×
محافظة المنطقة الشرقية

تعليم مكة: مبتز المطلقة ليس موظفا لدينا

صورة الخبر

عبدالله عمر خياط .. فيما يلوح لي أنه لم يعد هناك مناص من بناء عمارات متعددة الأدوار في منى كي تستوعب الملايين من الحجاج؛ذلك أنه قد انتهى منذ خمسين سنة الحج على القدم، أو على الرواحل التي لا تحمل إلا واحدا أو اثنين وتستغرق الرحلة للحج عدة أيام وربما عدة أسابيع، فأصبحت الرحلة إلى الحج لا تزيد عن ساعات معدودة بهذه الطائرات الفخمة وبالحافلات الواسعة. ولو عاش علماء الإسلام الذين لم يحجوا مثل ابن حزم الظاهري، وأبي إسحاق الشيرازي لوجدوا أن مشقة الحج في الطريق والرحلة والراحلة قد زالت، لكن بقي شرط المال. فأما ابن حزم فإنني أذكر أن الداعية المصري عمرو خالد قد قال في أحد برامجه أنه سمع عن رجل في عصرنا هذا قد حج وأهدى حجته إلى العلامة ابن حزم، أي أن هذه الفريضة التي لم يتمكن منها ابن حزم قد أديت عنه بعد نحو ألف عام من وفاته. وأما أبو إسحاق الشيرازي وهو مشرقي من بغداد معاصر لابن حزم الأندلسي فقد ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غده أنه لم يحج، ونقل في كتابه (العلماء العزاب الذين آثروا على العلم على الزواج) أنه جاء على لسان القاضي محمد بن محمد الماهاني قوله : «إمامان ما اتفق لهما الحج، الشيخ أبو اسحاق الشيرازي وقاضي القضاة أو عبد الله الدامغاني. أما الشيخ أبو إسحاق الشيرازي فما كان له استطاعة الزاد والراحلة، ولكن لو أراد الحج لحملوه على الأحداق إلى مكة المكرمة . كما يحكى أن أحد الأثرياء قال لعلامة حضرموت السيد علوي عبد الله بن شهاب : لماذا لا تحج يا حبيب ؟ فقال له: الله قد أسقط عني الحج في قوله تعالى : {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} فقال الثري: سافر للحج على حسابي محمولا مشمولا. فقال له العلامة ابن شهاب: كي تقول حججت بابن شهاب. لا. ليس علي حج . فهذان مثلان أحدهما في عصر قريب من عصرنا والآخر من عهد بعيد وهما علامتان قد توفيا دون أن يحجا رغم أنهما كانا يتحرقان شوقا إلى بيت الله الحرام وإلى المشاعر المقدسة وإلى الصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام. ولكن لما لم يكن لديهما القدرة المالية فقد تقيدا بأمر الله سبحانه لأن الله لم يفرض الحج على الفقير الذي ليس لديه الملاءة المالية للحج. إننا في هذا العصر الذي يمكن للحاج أن يسافر لأداء المناسك وإكمال فريضة الركن الخامس بكل سهولة بما وفرته الحكومة السعودية من وسائل الراحة والاطمئنان .. إلا أن شرط القدرة المالية لا يجوز إغفاله .. وعلى بعثات الحج والقائمين على الشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي بتوعية الرأي العام بأن الحج لا يجب إلا على المقتدرين. فمن ليس لديه المال الكافي لا يحق له أن يحج بحسب الآية الكريمة وليترك المكان للمقتدرين وليرض بما قدره الله عليه من ضيق ذات اليد . والله من وراء القصد . السطر الأخير : {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}