وعن الجوانب الإنسانية للملك عبدالعزيز تجاه المرأة، أفادت الدكتورة دلال الحربي، أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تبع في عطفه على المرأة نهج الإمام محمد بن عبدالعزيز بن سعود - رحمه الله - الذي أظهر في الدولة السعودية الأولى جل عنايته بالأرامل والمطلقات لعلمه بوضعهن الضعيف، فخصص لهن الأرزاق عليهن من مال الدولة ليكشف عنهن الغمة. ولفتت النظر إلى أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أظهر تعاملاً راقياً مع من عاداه، ومنه أن خص نسائهم بالتقدير والاحترام، فكان يعاملهن بمثل معاملته لأسرته، فلا يمنح بناته وزوجاته منحة إلا خصّهن بها، وبعد استعادته - رحمه الله - للرياض وإعلان مبايعته أصدر أمره الكريم بأن لا يسيء رجاله إلى النساء ولو أقبلن بالشر, لأن لهن حرمات يجب أن تصان وأعراضاً يجب ألا تستباح. وأبانت أن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - كان في كل تحركاته العسكرية يضع النساء نصب عينيه, ويضطر في بعض الأحيان إلى تغيير خططه إذا علم أن العملية التي سيقوم بها قد تؤدي إلى إيذاء النساء, كما كان يحذر من الاعتداء على النساء ويتوعد بمعاقبة من يفعل ذلك. ودوّن كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية العديد من القصص الإنسانية للملك عبدالعزيز، ومنها ما قال أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد المطوع، إنه بينما كان الملك عبدالعزيز في إحدى جولاته البرية، شاهد امرأة تسوق جمالها في البرية مسافرة بمفردها، فأرسل أحد رجاله ليسألها، فقالت: إن زوجي متوفى، ومسافرة إلى الأحساء للتموّن وشراء بعض مستلزمات الحياة. وبين الدكتور المطوّع أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لما علم بذلك نظر إلى رجاله وطلب ورقة، فأعطاه عقيل الخطيب ورقة وقلم، وكتب عليها الملك عبدالعزيز : أعطوها ما يلزمها من الكساء، ومن الهيل والزنجبيل، قل أو كثر، ثم أعطاها المرأة وقال لها : عودي إلى الرياض وستحصلين إن شاء الله على كل ما تريدي. وروت في السياق نفسه، الباحثة في علم التاريخ بجامعة الملك سعود فوزية بنت فهد العجمي، أن الملك عبدالعزيز كان لا يتخلى عن زيارة أخته الأميرة نوره بنت عبدالرحمن مرتين في اليوم للسؤال عنها وعن أحوالها، وعند وصول الهاتف إلى الرياض أوصى - رحمه الله - المهندسون بمد أول خط هاتفي بين قصره وقصر الأميرة نوره. //انتهى// 12:29 ت م NNNN تغريد