تهل على بلادنا ذكرى يومها الوطني في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتعزيز قيمة ومعنى الوطنية والانتماء وترسيخ القيم والمبادئ التي تأسس عليها هذا الوطن الغالي وكانت هي مفتاح أمنه واستقراره وتطوره وازدهاره. فعواصف الإرهاب والتطرف ومخططات إثارة الفتن والفوضى والحروب تضرب منطقتنا بقوة ومليكنا المفدى حدد مصادر الخطر وأبعاده ووضع كل مواطن أمام مسؤولياته للتصدي لمهددات أمن الوطن وسلامته. q كيف يمكننا أن نجعل من مناسبة اليوم الوطني منطلقاً لترجمة رسالة خادم الحرمين الشريفين إلى منهج عمل وواجب مواطنة؟ q وإلى أي مدى يمكن أن يكون للمواطن العادي دور فاعل في حماية وطنه ومكتسباته ضد مهددات أمنه واستقراره؟ q وكيف يمكن أن نجعل من الاحتفاء بيوم التأسيس وأبطاله ورموزه مناسبة لإحياء وتجديد قيم الوطنية والتلاحم مع قيادتنا الوطنية والاعتزاز بما حققته بلادنا من نهضة وتقدم في ظل هذه القيادة؟ ------------ المشاركون في القضية - د. محمد بن مهدي الخنيزي: عضو اللجنة التعليمية بمجلس الشورى. - د. فؤاد غزالي: أمين العاصمة المقدسة سابقاً وعميد كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز الأسبق. - أ. د. جبريل بن حسن العريشي: عضو مجلش الشورى - أستاذ علم المعلومات جامعة الملك سعود. د. سامية العمودي: المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي والمشرفة على كرسي أبحاث سرطان الثدي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة. - د. عالي القرشي: أديب وناقد. - أ. د. عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر: المدير العام لمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء عضو دبلوماسي للاتحاد العالمي للتطوير الدولي - د. إبراهيم بن عبدالرحمن الحضيبي: كلية المجتمع بالقويعية. - فضل البوعينين: المحلل والخبير الاقتصادي. - د. جمعان عبدالكريم: أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الباحة. - أ. د. سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني: جامعة الملك سعود كلية إدارة الأعمال. - عبدالرحمن الجاسر: أمين منتدى الشباب الإبداعي. منيرة الأزيمع: كاتبة وقاصة. - ندى البكر: سيدة أعمال. - عبدالله الينبعاوي: مدير تحرير صحيفة أضواء المستقبل الإلكترونية. - فاطمة العنزي: إعلامية. - ريم العجمي: المحامية والمستشارة القانونية. - رانيا محمد: ممثلة. ----------- في البدء.. يقول معالي د. فؤاد غزالي: إن الاحتفاء باليوم الوطني يجب أن يتحول من احتفاء صوري، أو إعلامي، إلى احتفاء حقيقي يترجمه المواطن إلى عمل، وإلى مواطنة حقيقية، وإلى إنجاز وفق ما يستطيعه هذا المواطن، خاصة فيما يتعلق بالمواطنة، علماً أن المواطنة تتجاوز ما يعتقده البعض، فهي تشمل حماية أمن الوطن، وحماية مقدراته، والعمل على دعم النسيج الاجتماعي بشكل يقدم فيه الوطن على كل ما سواه. فاليوم الوطني يعني أن يقوم الفرد بصيانة هذا الوطن الذي قام على توحيده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله-، الذي سالت من أجله الدماء الطاهرة، لذا يفترض على المواطن السعودي أن يكون أكثر حرصاً على وحدة المملكة، وعلى أمنها واستقرارها، وأن يتحول كل هذا إلى منهج سلوكي، ومنهج عملي، ومنهج تفكيري لكل مواطن يفرح باليوم الوطني، بل إن المواطنة جزء رئيس من العمل الذي يقوم به المواطن في أي موقع من مواقع العمل، وهذا ما يعني أن يكون الجميع صفاً واحداً لخدمة هذا الوطن، كل في مجال عمله، وترجمة الفرح باليوم الوطني، يجب أن تكون ترجمة حقيقية من حيث الإنجاز، بحيث يقوم كل من أوكلت إليه مهمة في التنمية، وفي البناء، وفي الإرشاد.. إلخ، أن يقوم بعمله على أكمل وجه، فهذه هي المواطنة بمفهومها الصحيح، أما أن نحتفي فقط بيوم لمجرد الفرح، دون أن نترجم حالة الفرح إلى عمل ومنهج نقوم بتنفيذه في أعمالنا، فهذا أمر يحتاج إلى إعادة النظر فيه. ويضيف معالي د. غزالي: إن حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- كان