انفجر خلاف جديد بين أنقرة وواشنطن بعد بدء مسؤولين أميركيين مفاوضات مع مسؤولين أكراد للبحث في تسليح «وحدات حماية الشعب» الكردي التي تدافع عن عين العرب (كوباني) امام هجمات عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) التي تصاعدت امس بهدف السيطرة على المدينة. (للمزيد) ونفذت مقاتلات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ليل السبت - الأحد ثلاث غارات في عين العرب ومحيطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من «داعش»، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». على رغم ذلك، تمكن التنظيم من التقدم قليلاً في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الأكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق. ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوات إلى تسليح «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي»، وقال امس: «ورد كلام عن تسليح حزب الاتحاد الديموقراطي لتشكيل جبهة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». بالنسبة إلينا هذا الحزب هو حزب العمال الكردستاني نفسه، وهو منظمة ارهابية». وأضاف: «سيكون من الخطأ جداً التوقع ان نرد بالإيجاب على طلب حليفتنا في (حلف شمال) الأطلسي، الولايات المتحدة، تقديم هذا النوع من الدعم. توقع أمر مماثل منا مستحيل». ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تركيا في الأسبوع الماضي الى فتح حدودها لإجازة وصول التعزيزات الى عين العرب، فيما ناشد «الاتحاد الديموقراطي» انقرة ان تسمح بنقل أسلحة عبر اراضيها. وأعلنت الولايات المتحدة أمس انها اجرت محادثات مباشرة للمرة الأولى مع الحزب. وقال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردي اوجلان عيسو في اتصال هاتفي مع «الحياة» من داخل المدينة المحاصرة ان «قيادة وحدات حماية الشعب تطلب فتح خطوط إمداد لإيصال السلاح من عفرين في شمال غربي سورية أو من الجزيرة في شمالها الشرقي». وأضاف: «لدينا عشرات آلاف المقاتلين وأسلحة ثقيلة في الجزيرة وعفرين، نريد فقط إيصالها إلى هنا. وطلبنا أن يتم الضغط على تركيا كي تسمح بذلك لكن إلى الآن لم توافق على الأمر لأنها تعتبر أن معركة «داعش» معركتها». وقال مسؤول كردي لـ «الحياة» إن «الاتحاد الديموقراطي» طلب التزود بالسلاح لمنع سقوط كوباني. كما طالب رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني «المجتمع الدولي بتقدم المساعدة للأكراد الذي يدافعون عن المدينة». وأفادت مصادر كردية لـ «الحياة» بأن البحث جار في احتمال إرسال أسلحة إلى المقاتلين الأكراد عبر الجو وأن هذا الموضوع كان بين الأمور التي بحثت في محادثات مسلم وبرزاني في كردستان العراق في اليومين الماضيين. وتتهم انقرة «الاتحاد الديموقراطي» بالتواطؤ مع النظام السوري. وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحافي في انقرة: «انهم متواطئون في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري». وكان لافتاً امس، اعلان قيادة «وحدات حماية الشعب» مشاركة فصائل من «الجيش الحر» في قتال «داعش». وقالت في بيان: «هذه المقاومة التي تبديها وحداتنا وفصائل الجيش الحر كفيلة بدحر إرهاب داعش وشرورها في المنطقة. مقاومة الإرهاب وبناء سورية ديموقراطية حرة كان أساساً للاتفاقات المبرمة مع فصائل الجيش الحر». وأفادت مصادر داخل مدينة عين العرب أمس بأن المدينة شهدت أعنف قتال منذ أيام الليلة الماضية. وأوضح عيسو امس «داعش يعتبر معركة كوباني معركته الأولى حالياً، لذلك جمّد كل معاركه في مناطق أخرى واستقدم تعزيزات من منبج وجرابلس شمال حلب ومن الرقة معقل التنظيم في شمال شرقي سورية وجهّز عدداً من السيارات المفخخة والانتحاريين وكثّف من قصفه على مركز المدينة بهدف اقتحامها».