دراسة النوم أو تخطيط النوم إجراء مهم لمساعدة المختص في طب النوم للتوصل للتشخيص الدقيق ولتقييم بعض التدخلات العلاجية وتأثيراتها على المريض. ويقلق كثير من المرضى تجربة النوم خارج المنزل وتحت المراقبة ويخشون أن لا يتمكنوا من النوم في ليلة الدراسة. فتجربة زيارة مركز اضطرابات النوم تعتبر تجربة جديدة للمرضى، تختلف عن التنويم الاعتيادي في المستشفى، ويتخيل البعض أنه سوف ينوّم في غرفة مليئة بالمعدات والشاشات، وفريق طبي سوف يراقبه طوال الليل؛ لكن ذلك بعيد عن الواقع. فدراسة النوم إجراء طبي عادي يمر به الكثير من المرضى كل ليلة ولا يجدون صعوبة في النوم. يمكن تشبيه النوم في مركز اضطرابات النوم بالنوم في فندق أو في بيت أحد الأقارب. فالغرفة التي ينوَّم بها المريض هي غرفة خاصة مؤثثة بشكل خاص. فهي تحتوي على خزانة لحفظ الملابس، كما يمكن التحكم في الإضاءة ودرجة الحرارة حسب رغبة المريض. * ما هي دراسة النوم؟ - إن النوم عملية معقدة، تحدث خلالها العديد من العمليات الفيزيولوجية وفي بعض الحالات المرضية، ولكي نفهم نوم المريض وأي مشكلات قد تحدث خلاله، فإننا نحتاج إلى مراقبة بعض المؤشرات الفيزيولوجية خلال النوم، حيث يتم مراقبة المؤشرات التالية: الموجات الكهربائية في الدماغ، حركات العضلات، التنفس من خلال الفم وفتحتي الأنف، الشخير، معدل وانتظام دقات القلب، حركات الساقين، حركات الصدر والحجاب الحاجز، معدل الأوكسجين في الدم ومعدل طرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم، ولمراقبة هذه الوظائف، نضع بعض الأقراص المعدنية وأجهزة الاستشعار على الرأس والجلد باستخدام نوع من المواد اللاصقة، إضافة إلى أحزمة مطاطية مرنة توضع حول البطن والصدر لمراقبة التنفس. كما يُثبَّت أنبوب صغير من البلاستيك بالقرب من الفم والأنف لمراقبة التنفس ومستوى ثاني أكسيد الكربون. أما مستوى الأوكسجين فيتم قياسه من خلال مشبك مثبّت على الأصبع كما يقاس عند زيارة عيادة الطبيب. وجميع الأدوات السابقة غير مؤلمة، كما أنها مصممة خصيصًا لتكون بأقصى درجات الراحة، وهي تقوم بمراقبة فيزيولوجية الجسم فقط، تماما كما يحدث عند عمل تخطيط القلب في العيادة، ويبقى المريض في غرفة خاصة لضمان الخصوصية التامة للمريض، ويتم التواصل مع المريض بعد تثبيت أجهزة الاستشعار عن طريق جهاز التواصل (التيليكوم)، وللمريض حرية النوم في الوضعية التي يرتاح فيها والتقلب أثناء النوم. ويبقى الفني (الفنية) خارج غرفة المريض في غرفة خاصة تعرف بغرفة المراقبة حيث يقوم بمراقبة الإشارات الفيسيولوجية على شاشة الكمبيوتر، ويدير كل هذه الأجهزة المستخدمة من غرفة المراقبة، وخلال هذه العملية يستطيع المريض طلب الفني من خلال جهاز التيليكوم في أي وقت خلال الدراسة. * ماذا يجب عليّ فعله قبل دراسة النوم؟ - في نهار يوم دراسة النوم يعطى المريض بعض التعليمات للالتزام بها قبل الدراسة: • تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (شاي، قهوة، بيبسي، كوكا كولا، الشوكولاتة، مشروبات الطاقة)، بعد الساعة الثانية عشر ظهرًا. • تجنب النوم لفترات قصيرة خلال النهار (القيلولة). • قبل الحضور إلى مركز اضطرابات النوم، غسل الشعر وتجفيفه وذلك لتسهيل عملية اللصق. • تجهيز حقيبة صغيرة بها الأشياء التي قد يحتاجها المريض خلال الليلة التي سيقضيها بالمركز، مثل: أدوية، فرشاة ومعجون الأسنان، ملابس النوم ومنشفة. • إذا كانت لدى المريض أي طلبات أخرى، يطلب منه تبليغها لفريق العمل في مركز النوم قبل بدء العمل ليتمكنوا من مساعدته. * ما الذي سوف يحدث عند وصولي إلى مركز اضطرابات النوم؟ - يطلب من المريض الحضور إلى مركز اضطرابات النوم ما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف مساءً، وعند وصول المريض يستقبله الفني ويريه غرفة نومه، بعد ذلك بإمكان المريض الجلوس للاسترخاء أو القراءة أو مشاهدة التلفزيون، قبل موعد نوم المريض بحوالي ساعة إلى ساعة ونصف، يقوم الفني بتثبيت الأقراص المعدنية وأجهزة الاستشعار اللازمة لمراقبة النوم وهي عملية قد تستغرق 45 دقيقة. كما قد يتم تجربة جهاز التنفس المساعد قبل بدء الدراسة حسب تعليمات الطبيب لتعريف المريض بالجهاز قبل النوم لأنه قد يتم استخدامه في النصف الأخير من الدراسة. بعد ذلك تطفأ أنوار الغرفة ويطلب من المريض النوم في حين يراقب الفني التخطيط في غرفة المراقبة. عادة، تنتهي الدراسة الساعة السادسة صباح اليوم التالي، حيث يوقظ المريض ويقوم الفني بنزع الأقراص المعدنية وأجهزة الاستشعار، وبذلك تكون انتهت دراسة النوم. إذا أظهرت الدراسة أن المريض يعاني أي مشكلات في التنفس أثناء النوم، فإن الفني قد يوقظ المريض من النوم (حسب توجيهات الطبيب) لاستخدام جهاز التنفس المساعد (السيباب)، حيث يضخ الهواء من خلال قناع يثبّت حول الأنف، وعادة ما يناقش الطبيب مع المريض إمكانية استخدام هذه الآلة قبل الدراسة. * ماذا سيحدث بعد الدراسة؟ - إن تحليل وتفسير دراسة النوم هي عملية معقدة، فدراسة نموذجية للنوم تستهلك من 800 إلى 1000 ورقة من المعلومات، وعملية تحليلها تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد. لذلك فإن نتائج الدراسة لا تكون جاهزة فورًا (بعد انتهاء الدراسة مباشرة)، حيث يقوم الفريق المعالج بتحليل الدراسة واستخراج النتائج، ويناقش الطبيب النتائج والخطة العلاجية مع المريض في موعد لاحق. تتطلب بعض الحالات مثل مرض النوم القهري (الناركولبسي) إجراء اختبار نوم آخر كجزء من تقييم النوم، يدعى هذا الاختبار: اختبارات كمون النوم المتعددة خلال النهار (MSLT)، ولإجراء هذا الاختبار يبقى المريض في مركز النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم الليلية، وهذا الاختبار هو سلسلة من الغفوات تبدأ في صباح اليوم التالي بعد ليلة دراسة النوم تقاس فيها مدة كمون النوم.