ينبه على ضرورة الالتفات للوحدة الوطنية، فمن خلالها يتحقق الأمن والاستقرار لهذا الوطن، خاصة أن الاحتفاء باليوم الوطني لهذا العام، يأتي في ظروف استثنائية تمر بها دول المنطقة، لذلك يجب على المواطن السعودي أن يحمد الله سبحانه وتعالى على ما يجده من خير وفضل ومنة من الله سبحانه وتعالى، خاصة ما يتعلق بالأمن، لذلك نحن أحوج ما نكون لحماية هذه الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والاستقرار بما يحفظ أمننا ووحدة بلدنا، وأن ننأى بها وبأنفسنا عما يحدث حولنا من مشكلات في الدول المجاورة. الحرص عن طريق العمل أما د. محمد الخنيزي، فيقول: اليوم الوطني رمز نعزز من خلاله أواصر المواطنة بين المواطنين ومحبتهم للبلد ومحافظتهم عليه وعلى أمنه واستقراره وعدم العبث به، وبحمد الله تعالى أن ولاة الأمر يقومون بتوجيه المواطنين لما فيه خير هذه البلاد، ودائماً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ما نجده يحرص ويهتم بأمور المواطن ومتطلباته وحاجاته الرئيسية، وفي المقابل يفترض أن يكون المواطن حريصاً على الوطن، ومخلصاً له، من خلال أدائه لعمله الموكل إليه على أفضل ما يكون، وأن يحافظ على أمنه، ويحرص على عدم الانجراف وراء ادعاءات المغرضين الذين يهدفون للإخلال بأمن هذه البلاد، والذين عادة ما تكون لهم أجندات خارجية تهدف وتخطط لعدم استقرارنا، فدور المواطن مهم جداً في حماية وطنه ومكتسباته ضد مهددات أمنه واستقراره، والدولة لا تستطيع أن تعمل بمفردها، دون تكاتف المواطنين وإخلاصهم لبلدهم، وأدائهم لواجبهم وعملهم على أفضل ما يكون، وهنا تتجسد المواطنة بمفهومها الصحيح، التي تستلزم منا العمل بجد وإخلاص، وأن نكون أمينين مخلصين للوطن، حريصين على وحدته واستقراره. لقد دق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ناقوس الخطر من خلال حديثه الذي أراد من خلاله أن يوصل لنا، أن هناك أموراً تحدث من حولنا ليست في صالحنا، وأن علينا أن نحافظ على هذا الوطن، وعلى أمنه، واستقراره. تدبيج العبارات من جهته، يقول د. جمعان عبدالكريم: نحن مع كل ما تقوم به الدولة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار لهذا البلد الذي هو قبلة المسلمين، هذا في المقام الأول، لذلك نحن مع قيادتنا قلباً وقالباً، فهذا الوطن هو قلب العالم الإسلامي، ومستقبله لا يمثل فقط العالم الإسلامي، بل مستقبل الحضارة البشرية، لذلك علينا كمواطنين بالإضافة إلى الوقوف مع الدولة، أن نكون أكثر صراحة في مناقشة قضايا الوطن، فلا نكتفي بتدبيج العبارات المبالغ فيها، وإنما علينا أن نظهر مشاعر الحب، حتى نكون صريحين حينما نناقش قضايا الوطن، وعلينا ألا نغمض أعيننا عن بعض الأخطاء، فنحن بشر لا بد أن نعترف بأخطائنا، ولا بد أن نحاول أن نواجه بعضنا مواجهة الهدف منها هو خير هذا الوطن، مع تسليمنا أن من يعمل يخطئ، أما الذي لا يعمل فلا يخطئ، وكل ما يتعلق بالوطن لا بد أن نكون شركاء فيه جميعاً، سواء كان ذلك في شمال الوطن أو جنوبه، شرقه أو غربه، لا بد أن نشترك مع الوطن في سرائه وضرائه، لأن من شأن ذلك أن يشعرنا بالمسؤولية التي تنبع من داخلنا، حينها سنحب هذا الوطن ونغار عليه. أما فيما لو شعر المواطن أن حقوقه ستكون منتقصة، حينها لن يقوم بواجباته، ولعلاج هذا الخلل، ينبغي أن نعزز قيمة ومعنى الوطنية والانتماء للوطن، من خلال الصراحة، وإشراك جميع المواطنين في معالجة قضايا الوطن، وعدم تهميش البعض، لأن هناك بعض الأمور لا يستطيع المواطنون أن يوصلوا أصواتهم إلى بعض المسؤولين، وهنا علينا أن نقف على المسكوت عنه، هذا المسكوت عنه قد يتعلق بتوزيع الحقوق، أو بالأدلجة، أو بظهور أثار الإرهاب.. الخ، لذا لا بد أن نقف بصراحة أمام هذه الأمور، وأن نعالجها بشيء من الشفافية، أما إخفاء المشاكل، أو تأجيلها، فلن يؤدي ذلك إلا لتراكمها وتضخمها، لذلك نحن أحوج ما نكون إلى الصراحة ووضع آليات ومتابعة هذه الآليات للوصول إلى نتائج، وإلا سنبقى