سيصادف يوم الإثنين بعد القادم يومنا الوطني، وهو يوم لابد أن يكون بهيجاً، وأهل هذا الوطن هم بهجته. يفرح الكل فيه فالجو خفت درجات حرارته. ونريد أن نفرح كأمم الله جميعا.. هناك أمم تبحث عن مناسبة للفرح فتجعل عيدا للزهور وآخر للعنب أو حتى لذكرى عشاق .. وتضيف دخلا للدولة ومن مواردها. يتم استغلال المناسبات الشخصية للملوك والأمراء ليعمل لها مناسبة كبيرة (العيد الماسي للملكة اليزابث في بريطانيا) فتستقطب زوارا من أنحاء العالم كي يشاهدوا الحدث .. ليس بعيدا تذكر زواج الأمير(تشارلز والأميرة ديانا) كان جاذباً لجماهير غفيرة من مختلف الأجناس، كما تباع تذكارات جميلة بالمناسبة ليتم التكسب من خلالها وتشغل الفنادق وتدر أرباحا على الدولة دخل ودعاية وسواح يتجولون عبر البلاد فتكسب أغلب المدن ومن ثم يأتي مورد اضافي للدولة.. المناسبات كثيرة وفي كل الدول، أتذكر مرة كنت في مدينة صغيرة اسمها (كليرون) في ولاية بنسلفينيا. وهي مدينة تعيش على الطلبة عبر جامعتها.. ولكن في أحد الأيام امتلات المدينة بمن قدم لها من قرى ومدن مجاورة، وزينات ورقص وغناء، والعيد هو/عيد الحليب .. الكل مبتهج والمدينة تكسب، تعمل وتتعرف وتعرفها المدن والقرى القريبة.. أيام المناسبات الوطنية هي فرصة لتعرف المواطنين على دولتهم ومدنها والأفراح والمهرجات التي تتم هي ما يجمع المواطنين.. مع الأسف في أيامنا الوطنية ينقسم الناس إلى أقسام عدة، قسم يلتمس الطريق للهروب، والهروب ممن ؟ من الوطن.. وحتى بعضهم يحاولون الذهاب للدول القريبة بدلا من زيارة أهلهم أو زيارة مدن أخرى داخل المملكة. فالطرق بمرافق خدمية مزرية.. والمواصلات العامة شبه معدومة، فلا طيارات بسعر معقول، ولا شبكة قطارات واسعة تربط المدن ببعضها. وركوب القطار اليتيم والمريض من الرياض للشرقية والعكس، مغامرة لا يستطيع رب أسرة أن يدفع بأسرته.. فيبقى في المدينة التي يسكنها..يلتمس السلامة.. نحب الوطن أرضه وسماءه وناسه، نخله الذي يطاول السماء ورائحة الترنج والبرشومي وأشياء كثيرة تدغدغ عواطفنا حباً للوطن. أشياء كثيرة تربطنا حباً في الوطن وهناك منغصات نعم، ولكن يبقى الوطن وطننا ويومه الوطني نتلمس به فرحة وبهجة خاصة.. وقد تتشعب المنغصات، لكني لن أتحدث عنها إكراماً ليومنا الوطني.. لكن سأضع أملا بين أيدي الأمن والمرور أن يكفلوا للمواطنين الأمن والسلامة في مالهم وأنفسهم، وسهولة الوصول لأهدافهم سواء بيوتهم أو أماكن التسوق، فالذي حدث في الخبر قبل عامين في اليوم الوطني شيء لا نتمنى تكرره أو التراخي فيه. حدثتني صديقتي عما حدث لها العام الماضي، تسكن كورنيش الدمام، لم تستطع الوصول لمنزلها وبقيت قرب مكان الاحتفال بالكورنيش أكثر من خمس ساعات فأصابها جراء ذلك انهيار عصبي.. وعندما تحكي تجربتها تكاد تبكي من مجرد التذكر.. يومنا الوطني: مساؤك سعادة وهناء وازدهار، يومنا الوطني أرضك ذهب فوقها بشر يحبونك.. أرضك تعصر نفسها زيت أسود يحرك مصانع العالم فمتى يحرك مصانعها ويدوّر اقتصادها .. إننا نحلم بعيد للوطن، عيد يشمل كل فرد في الوطن يوم لا يهرب الناس فيه من الوطن.. مساؤك عطر فل وورد جوري.. مساؤك يا وطن خير وسعادة للناس سواسية.. ونحبك يا وطن بكل تضاريسك ببحرك وجبلك وسهلك وهضابك وواحاتك.. دم لنا شامخًا أبداً ..