فاضت دموع مجموعة من الحجاج السوريين عقب وصولهم إلى مكة المكرمة، وانطلقت ألسنتهم تلهج بالدعاء بعد أن من الله عليهم بسلامة الوصول بعد رحلة برية من حلب الى تركيا ومنها بالطائرة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وأشاد الحجاج السوريون بمستوى الخدمات المقدمة لهم منذ وصولهم الى مطار الملك عبدالعزيز الدولي الى مقر سكنهم في مكة المكرمة. وقال الحاج محمود حداد من ريف حلب بسوريا إنه سعيد جدا بقدومه الى المملكة لأداء فريضة الحج ضمن مجموعة من الحجاج السوريين الذي خرجوا من ويلات الحرب والدمار ومن تحت القصف المستمر الى مكة المكرمة، وقال خلال الرحلة المقدسة واجهتنا الكثير من المصاعب والمخاطر، ونحمد الله على أن سلمنا منها أثناء الرحلة البرية الى تركيا، وأضاف كنا 210 حجاج جميعنا عزمنا على اداء فريضة الحج رغم المصاعب والحروب فتوجهنا الى تركيا من غازي عينتاب ومن ثم جئنا برحلة جوية من مطار أنطاكيا الى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. من جهته أوضح الحاج محمد البيك من حلب سوريا أنه يعتبر نفسه محظوظا لأنه سيؤدي فريضة الحج بمشيئة الله تعالى، وشكر القائمين على محطة توجيه الحجاج على إنهاء اجراءات الدخول. وقال:أشعر بالسعادة والغبطة أن هيأ الله لي الظروف لأداء النسك وبلا شك أن رحلة الحج حلم كل إنسان مسلم لكن يظل في النفس والخاطر ما يعكر صفو الحجاج السوريين، جراء ما يحدث هناك على ارضهم من حرب اكلت الاخضر واليابس. وقال أقضي وقتي في قراءة القرآن الكريم وترديد الادعية والاستماع الى الاشرطة الدينية، متمنيا في ذات الوقت ان يعودوا بعد الحج سالمين الى بلادهم. وقالت الكاتبة الروائية ابتسام شاكوش عضو رابطة الادب الاسلامي العالمى إنه لا يمكن التعبير عن سرورها البالغ بمشاركتها في حملة الحج لأن أداء الفريضة حلم، وهي تعتبر نفسها محظوظة ومن معها بحضورهم الى المملكة. وهي تشعر بفخر واعتزاز انها سوف تؤدي الفريضة بمشيئة الله تعالى ولم تكن تتصور في البداية أن الرحلة في الحافلات ستكون سهلة ومريحة. وأضافت هذه الرحلة التاريخية عبر تركيا للوصول الى الاماكن المقدسة ستظل في ذاكرة السوريين والسوريات الذين تجاوزا المخاطر الكبرى، وتمنت شاكوش أن يعود الاستقرار إلى سوريا وأن يعود جميع الحجاج سالمين بعد أداء الفريضة.