نراوح مكاننا. تعزيز المفهوم أما د. سامية العمودي، فتقول: لا ينبغي أن يمر اليوم الوطني دون تعزيزه لمفهوم المواطنة، وأرى أن هناك أدواراً متعددة لجهات مختلفة فمدارسنا عليها واجب التركيز على النشء الجديد من خلال الطرح والحوار والاحتفالات الخاصة، ونشر المطويات وتشجيع الحملات الطلابية. والإعلام عليه تخصيص فعاليات وإعلاء الراية ومشاركة ذوي الانتماء المخلص والمؤثرين عبر كل القنوات، وعلى شوارعنا ومدننا أن تكتسي حلة تشير بهذا اليوم وتعلي أفراحه وتشعر الجميع أن هناك وطناً في القلوب والأفئدة، فزرع البذرة سيتحول إلى منهج عمل، ويجب التأكيد هنا، على أن المواطن يمثل خط الدفاع الأول في حماية وطنه، وإيمانه بوطنه هو سلاحه، وتغيير الفكر وتعزيز قيمة الوطن تنشأ معه، فيصبح بيته وأهله ووطنه هو حماه الذي يذوذ عنه وتضيف العمودي: نحن نحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لإبراز منجزات الوطن وما أكثرها، ومكافحة الفكر المبطن الذي يلتحف عباءة الدين لتبطين أجندة خفية تقصد تشويه كل ما يقدمه الوطن ويتبعه أبناؤنا بفطرتهم السليمة دون إدراك أن الهدف ليس حماية الدين، وإنما هو هدم الوطن، وهذا يحتاج لمكافحة الفكر بالفكر، والتركيز على الجيل الجديد، لأنه هو خط الدفاع عن الوطن، وكشف الجرح مؤلم لكن الجراحة تحتاج ذلك، لأنها السبيل للشفاء الذي نطمح له. بينما تقول منيرة الأزيمع: اليوم الوطني هو مناسبة للاحتفال بحب الوطن، والاحتفال به، وبالإنجازات التي تحققت، والمكاسب التي ينعم بها خلال العام المواطن والمقيم، إن خادم الحرمين الشريفين ليس بعيداً عن شعبه وأبنائه ولديه توجهات صادقة مخلصة للعمل، من أجل الوطن والمواطن، اللذين هما وجهان لعملة واحدة وصورة أي منهما تعكس الواقع للآخر. إن الواقع الجديد والمخاطر المحيطة بالوطن والقوى السياسية التي تتلاعب بالمنطقة، يفرض هذا الواقع المضطرب على المواطن وحتى القيادة مزيداً من التلاحم والوعي والالتفاف لكل منهما حول الآخر، ونبذ أي محاولة للفرقة بين لحمة الشعب الواحد بكل أطيافه وطبقاته. إن الواقع السياسي الجديد يتطلب من المواطن العادي أن يكون جندياً واعياً يستنفر حس المواطن ووعيه بالأمن الوطني، وأن هذا الأمن ليس مسؤولية جهة واحدة أو يهم فئة دون أخرى، فنحن بمركب واحد وعلينا جميعاً تقع مسؤولية النجاة من اليمّ المتلاطم. كما أن القيادة عندما توفر حقوق المواطنة للشعب من تعليم وعلاج، وتكفل حق العمل والاهتمام بأمن المواطن ببلده، فإن هذا بمثابة حزام أمني ضد أي مخرب ودرع قوي يرد سهام الغدر والعداء، فهي مسؤولية مشتركة متعددة الأطراف والمهام والواجبات. تعزيز الانتماء ويؤكد أ. د. جبريل بن حسن العريشي أن ذكرى يومنا الوطني تهل على بلادنا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتعزيز قيمة ومعنى الوطنية والانتماء وترسيخ القيم والمبادئ التي تأسس عليها هذا الوطن الغالي وكانت هي مفتاح أمنه واستقراره وتطوره وازدهاره. فعواصف الإرهاب والتطرف ومخططات إثارة الفتن والفوضى والحروب تضرب منطقتنا بقوة ومليكنا المفدى حدد مصادر الخطر وأبعاده ووضع كل مواطن أمام مسؤولياته للتصدي لمهددات أمن الوطن وسلامته. ويضيف أ. د. العريشي: يجب على المواطن في مجتمعنا أن يكون مشاركاً فاعلاً، وأن يدرك أنه شريك في بناء هذا الوطن، شريك في التنمية، في الإصلاح، في التطوير، في العمل البناء، يساند أخاه المواطن في كل شيء، مستوعباً لمفهوم المواطنة الصحيحة في آدابها وروحها، لأن المواطن إذا فقد الانتماء وحب الوطن لا يمكن أن يكون فاعلاً منتجاً يلبي رغبات وطنه ومليكه في الإخلاص والتفاني في أداء الواجب والدفاع عن الوطن فعليه أن يبادر إلى تقديم كل ما من شأنه رفعة الوطن وعزته، ويتحقق ولاء المواطن لوطنه بفضل المشاركة العادلة في الخيرات واتخاذ القرارات، لتصبح المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات قيمة اجتماعية وأخلاقية، وممارسة سلوكية يعبر أداؤها من قبل المواطنين عن نضج فكري وحضاري. وحول رسالة خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المواطنين بالعمل والجد والاجتهاد وعدم الركون إلى الكسل هي وسام شرف، ودافع للعمل بكل تفانٍ كي نحافظ على مكتسبات هذا الوطن يقول أ. د. حسن العريشي: العمل هو الركيزة الأساسية في بناء أي مجتمع، ويرتبط العمل ارتباطاً وثيقاً بكل معاني التنمية الاقتصادية والبناء الاجتماعي، وقد حث مولاي خادم الحرمين الشريفين أبناءه المواطنين في المملكة العربية السعودية على العمل والإنتاج الفاعل الذي بدوره يكون لصالح الوطن ورفعته بين الشعوب. فالمملكة العربية السعودية تسابق الزمن في البناء والتخطيط الإستراتيجي والتنمية الاقتصادية والمشاريع العملاقة، حيث إن العمل المبدع والمنتج وسيلة لإدراك الهدف الذي يتمناه خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المواطنين، وهنا لا بد لنا من التركيز على التعليم الذي يعتبر إحدى الوسائل الحقيقية لتحقيق الغاية المرجوة من التنمية، بوصفه المصدر الأساسي لاكتساب الأفراد أنماط المهارات والاتجاهات المناسبة نحو العمل البناء، خاصة في الاقتصاديات الناشئة التي تحتاج إلى كثير من المهارات الأساسية للقيام بالمهن المختلفة. أسمى معاني الحب والانتماء وفي منظور ريم العجمي فإن اليوم الوطني مناسبة كبيرة وعظيمة للوقوف وتذكر ما قام فيه الملك عبدالعزير - رحمه الله- من جهود جبارة لقيام وتوحيد المملكة العربية السعودية مملكة الإسلام والعدل والتوحيد، ووصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله وأيده بتوفيقه -، في اليوم الوطني نسترجع الماضي وبطولاته ونعيش الحاضر وإنجازاته ونرى المستقبل وشروقه، نحتفل فيها كل يوم بمملكة العدل والأمان نحتفل بإنجازاتها الداخلية والخارجية وفي أمنها وأمانها في دينها وعلمها في حبها لمواطنيها ومقيميها، وطن أعطى وما زال يعطي وطن نفتخر أننا منه رفع راية التوحيد اهتم بشعبه له مكانته العالمية اهتم بأمور المسلمين في شتى بقاع الأرض، نهنئ أنفسنا في اليوم الوطني ونهنئ أنفسنا بملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على قيادته العظيمة وإنجازاته وحبه لشعبه، لنا الفخر والاعتزاز بالمنجزات العظيمة والفريدة التي حظيت بها بلادنا في ظل ملكنا في عهده تتواصل مسيرة الخير والنماء والعطاء، تتواصل قيادته للسعي الدائم للرقي والتقدم، يسعى دائماً إلى كل شيء من شأنه رفع مستوى التطور والرفاهية للمواطن. ويجب على كل مواطن أن يجعل من اليوم الوطني دعوة لتجديد المحبة والولاء لقيادتنا والوقوف يداً واحدة ضد من يحاول المساس بأمن مملكتنا ومحاولة زعزعة أمنها واسقرارها، وفي اليوم الوطني وفي كل يوم، نجدد عهدنا على الطاعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة والتأكيد على أواصر المحبة والولاء. جمع الشمل ومن جانبه يقول د. إبراهيم بن عبدالرحمن الحضيبي: يمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية نموذجاً فريداً في توحيد الصف وجمع الشمل ونبذ الفرقة والخصومات في بلادنا الحبيبة ففي اليوم الواحد والعشرين من شهر جمادى الأولى لعام 1351ه قام الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- بتوحيد البلاد تحت راية واحدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتحت مسمى واحد (المملكة العربية السعودية). إن اليوم الوطني السعودي حال مروره كل عام يذكرنا بحجم البطولات والتضحيات الجسيمة التي بذلها مؤسس هذا الكيان العظيم (الملك عبدالعزيز) في سبيل توحيد البلاد ونشر الأمن وتطبيق العدل في أرجاء البلاد كافة، مستعينا بالله ثم بإرادة العزم والمثابرة والتسامح والصبر على تحمل المصاعب والآلام. فلقد كان - رحمه الله- بالإضافة إلى كونه قائداً فذاً في ميادين القتال فهو أيضاً قائد مرموق في التعامل المرن وحسن الأخلاق مع رجاله الأوفياء وخصومه الأشداء على حد سواء؛ ويشكل هذا البعد التربوي منعطفاً فارقاً في توحيد بلادنا وسراً من أسرار تماسكها وهذا ما يجب على التربويين