قال الرئيس عبد ربه منصور هادي إن ما حدث في اليمن من اسقاط صنعاء بيد الحوثيين "مؤامرة كبيرة أعدت سلفا وتحالفت فيها قوى خارجية وداخلية وتجاوزت حدود الوطن"، داعيا جماعة الحوثي الى سحب مسلحيها من صنعاء وانهاء المظاهر المسلحة واحترام الاتفاق الذي وقعته. واعتبر الرئيس هادي أن ما حدث من عملية اقتحام مفاجئ للحوثيين للعاصمة "مؤامرة" قال انها أعدت وتجاوزت حدود الوطن، مؤكدا أنه لن يتهرب من مسؤولياته والتزاماته تجاه الشعب اليمني. وفي أول تصريح له عقب الأحداث التي عصفت باليمن في الأيام الماضية وانتهت بسيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء، قال هادي في كلمة له امام الحكومة واعضاء مجلس النواب والشورى في مقر الرئاسة موجها حديثه لليمنيين ان "المؤامرة كبيرة، وأننا نحن وفي هذه اللحظة نشعر أن هناك مؤامرة تجاوزت حدود الوطن"، واتهم من وصفهم بـ"الانتهازيين" من الداخل بالمشاركة في المؤامرة على الوطن. ونفى الرئيس اليمني ما أسماها بالشائعات التي تقول إنه تخلى عن صنعاء من أجل إعلان الدولة في عدن. وقال ان صنعاء لم تسقط ولا يمكن أن تكون حكرًا على أحد. وأكد هادي أنه لا يتهرب من مسؤولياته، داعيا إلى التماسك حتى لا يضيع حلم اليمنيين بالحياة الكريمة والدولة العادلة والشراكة السياسية. واضاف إنه عندما استلم البلاد عام 2012 لم يستلم "إلا شبه دولة لسلطة مفككة، وجيش مقسم يتقاتل في الشوارع، وأمن مقسم، ومحافظات عدة خارج سيطرة الدولة". واضاف "لم يكن ممكنا إصلاح كل ذلك في عامين قضيتها في إطفاء الحرائق ووقف الحروب"، مؤكدا أنه سيمضي في تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني". وأشار أيضا إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت حروبا وتوترات من دماج إلى عمران إلى صنعاء، واتهم من سماها "قوى خارجية وداخلية" بأنها "تكالبت لإسقاط التجربة اليمنية في الانتقال السلمي للسلطة"، متعهدا بأن لا يستسلم من أجل مستقبل البلاد، بالرغم من ضعف إمكانات الدولة. وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس اطلاقا كثيفا للأعيرة النارية والألعاب النارية استمرت لأكثر من ساعة. وأطلق اعضاء جماعة الحوثي ومناصروهم الألعاب النارية والأعيرة النارية الحية من مختلف انواع الاسلحة في سماء العاصمة صنعاء احتفالا بما أسموه "انتصار الثورة الشعبية"، والتي دشنت بتوقيع الاتفاق مساء أمس الأول بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء برعاية أممية. واعلن زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي عن بدء مرحلة جديدة قائمة على الشراكة، مطمئنا خصوم الجماعة بأن لا نية لديهم من الثأر والانتقام، ويؤكد بقاء ميلشياته في صنعاء. وحيا الحوثي في خطاب تلفزيوني الى انصاره الذين تجمعوا في ميدان التحرير بصنعاء عصر امس الثلاثاء ما اسماه "انتصار الثورة" التي قال إنها أسست لمرحلة جديدة قائمة على التسامح والتعاون والتكاتف لبناء يمن آمن مزدهر. كما بارك موقف الجيش الذي قال انه دعم الثوار ورفض قمعهم كما شكر موقف القبائل. وقال الحوثي إن سيطرة جماعته المسلحة أزالت عائقا من اخطر العوائق المتمثل في اخطر قوى النفوذ بقيادة علي محسن الذي كان يسعى الى فرض ارادته على ارادة الشعب. وارسل الحوثي رسالة تطمين الى القوى السياسية وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للاصلاح الذي عرض عليه المصالحة والحوار. وقال: "هناك جملة من العوامل التي تساعد على التغلب على التحديات: منها الإيمان بمبدأ الشراكة وأنها هي من تجسد العدالة، لأنه لا يمكن أن يأتي طرف ما ان يفرض نفسه على الشعب اليمني، ويجب حل اي مشكلة قادمة بالحوار." واضاف "أيدينا ممدودة إلى حزب الإصلاح للشراكة والتآلف، ولن نقصي أي طرف أو مكون سياسي، ولسنا في وارد التصفية أو الثأر ضد أي أحد".