تَحظَى اليَوميّات التي تَكتبها هَذه الزَّاوية بَين فَترةٍ وأُخرَى، بمُتَابعة وقِرَاءة وانتشَار، ولَيس ذَلك بسَبَب جَودتها، بَل لأنَّها قَصيرة ومُختصرة، ولَيس فِيها كَلَفة، ومُجتمعنا - كَما يَقول الصَّديق "محمد سعيد طيّب"- لا يُحبّ الكَلَفة، لذَلك سيُسَاير المَقال النَّاس في كَسلهم، ويَستمر في ضَخّ اليَوميّات..! (الأحد) لَا أُحب تَأجيل العَمَل، لأنَّ التَّأجيل صِفة الكسَالى، كَما أنَّ شَيخي "أنيس منصور" -يَرحمه الله- عَلّمني مُنذ وَقتٍ طَويل، قَائلاً: (العَمَل الذي تُؤجِّله اليَوم سَوف تُؤجِّله غَداً)..! (الاثنين) كُنتُ أعتَقد بَيني وبَين نَفسي؛ أنَّ الشَّعب اليَابَاني هو الشَّعب الوَحيد الذي يُضيف للبَشريّة، وكُنتُ أخجَل مِن التَّصريح بهَذا الرَّأي، حتَّى قَرأتُ مَقولة للأستَاذ "مجدي عبدالعزيز" يَقول فِيها: (لَا شَعب يَستحق الاحترَام في هَذا العَالَم، سوَى اليَابَانيين)..! (الثلاثاء) كُنتُ أُحب أنْ أَكُون مِن العُلَمَاء، لَا مِن الحُكمَاء، ولَكن شَيخي "الفضل بن عياض"؛ خَفّف مِن طمُوحي، حِين قَال: (العُلَمَاء كَثير، والحُكَمَاء قَليل).. بَعدها قُلت: اللَّهم اجعَلني مِن القَليل..! (الأربعاء) كُنتُ أعتَقد أنَّ الفَضْفَضَة والكَلَام عَن المَشاكِل، مِن خصَائص النِّساء، ولَيست مِن صِفَات الرِّجَال، حتَّى قَرأتُ مَقولة لشَيخنا أَمير البيَان "أبوحيّان التوحيدي"؛ يَقول فِيها: (مَن ضَاق صَدره اتّسع لسَانه)..! (الخميس) يَجب عَلى الإنسَان أنْ يَكون وَرعاً، فإنْ لَم يَستطع فليَكن مُتورّعاً، وأنَا بصِفتي إنسَاناً؛ أُحَاول أنْ أُفعِّل خَاصيّة الوَرع والتورُّع، وقَد تَعلّمتُ ذَلك مِن الشَّيخ "معروف الكرخي"، حَيثُ أوصَانَا جَميعاً قَائلاً: (غضُّوا أبصَاركم، ولَو عَن شَاة أُنثَى)..! (الجمعة) أتوجّس دَائماً مِن كُتب التَّاريخ، وأعتَقد أنَّ فِيها مِن الأكَاذيب أكثَر ممَّا فِيها مِن الصِّدق، وهَذه القنَاعَة زَادت حِين قَرأتُ مَقولة للفيلسُوف الكَاتِب السَّاخِر "مارك توين"، يَقول فِيها: (لَو كَان الموتَى يَتكلَّمون، لمَا أصبَح التَّاريخ مَجموعة مِن الأكَاذيب السَّخيفَة)..! (السبت) الإنسَان المُثَابِر يَجب أنْ يُنجز أعمَاله، ويُقلّل أقوَاله، لأنَّ الأفعَال لَها لِسَان أطوَل مِن الأقوَال.. هَذا مَا يُوصي بِهِ الفيلسُوف "كونفوشيوس" حَكيم الصّين العَظيم، حِين قَال: (الرَّجُل العَظيم يُحب البُّطء في أقوَاله، والسُّرعَة في أعمَاله)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه يَوميّاتي، أرجو أنْ تَكون جُزءاً مِن يَوميّاتكم، والله الهَادي إلَى سَوَاء السَّبيل..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain