×
محافظة المنطقة الشرقية

عضو شورى لـ"الحج": استفيدوا من تنظيم كأس العالم

صورة الخبر

"لا أجدني جميلاً إلا بين كتبي" مقولة واعية وفاعلة ومؤثرة، تلمح وتستبطن في فضاءاتها معنى الاستقرائية والحفر المعرفي. القراءة هي البهجة والدهشة والإشباع الجمالي، هي التأسيس المنهجي والإجرائي والاشتغال الذي يحتمي به العقل من الانهيار والتشظي وخلخلة هوية الأمة. القراءة احتياج إنساني، ووثيقة تاريخية ونفسية وثقافية تدل على نسيج الشعوب الحية، وتستحضر مزاجها العام إما بقصور الوعي وإما بيقظتها المتعالية، القراءة فعل إنساني يمارسه العقل والوجدان معاً وفي آن واحد، القراءة صحوة العقل ويقظة الحواس، "القراءة حراك ذهني منتج يؤدي إلى حضور واستنباط خطاب لغوي جديد يعتمد في تشكله على آليات القراءة كعملية ذهنية ذات بعد مستقل ربما يستمد تحفزه من النص المكتوب". تقول الدكتورة مريم النعيمي من جامعة قطر: "القراءة هم عربي مؤرق، إليه يرد اتجاهنا القهقرى في حلبة السباق الحضاري المزدحم بأمم قارئة، أدارت الأرض بتقنيتها المهيمنة، وارتقت إلى الفضاء برؤاها الطامحة لتبسط سلطانها على كواكب عديدة بطاقاتها القرائية، تاركة خلف غبارها أمماً نبذت القراءة وراء ظهرها لتهبط بما جنت على نفسها في دركات التخلف، ممعنة في الإعراض عن مصدر الرقي والانصراف عن مدار النهوض الذي يمكن تلخيصه في أزمة مركزية كبرى هي أزمة علاقتها بالقراءة. لقد كشفت اليونسكو في بياناتها عن نسبة مزرية لمقدار مقروء الإنسان العربي موازنة بنظيره الغربي في السنة بست دقائق مقابل اثني عشر ألف دقيقة للغربي! وطبيعي أن تتبع ذلك إحصاءات أخرى مرتبطة بهذه النسبة المنحطة أكثر إزراء وانحطاطاً كنسب النشر والترجمة والتوزيع للمادة المقروءة. إن القراءة كحوار وجداني روحي ذي قطوف مادية لم يبق من مجدها العربي الإسلامي غير ذماء يحتضر فالمكتبات التي شيدت في عصور أمة " اقرأ " الإسلامية الزاهرة لا تجد لها في عالمها العربي اليوم امتداداً يحفظ لتراثها ألقه ويعيد إليه مجده، ولا المقروء المبدع كان له من الحضور ما ينتسب لتلك الأيام المضيئة من تاريخنا العربي المجيد"، كان العرب يتداولون في السابق عبارة "القاهرة تكتب، بيروت تطبع، بغداد تقرأ" أما الآن كما تقول مجلة الدوحة وهي تقدم ملفاً بعنوان "القراءة طعم الحب": "رغم أننا نقف في ذيل قائمة الأمم التي تعرف لذة القراءة فقد تأذت المتعة الخجول كثيراً خلال عام الربيع العربي لأن الجائع والخائف والغاضب لا يقرأ إنها المتعة المنسية" وكان السؤال الأصعب والجارح كيف نستطيع إقناع الطفل والشاب بأهمية المطالعة؟ لقد تخلت المدرسة العربية عن دورها في تثقيف المجتمع، وصارت غير مبالية بتجديد مناهجها وتحديث طرائق تلقينها. حقاً شعب يقرأ شعب لا يجوع ولا يستعبد. لقد نادت اليونسكو قبل خمسين عاماً بتخصيص يوم عالمي للقراءة لا أعرف هل سمعنا بذلك اليوم؟