والأكاديميين النظر إليه وتطبيقه في ممارساتهم المهنية، وليس هذا فحسب، بل هناك أبعاد تربوية أخرى كثيرة لليوم الوطني في بلادنا وهي من الأهمية بمكان؛ فكلها عظيمة وجليلة وسامقة تعانق السحاب. لقد حرص الملك عبدالعزيز على جمع الشمل وتوطين الرحل من البادية، ودعمهم بمايحتاجونه من حفر آبار وتنظيم وتطوير لأمور حياتهم التعليمية والقضائية والأمنية، مما كان له الأثر الإيجابي في دعم الرخاء الاقتصادي المقبول في ذلك الوقت، وتحسين متزايد في مستوى المعيشة . من الأعماق في يوم الوطن ويعبر أ. د. سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني عن سعادته باليوم الوطني قائلاً: تتسابق الكلمات إلى اللسان والأحرف إلى الورقة عندما بدأت التفكير في الحديث عن الوطن في يوم الوطن، فما عساني أن أقول لهذه الأرض الحنون التي ولدت وترعرعت على ترابها واستنشقت هواءها حباً منذ أيام الصبا. إن الوطن ليس شيئاً تقيسه بالمكاسب ولا بالمناقع وإنما شعور ووجدان تحسه بقلبك وعواطفك كل حين وكلما غبت عنه أو بعدت في سفر عن أرضه وأهله. إن الحديث عن الوطن في اليوم الوطني لا يكفي، فهل نتحدث عن المؤسس وما حققه - رحمه الله- لهذا الوطن وأهله من كيان أصبح له مكانة بين الأمم والشعوب في وقت كانت الظروف صعبة جداً، وكان الأصعب منها مجتمع تلك الأيام الذي لم يكن من السهل قيادته وإقناعه بأهمية الوحدة الوطنية. لقد تحققت تلك الوحدة بفضل الله ثم بفضل جهود الملك عبدالعزيز وتضحياته ومن معه من أبناء الجزيرة العربية، وبالتالي فإن ما نرفل فيه اليوم من نعمة وأمن واستقرار هو بفضل تلك الجهود. وقد رسخ تلك الإنجازات من جاء بعده من أبنائه البررة الميامين سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد - رحمهم الله-، واليوم نعيش في ظل ملكنا وقائد أمتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمير سلمان وولي ولي العهد الأمير مقرن - حفظهم الله جميعاً برفاه ونعيم. وإذا أردنا أن نتحدث عن الوطن - في يوم الوطن - فهل نتحدث عن المعجزات من الإنجازات التي تحققت لهذا الوطن في زمن قياسي لا يقارن بما تحقق لشعوب أخرى تحتاج إلى قرون حتى تصل إلى ما وصل إليه وطننا الغالي في عدة عقود. إن الفضل يعود لله ثم لولاة الأمر والمخلصين من أهل هذه البلاد، فلولا عزيمتهم منذ أيام المؤسس حتى اليوم لكنا شعوب متفرقة وأقاليم ليس لها ذكر ولا يوجد بها أي مظهر من مظاهر الحضارة والتقدم الذي نعيشه اليوم. ومع كل ما سبق إليه القول، لا بد أن نلتفت إلى ما تمر به المنطقة اليوم لندرك أن اليوم الوطني ليس تمجيداً وإشادة بما تحقق من إنجازات فحسب، وإنما أيضاً فرصة للوقوف على الأوضاع الراهنة لنتبين كيف يمكن أن نحقق لبلدنا فرصة التقدم والخروج من المواقف الصعبة بنجاح وتفوق وبأقل الأضرار. وهذا هو دور كل فرد من أبناء هذا الوطن، حيث إن كل منا على ثغر من ثغور هذا الوطن، واليوم الوطني هو فرصة كبيرة لأن يتعهد كل منا موقفه، ويجدد العهد، بأن يحمي هذا الوطن، وأن يشارك في تقدمه والمحافظة على منجزاته وأن يدفع بها إلى الأمام. فالمسؤول والطبيب والمهندس والمعلم والتاجر والرجل والمرأة والكبير والصغير مسؤولون جميعاً عن هذا الوطن والمحافظة عليه وعلى ممتلكاته وحماية منجزاته المادية والمعنوية من أي أذى. حفظ الله لنا وطننا وقياداتنا من كل سوء، وأدام على الجميع الأمن والصحة. وكل عام وأنت يا طني بألف خير. الدولة والشعب ويقول أ. د. عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر حول محاور هذه القضية: اللحمة الوطنية ذروة سنام الأولويات بعد الدين والعقيده، كلمة خفيفة في الميزان اللفظي ثقيلة في ميزان الأهمية؛ إذ هي القاعدة الأساس التي يبنى عليها كل الوطن بأمنه ورخائه وتحقيق أهدافه القريبة المدى والبعيدة المرمى، واللحمة الوطنية تعني في أبسط معانيها الالتحام بين طرفين أو أكثر وهما في هذه الحالة الدولة والشعب والالتحام لا يكون إلا بتوافق كبير بين الطرفين يصل إلى حد الانسجام