احتفت سفارة المملكة بالرباط بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية، حيث أقام سعادة الدكتور عبدالرحمن محمد الجديع، سفير خادم الحرمين الشريفين بالرباط، حفلا في مقر السفارة بالرباط يوم الثلاثاء 28 ذي القعدة 1435ه الموافق 23 سبتمبر2014، وقد حضر الحفل كل من دولة رئيس الحكومة معالي الأستاذ عبد الاله بنكيران ونائبه معالي الأستاذ عبد الله باها ومعالي رئيس مجلس النواب الأستاذ رشيد الطالبي العلمي ومعالي رئيس مجلس المستشارين الأستاذ الشيخ بيد الله ومعالي رئيس المجلس الدستوري الأستاذ محمد اشركي وباقي أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين والكتاب والمفكرين والمديرين وعدد كبير من رؤساء البعثات والمنظمات الدبلوماسية العربية والإسلامية والدولية المعتمدة بالرباط وكذا المراكز والجمعيات الإسلامية والدولية والطلبة والمواطنين السعوديين. وقد رحب سعادة السفير المملكة بالحضور مؤكدا على أن هذه المناسبة المباركة التي نحتفل بها في كل عام تملأ أنفسنا نحن السعوديين بمشاعر الفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بهذا اليوم الأغر الذي تم فيه توحيد أركان هذه المملكة العظيمة على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه. وذكر سعادته خلال كلمته بالحفل أننا نحتفل بهذا اليوم المجيد الذي يتجسد فيه تلاحم وتكاتف أبناء المملكة بهوية وطنية واحدة وهي السعودية وبانتماء ثابت للأمتين العربية والإسلامية فإنه يشرفني بأن ارفع باسمي شخصيا واسم منسوبي السفارة بالرباط والطلبة والمواطنين التهنئة الصادقة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وللقيادة السعودية والشعب السعودي الكريم في هذا اليوم الأغر. كما صرح أن الامم تهتم بالاحتفال بالمناسبات الوطنية وفي طليعتها اليوم الوطني. وإذ تحتفل المملكة بهذه المناسبة الغالية في يومها الرابع والثمانين فإنها تنظر بالفخر والاعتزاز الى كونها قد أصبحت دولة قوية شامخة حيث باتت مسيرة نهضتها التنمية مثلا يتحدى في كافة معايير البنى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وذلك بفضل وعي وحصافة قيادتها الرشيدة. و تسير المملكة العربية السعودية بقيادة الملك الصالح عبد الله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بالاتجاه الصحيح وبخطى ثابتة ورؤية شمولية واضحة الامر الذي انعكس على المكانة المرموقة الي تتبوأها المملكة في الساحة الدولية وهو ما مكنها بالتالي من التعامل بنجاح تلو الآخر مع مقتضيات السياسة الدولية ومتطلباتها. وذكر ان المملكة اتخذت زمام المبادرة بإيجابية وفعالية في مواكبتها للمستجدات في المنطقة بما يكفل أمن دولها وسلامتها واستقرارها وصيانة كرامة شعوبها. وقد اتسمت مواقف المملكة وسياساتها بالاتزان والتعامل الواقعي مع الأوضاع التي تعصف بالمنطقة وعملت بكل جهد نحو خير الإنسانية ورفاهيتها واستقرارها في كل بقاع العالم. ويتجلى دورها الفاعل والريادي في ترسيخ السلم والأمن الدوليين عبر الدبلوماسية النشطة في المحافل الدولية او من خلال مبادراتها الحكيمة التي تبنتها عربيا وإقليميا ودوليا كمبادرة السلام في الشرق الوسط او الدعوة للحوار بين أتباع الديانات والثقافات وإنشائها لمركز الملك عبدالله للحوار في فيينا او من خلال الوقوف بصلابة والتصدي للإرهاب بكثافة صوره وأشكاله وتأكيدها على ضرورة اجتذاذه وإزالة خطره من هذا العالم. لقد ترجمت هذه السياسات الى واقع ملموس حيث بادرت المملكة إلى انشاء مركز مكافحة الإرهاب في الامم المتحدة ودعمت جهوده وموارده بمبلغ مائة مليون دولار مؤخراً. ان هذا الدعم الكبير وتحذير خادم الحرمين الشريفين لكافة أمم العالم من خلال مخاطبته للدبلوماسيين المعتمدين لدى المملكة من خطورة الإرهاب واحتمالات انتشاره في العالم وتأكيده -يحفظه الله- على ضرورة بذل الجهود الجماعية والتكاتف الدولي، وبسرعة، للتصدي للإرهاب والجماعات الإرهابية اينما وجدت في العالم انما هي أمور تصب في معين تعزيز التعاون المثمر والبناء مع كافة الامم المحبة للسلام. وعلى المستوى الوطني ينظر المرء باعتزاز وزهو كبيرين لما تحقق من تنمية شاملة وإنجازات كبيرة في مختلف القطاعات في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وما شهدته البلاد من نقلة حضارية نوعية في مسيرة النماء التي شملت كافة مناطق المملكة والتي ركزت كذلك على الاستثمار في المقومات البشرية على كافة الأصعدة. وقد نوه سعادة السفير كذلك بالعلاقات الثنائية المتميزة بين المملكة العربية السعودية ومملكة المغرب الشقيقة والتي تشهد نموا وتطورا في كافة المجالات مؤكدا انها علاقات أخوية متينة وتاريخية تنامت على مر العصور اذ يرقى اول تواصل بين البلدين الشقيقين الى عهد سلطان المغرب سليمان بن محمد بن عبدالله بن اسماعيل والإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود عام 1811م. وهذا ما يعكس عمق هذه العلاقة الاستثنائية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من قواسم مشتركة وقيم ومبادئ وتقاليد وثقة متبادلة بين القيادتين والشعبين السعودي والمغربي في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وأخيه جلالة الملك محمد السادس –يحفظهم الله-. وفي الختام ابرز سعادة السفير خلال الحفل على أنه يحق لنا نحن السعوديين ويحق أن نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بهذه المناسبة الغالية وبأن نتطلع إلى المستقبل بكل الأمل والتفاؤل الذي نستحق."