لأن كرة القدم لعبة جنون إلى جانب كونها لعبة فنون، لم يكن غريبا أن يمتد جنونها حتى إلى ألوان وأشكال قمصان أندية عالمية، وهي ظاهرة أثارت فضول الكثيرين، قبل أن يضاعفها ريال مدريد بكشفه لزيه الذي سيخوض به منافسات "الشامبيونزليج" للمصمم الياباني "يوهجي ياماموتو"، ويتمثل في قميص أسود يتوسطه تنينان: الملك كرمز للمجد والقوة، والطائر الذي يمثل المقاومة وخفة الحركة. هذا الجنون تناوله موقع "فيفا" عبر تقرير طريف، كشف من خلاله أن التنين ليس أول "حيوان" نراه في قميص رياضي، ففي تسعينات القرن الماضي، جعل هال سيتي من النمر رمزاً له، بيد أن التصميم لم يقنع الجمهور تماماً، ولو أن تلك التميمة هي في الأصل شعار النادي ومنبع ألوانه ومصدر اللقب الذي يُطلقه عليه عشاق كرة القدم. بدلة زفاف الرياضة لا تتعارض مع الأناقة، ومن لديه شك في ذلك فلينظر إلى ما فعله الفريق الإسباني كولتورال ليونيسا "درجة ثانية"، حيث يخوض منافسات هذا الموسم بقميص مصمم على شكل بدلة زفاف تعلوها ربطة عنق قوسية، وحققت هذه المبادرة نجاحاً مذهلاً، حيث بلغ عدد المبيعات ما لا يقل عن 5000 قميص، علماً أن الشركة الرياضية المكلفة بالتصميم ستخصص 10٪ من سعر البيع لمنح دراسية في أكاديمية النادي، مما سيمنح للكثير من الأطفال المحرومين فرصة الاستمتاع بمزاولة رياضتهم المفضلة. زي حربي في المقابل، هناك من يعتبر أن كرة القدم ليست سوى ميدان للمعركة، مما يفسر وجود الزي العسكري في بعض الملاعب، ومن بينها "سان باولو"، معقل نابولي الذي لعب العام الماضي بطقم فريد يحمل اسم "كامو"، أثار الكثير من الجدل في ذلك الوقت، وسار نابولي على نفس المنوال في نسخة هذا العام مع إضافة اللونين الأزرق السماوي والأصفر. نوع آخر من التمويه، ميّز قميص نادي "ريجينا" الإيطالي "درجة ثانية" قبل بضع سنوات، فسواء بصيغته الحمراء أو الرمادية، كان الزي يغطي بشكل مثالي عيوب اللاعبين الذين يفتقرون إلى عضلات مفتولة، حيث كان التصميم عبارة عن جسم محارب قديم مستوحى من تمثال يوناني. "بقع" حمراء ولعل قميص أتلتيك بيلباو الإسباني في منافسات كأس الاتحاد الأوروبي 2003-2004، هو الأكثر غرابة، حيث تخلى مصممه عن الخطوط العمودية التقليدية التي ميزت الفريق دائما ليحولها إلى "بقع" حمراء متناثرة، فجاء الرد على الفور من الجمهور المحلي الذي أطلق على القميص لقب "كاتشاب"، لتقرر إدارة النادي أخيراً عدم استخدامه رغم أن التصميم لاقى استحسان أهل الفن بتواجده ضمن المعروضات في متحف "آرتيوم" للفن المعاصر. ترويج وتقاليد ويشكل قميص كرة القدم منصة جيدة للدعاية، وهناك من لم يتردد في الترويج لأبرز المنتجات الغذائية المحلية، على غرار نادي "لاهويا لوركا" الإسباني المتواضع حين قرر تخصيص قميصه لإشهار نبات القرنبيط الذي يُعد من أهم المنتجات الزراعية في المنطقة، كما يوجد هناك مثال على المزج بين التقليد والروح الوطنية، فبينما كان الأميركيون يستعدون للمشاركة في مونديال 1994 بين جماهيرهم، وقع الاختيار على تصميم الجينز، الذي يُعد رمزاً من أبرز رموز ثقافة بلاد "العم سام"، فكان القميص مجموعة من النجوم البيضاء المتناثرة فوق التصميم الرمادي.