الذي يفترض أن يكون تاماً أو يكاد وهذا الانسجام في حالة كون طرفيه بشرياً تجري عليه أحكام البشر يجب أن يكون نابعاً من عقيدة قلبية راسخة بأهمية الطرف الآخر وحدوث حالة الانسجام هذه هي مصدر تحقيق المعجزات على مر التاريخ من تحقيق فتوح وثورات صناعية وإنجازات ثقافية ويمكن مراجعة هذا الأمر في مختلف الحقب الزمنية وعلى مر العصور والحضارات وعلى النقيض فإن غياب هذا الانسجام الذي هو أساس عملية اللحمة هو أساس مبلغ الفشل وحلول الفوضى وبداية الانهيار، لأنها بالأساس قناعات قلبية تمثل عقيدة للفرد والأمة، وعليه وباستشراق الفترة لنا نحن السعوديين على أرض مملكتنا الحبيبة في خضم عوالم الفتن والانقسام وتعدد الطرائف والطرائق وما يتبعها من لجج لم يسبق له مثيل نرى الضرورة القصوى لدرع الوقاية الأول وحافز المناعة الأقوى ضد رياح الهوى وأمواج التغيير هو هذه اللحمة الوطنية المهمة جداً التي أساسها حالة الانسجام الآنفة الذكر، وبناء عليه فإن حديث المجاملات أو التورية لغرض الفهم المستقبلي هي أمر غير مجدٍ هذه الأيام، فالمواطن وهو أساس الحدث عليه بالضرورة التأكيد على قناعات معينة أساسها ومبدؤها أنه بالشكر تدوم النعم وثانيها أننا في أمن ونعمة وطمأنينة تمثل فارقاً كبيراً وعمقاً سحيقاً عن من حولنا عرس الوطن عبدالرحمن الجاسر تحدث بهذه المناسبة، حيث قال: منذ أن أحاطت هذه الأرض المباركة أنوار التوحيد وانتظمت بقاعها بخيط من حب وهي تشدو بترنيمة الوطن الواحد يردد شمالها نبض جنوبها وتحدو نجدها بنشيد حجازها في وطنٍ هو آية في الحب والتعايش وأيقونة الترابط والولاء.. وحينما فرخت على هامش هذا المشهد الجميل خفافيش الظلام وطفت على رواكد الماء الآسن بعض أفكار الإرهاب كان الموقف للقيادة حازماً وحاسماً فبدأت المعركة بلا هوادة حتى استؤصلت شأفتهم وفندت أفكارهم وبقي دور المواطن الواعي مفتوحاً ليحمي نفسه ومن تحت يده من خطر الإرهاب وعدم الإصغاء لدعاة التحريض والفتنة التي لا تحمل في قلبها وعقلها أي رسالة نهضة ولا مشروع حضارة. وبمناسبة يوم الوطن وعرسه الكبير حقيق علينا أن نحتفي بالوطن بعيداً عن المزايدات الفارغة والشعارات الجوفاء، بل بالعمل الدؤوب على رفعة الوطن وقوته ومتانته تحقيقاً لرسالة خادم الحرمين الشريفين وتطلعاته السامية في هذا الصدد من خلال تحقيق المواطنة الصالحة، فالوطن ليس ترابٌ وسهول وجبال، بل الوطن إنجاز يطاول رؤوس الجبال بيد المخلصين من أبناء هذا الوطن الذين صنعوا تاجاً لفخار والافتخار في المحافل الدولية والمحلية من مخترعين ومتفوقين. ومنجزنا الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان أكثر من البنيان فعليه تقوم الحضارة وبه تكون العمارة.. ونحتفل بالمسؤول الذي يجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بعيداً عن مصالحه الخاصة، ونحتفل بالمشروعات التي تحققت ولم تكن حبراً على ورق، ونحتفل بوعينا الحقيقي وحفاظنا على ممتلكاتنا العامة وسلوكنا الحضاري الذي يعكس حبنا الحقيقي للوطن، نحتفل من داخل ذواتنا بصدق قبل أن نملأ الشوارع ضجيجاً وصخباً، فيوم الوطن بهجة تورق في قلوب الجميع صغاراً وكباراً، والوطن هو المفهوم الأوسع فهو الأرض والإنسان والقيادة والإنجاز والتاريخ.. قصص البطولة من جانبها تحدثت فاطمة العنزي حول هذا اليوم المجيد قائلة: ذكرى اليوم الوطني هي قصص البطولة والرجولة التي لا نمل ولا نكل من التحدث عنها والإشادة بها، إلا أن الذكرى هذا العام تأتي وقد امتد الخريف العربي إلى دول جارة وشقيقة ذاقت أصناف العذاب والموت والدمار فتشتت شعوبها وتشردت.. علمنا الآباء والأجداد أن بيت الجار الذي لا أمان فيه ولا طمأنينة قد يؤثر على البيوت المجاورة وهذا ما نعيشه هذه الأيام من فكر متطرف يستهدف عقول الأطفال والشباب، بل حتى الرجال تفرغ عقولهم ويصبحون كالخناجر والرماح في أيدي خوارج العصر مدمري الفكر ليطعنوا بهم خاصرة الوطن؛ ومن أجل ذلك لا بد لنا جميعاً أن نعمل في ضوء كلمة خادم الحرمين الشريفين التي