغيرا وتلحق به لتلاعبه ثمّ ما يلبث أن (ينشب) لك ليمتلئ قميصك بسعابيله المتطايرة كالمطر في أرضٍ جدباء. افرح.. إذا كنت في صحّة جيدة لأنّ الله تمّم عليك عافيته. افرح إذا كنت تمشي بعكّاز، لأن الله يريد أن يختبر صبرك ويبهج صدرك بقناعة الرضا. إن رأيت والديك بجلسة (المغربيّة) يتناولون أطرافاً من حديث بهناء المحبّين، وإن أخذ الله أمانة أحدهما أو كليهما فلا تحزن، لأن الله قد جعل بعد الموت حبلاً يربطك بهما بالصدقة والدعاء. لأنك مختلف، لأن لك مزايا لا تشبه الغير وإن لم يتعرّف عليها أو يعترف بها الغير!. لأنك تعمل، والعرق الذي يسيل على جبهتك المصون له رائحة عطرة مقارنةً بعرق الجالس المتذمّر. افرح إذا صلّحت فنجاناً من قهوة كولومبيّة (سوداء) لأنها (بتبيّض) الوجه. إذا وصلت لما تتمنّى، وإذا لم تصل! فأنت محظوظ؛ لأنك ستختبر أموراً جديدة في طريقك. إذا كنت محاطاً بأناسٍ رائعين، أو حتى ولو كانوا (ما عندك أحد) لأنني أعدك بأنك ستلتقي يوماً بالأروع. إذا رنّ هاتفك وسألك أحدٌ عن حالك برغبته الملحّة لأنه يريد فعلاً أن يعرف حالك ويطمئن عليك. إذا صدّعت بك نغمات (الواتساب) لأنه غالباً ستقرأ برودكاست سيبطحك ضحكاً، ويشفي صداعك المتهالك في قروب تتمنى أحياناً الهروب منه! افرح لأنهم حيصوّروك، اطلق العنان لانفراجة خشتك البهيّة، حتى وإن كانت أسنانك المصون كتقاطع فرعي، فالصورة المتبسّمة ستعود لها بعد أعوام وتبتسم لما فيها. افرح لأن الله قال في كتابه الكريم: (ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا).. فالله بجلالته وعظمته قد اختارك، اصطفاك من الخلق، لأنه يريدك أن تسعد وتصبر وتهنأ، فمن ميّزك بهذه النعمة لا أعتقد أنه يريد أن يخيّب رجاءك. وتذكّر أيضاً مهما آلت إليه الأمور، واعوجّت بعالمك الظروف أن الله قال: (لا تدري لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمرا) حتى تفرح، لأن الفرح يا سيّدي صنعة.. فأتقنها.