رجال في الذاكرة الأستاذ الدكتور غازي عبيد مدني عالم ومفكر في علم الإدارة د.غازي زين عوض الله المدني حاولت بقدر الإمكان الحصول على سيرته الذاتية فلم احظ بهذا الشرف العظيم.. تربطني بمعالي الدكتور غازي علاقة صداقة حميمة منذ بداية الدراسة في المدينة المنورة، كان يسبقني بمقاعد الدراسة بثلاث سنوات، كان في مرحلة الثانوية، وكنت في مرحلة الإعدادية حسب النظام القديم، كنا نجتمع سويا للمذاكرة في فوهة المسجد النبوي فوق الحصوة وخصوصا في موعد الاختبارات وكان هو أقرب المقربين والأصدقاء بابن خالي الأستاذ الدكتور علي إبراهيم دبور – يرحمه الله – كان من أحد زملائه، وهذه العلاقة ربطت بيني وبينه بوشائج المحبة، ومنذ ذلك الوقت ونحن لا نفترق، توطدت العلاقات بيننا وحتى الآن وافترقنا عندما سافر د.غازي للبعثة من المدينة المنورة، هو في تخصص علم الإدارة وأنا في تخصص الإعلام، لم أتوقف عن الدراسة حتى وأنا أدير مكتبي التجاري بالرياض حينما كنت وكيلا لشركة بانامريكان والخطوط النمساوية ووكيل محلي للخطوط السعودية، ولما تركت العمل التجاري التفت إلى استكمال دراستي حصلت على الثانوية العامة والتحقت بجامعة الملك عبد العزيز لإكمال دراستي الجامعية، وبعد حصولي على البكالوريوس من الجامعة بدرجة امتياز ابتعثت لحساب الجامعة للدراسات العليا للولايات المتحدة في تخصص الإعلام، حصلت على الماجستير من جامعة سان دياجو بولاية كاليفورنيا، وبعد حصولي على الماجستير عدت إلى جامعتي وعينت محاضرا في قسم الصحافة، وأخذت أدرس عاما كاملا بمرحلة البكالوريوس وبعدها سافرت إلى القاهرة بعد أن عينت ممثلا لجامعة الملك عبد العزيز في الملحقية الجامعية، وكان الفضل الأول والأخير في تعييني للأستاذ الدكتور غازي عبيد مدني الذي كان وكيلا للجامعة حينذاك بدعم وموافقة معالي الأستاذ الدكتور رضا عبيد مدير الجامعة في ذلك الوقت.. معذرة أنني أخذت عن مسيرة حياتي التعليمية والمهنية وتركت لنفسي العنان في الاستطراد، ولكن هذا البوابة التي أدخل منها مرة أخرى إلى سيرة العلامة الكبير معالي الأستاذ الدكتور غازي عبيد مدني الذي كان له الدور الأعظم في بروزي أستاذا جامعيا كما ذكرت آنفا، فلولا الله ثم وقوفه معي لتكسرت بي السبل وتعثرت في مسيرة حياتي الجامعية وقفلت الأبواب، لقد وقف معي إنسانا شهما ولم يكن ذلك غريبا عليه، وهو ينحدر من أسرة فاضلة، ومن أهل البيت، وفي سيرته الذاتية كما أتصورها عدة محطات منها الجانب الإنساني الذي خدم به كثير من الناس وأنا واحد منهم، أدين له بالفضل والعرفان والجميل في أول عتبات محطاتي الدراسية، لقد شاهدته وأنا أحد الشهود العيان عندما كنت رئيسا لقسم الإعلام قبل أن أحال للتقاعد كيف أن معالي الأستاذ الدكتور غازي عبيد مدني مديرا للجامعة في هذه الفترة وكان قبلها عميدا لكلية الاقتصاد، لقد شهدت الجامعة إنشاء كليات متخصصة دعمها اكاديميا وماليا وطور من مناهجها بمساعدة الكليات وحصلت كلية الهندسة في عهده وفي عمادة معالي الأستاذ الدكتور وليد حسين أبو الفرج الاعتراف الأكاديمي كما انتشرت في عهده عدة مراكز علمية متخصصة وفي أولها معهد البحوث بالجامعة الذي ضخ فيه بسخاء ميزانية لدعم البحوث، ولم يتوقف عن حيويته ونشاطه في خدمة الجامعة وأساتذتها وطلابها، كما أنشأ كليات مستقلة وارتفع بأداء الجامعة لمستوى علمي وتقني كما أنه حقق للجامعة ولكلياتها اعترافات أكاديمية دولية وقفزت الجامعة من تصنيفها العالمي إلى رقم عالي، كما فتح أبواب الجامعة للمؤتمرات الدولية والمهرجانات الثقافية وأصبحت الجامعة خلية نحل من ورش أعمال وغيرها، وحث أعضاء هيئة التدريس بتشجيعهم على عمل البحوث المدعمة، كما أنه فتح لهم الأبواب للمشاركة في المؤتمرات الدولية بتقديم أوراق مشاركة في المؤتمرات وبصماته لازالت مطبوعة في الجامعة لكل ما قدمه من تقدم لها وسارت على منهجه حتى الآن وتركها وهي في أوج أزدهارها وتقدمها سواء في المجال الأكاديمي أو الاداري، حقيقة أنه كان فارسا ولا يزال يمتكي جواد المسئولية بصدق خدم وطنه بكل أمانة، أسأل الله أن يطيل في عمره ويوفقه في كل ما يصبو إليه.. والله ولي التوفيق.