أبهرت العالم وأيقظتهم من غفوتهم بأن الإرهاب لا هوية له ولا وطن وأنه كالنار التي تدب بالهشيم تمتد لتحرق الأخضر واليابس. علينا العمل في كل يوم وليس فقط بذكرى اليوم الوطني لننطلق إلى ما هو أسمى وأنبل في كل يوم وكل حين نقرن الماضي بالحاضر. الذكرى يوم واحد ويمضي علينا أن نعيش قيمة الذكرى أعواماً مديدة بالعمل الدؤوب طوال العام كل منا بما عليه من مسؤولية انطلاقاً من اللبنة الأولى الأسرة ثم المجتمع بجميع مؤسساته. المواطن هو فرد من الملايين الذين يشكلون ملامح هذا الوطن يداً بيد وتواصلًا من أجل الخير والصالح العام لًجل الوطن صفوفاً متراصة تجعل الدخيل والمخرب وأهل الفتن يعجزون عن زعزعة صمود أبناء الوطن واقتحامه وهتك لحمته الوطنية، المواطن هو رجل الأمن الأول منه الطبيب والمهندس والعامل والفني والمزارع والعسكري والموظف مهما اختلف وكان عمله كل عليه واجب وله دور لا بد أن يصدق ويخلص بعمله وأن يضع مخافة الله بين عينيه. الاحتفال باليوم الوطني ليس ألواناً خضراء تلبس ولا أوشحة ولا رايات من النوافذ ترفع ولا مسيرات بها تعدٍّ على حرمات الطريق.. الاحتفال هو مراجعة كل فرد منا لنفسه، ترى هل أدى الأمانة؟ هل عمل بما يرضي الله؟ هل حاسب نفسه؟ في يوم الوطن نحتاج للدروس والعبر نستلهمها من سيرة ومسيرة رجال الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله- ومن جاؤوا بعده ورحلوا - رحمهم الله- حتى هذا العهد الزاهر عهد الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- وولي عهده الأمين وولي ولي العهد. أجدها فرصة أن نعلن تجديد الولاء والانتماء ونشرك أبناءنا بذلك ولنطلعهم على ما يدور من حولنا ونرفع الحواجز بيننا وبينهم ولا نسمح لمستغل أن يستأجر عقولهم ويشتت شمل أبناء الوطن. آه يا وطني كم أهواك ولا أخجل أن أقول إنني وفصول عشقك قد امتشجنا وأصبح العشق نبضاً يتوسده وريدي يا درة تزين هامتي. وكل عام وأنتم والوطن بأمن وأمان. يد الله مع الجماعة وتشاركنا ندى البكر بقولها: لا شك أن ذكرى اليوم الوطني تهيج النفس وتطيب الخاطر بما تحويه من مواقف ومصاعب وإنجازات حققها قادة وإنسان هذا الوطن وأبناؤه، وتهل علينا ذكرى يومنا الوطني في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والالتحام مع ولاة أمورنا لذلك لا بد من استغلال مثل هذه المناسبة الغالية في غرس وترسيخ مبادئ الانتماء لهذا الوطن العظيم والحفاظ على القيم التي تأسس عليها في نفوس أبنائنا كما يجب تعويدهم منذ الصغر على الحفاظ على مكتسباته، فهذا جزء من رسالة خادم الحرمين الشريفين التي تسري واضحة جلية على مر العصور. ومما لا شك فيه أن المواطن هو النواة الأساسية لهذا الوطن الغالي، المواطن هو الشريك والمؤسس والابن البار لوطنه، ومن يفتقد الوطنية فهو لا يستحق أن يكون مواطن بما تعني هذه الكلمة من معنى، فالحمية والحفاظ على أمن واستقرار الوطن والدفاع عنه هو واجب إسلامي ودور اجتماعي وعمل إنساني، وبناءً عليه يجب أن نجعل من هذه الذكرى السنوية فرصة لإظهار مشاعر الحب والانتماء لهذا الوطن المعطاء مع الحرص في كل وقت ومناسبة على تعزيز القيم الوطنية في نفوس الجميع صغاراً وكباراً، والحرص على اتحاد الكلمة والاجتماع مع ولاة الأمر، فيد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار. إنجازات عظيمة عبدالله الينبعاوي كانت له هذه المداخلة: أولًا أهنئ القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى الشعب السعودي بمناسبة اليوم الوطني المجيد. لا شك أن مليكنا المفدى قد حدد مصادر الخطر وأبعاده كما ذكرتم وبين للجميع مسؤولياتهم في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، كما أنه يمكننا أن نجعل من هذه المناسبة العزيزة علينا جميعاً منطلقاً لترجمة رسالة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- إلى منهج عمل وواجب مواطنة بترابطنا وتوحيد ولائنا لهذه الأرض الغالية بعيداً عن كل ما من شأنه المساس بأمننا ووحدة دولتنا وأن نكون صفاً واحداً شامخاً في وجه كل من تسول له نفسه الإساءة إلى وطننا الغالي. وأضاف: يجب أن يكون لنا جميعاً دور فاعل في حماية وطننا ومكتسباته ضد كل ما يهدد أمنه واستقراره ولا أحدد هنا المواطن العادي فنحن كلنا مواطنون ونتحمل المسؤولية نفسها تجاه بلادنا وأمنها ورقيها، بل ربما يتحمل الإعلامي الجزء الأكبر من هذه المسؤولية بصفة الإعلام مسؤول إلى حد كبير عن تشكيل وعي الناس بمختلف فئاتهم. فالاحتفال باليوم الوطني يجب أن يعزز لدى الجميع الكبار قبل الصغار الإحساس بالانتماء والولاء لهذا الوطن وأن نغرس في النفوس احترام مكتسبات هذا الوطن والحفاظ عليها بصفتها مكتسباتنا جميعاً فالاحتفال يجب أن يكون بأساليب رائعة وراقية تعكس مستوانا الفكري والحضاري الشيء الذي يجعلنا نقف في مصاف تلك البلدان التي طالما تغنينا برقيها وتقدمها. -------- د. عالي القرشي: الوطنية تسمو على المقايضة وعلى العطاء المنتظر عند سؤالنا د. عالي القرشي، عما يمكن أن يوازي حب الوطن، أجابنا قائلاً: الإحساس بالمواطنة أساس كل شيء، ولا يمكن أن تقايض الوطنية أبداً، ولنا في رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم خير قدوة، فعلى الرغم من خروجه من مكة المكرمة غاضباً حزيناً على أهل مكة، لم ينقطع حبه لهذا البلد الذي نشأ فيه، لذلك الله سبحانه وتعالى غير القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة، قال الله تعالى: (فلنولينك قبلة ترضاها)، لذلك فإن الوطنية تسمو على المقايضة، وتسمو على العطاء المنتظر، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في حب الوطن، والمواطن اليوم أولى بحب وطنه الذي يحفظ الإسلام ويحفظ الشعائر ويحفظ الضروريات الخمس، ويحقق لنا الأمن والسلام. -------- فضل البوعينين: التزام المواطن بالأنظمة يسهم في تكريس الأمن وعند سؤالنا للمحلل والخبير الاقتصادي د. فضل البوعينين، عن الدور المناط بالمواطن، تجاه حماية وطنه ومكتسباته، أجابنا قائلاً: لعلي أقتبس هنا مقولة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - رحمه الله- (إن المواطن هو رجل الأمن الأول)، وهذه حقيقة لا تقبل الشك، فلو قام كل مواطن بدوره المسؤول فيما يتعلق بحماية أمن الوطن والمحافظة عليه، لما نال من الوطن شيء أبداً، فاليوم أصبحت الدول بحاجة إلى الجيوش لحمايتها، ولكن عندما يتحول مجمل عدد السكان إلى جنود يحمون هذا الوطن من الداخل، فأنت على يقين بإذن الله أن هؤلاء قادرون على تكريس الأمن والسلامة داخل الوطن، فالمواطن بالتزامه بالأنظمة والقوانين وبمحاربته كل ما يثير الشكوك أو يؤثر سلباً على الوطن، يستطيع أن يساعد ويسهم في تكريس الأمن. -------- رانيا محمد: الفن يمكن أن يعطي حماساً للوطن .. أكبر وبسؤالنا للممثلة رانيا محمد، عن الدور المناط بالممثلين تجاه تعزيز دور الوطن ومكانته، أجابتنا قائلة: كفنانين علينا دور كبير في ذلك، فلو عززنا في أدوارنا في المسلسلات مناظر الوطن وأماكن الترفيه فيه ومعالم التقدم الكبير في مجال التعليم والصحة وغيرها، لأمكننا أن نوصل رسالة عن بلدنا للعالم الآخر؛ ليرى مظاهر التقدم والرقي الذي وصلنا إليه، نحن لدينا المدينتان المقدستان وجميع المسلمين يتمنون أن يأتوا لزيارتهما، ولكن أيضاً لدينا أشياء جميلة جداً في بلادنا، ولكن للأسف لا يعرف عنها الآخرون شيئاً، ولو لاحظت عندما يتم التصوير في دبي، يصورون شوارعها وناطحات السحاب التي تتميز بها وأوجه الحضارة فيها، بينما نحن لا نقوم بذات الدور، علماً أن بلدنا فيها مظاهر تقدم قد لا تجدها في أي دولة أخرى، علاوة على ما يتميز به أهل المملكة من شهامة وكرم، من هذا المنطلق يفترض أن يكون لنا دور أكبر تجاه الوطن، ولو عدنا بذاكرتنا قليلًا إلى أيام نهضة الكرة السعودية، كانت الأغاني الوطنية التي تردد على مسامعنا تعطينا حماساً كبيراً وكنا نتفاعل كثيراً معها، لذلك أرى أن الفن يمكن أن يعطي حماساً للوطن أكثر، أهم شيء أن نحب بلدنا، حتى نستطيع أن نوصل هذا الحب إلى الآخرين.