لم يكن الضرب والعنف يوما وسيلة للتطوير والتربية والتعليم. يصر بعض المعلمين على استخدام أبشع الوسائل بدءا بـالفلكة، وانتهاء بأنواع الخيزران، والأدوات، والحبال، والأسلاك الكهربائية. وهذه الأنماط من التصرفات تعبر عن حنق نفسي ذاتي أكثر من كونها انعكاسا لرؤية تعليمية أو صيغة تربوية أو فكرة خارقة للتهذيب. كان الناس في السابق ضمن نطاقٍ تعليمي محدود، ولهذا انتشرت بين الآباء عبارة لك الجلد ولنا العظم وكأنه يدفع بمجرم إلى سجنٍ أو بقاتل إلى زنزانة! ثم يدخل الطالب إلى الصفوف وهو في غاية الخوف والتوجس، الأب يريد للابن أن يتعلم بأسرع وقت حتى يساعده في الحقل أو المرعى، والمعلم يريد أن يعلم الطالب بسرعة حتى يستريح منه!. لو تصفحت اليوتيوب، وكتبت عبارة معلم يضرب، ستشاهد أشكالا من العنف الرمزي والجسدي، وكلاهما خطر محض يؤثر على نسيج نمو هذا الجيل من أساسه، نعلم أن هذا الجيل عفريت تصعب السيطرة عليه، أو الهيمنة على سلوكياته وأخلاقه، لكن كل هذا لا يحل بالعنف، بل بدراسة أساليب تربية جديدة. نفس الصرعات التي نعيشها موجودة لدى الطلاب في أمريكا وغيرها، لكن الفرق أن التطور لدينا يسير على خطى سلحفاة، بينما تطور نظرياتهم التعليمية بسرعة البرق. آخر هذه الكوارث ذلك المعلم في مسجد بمكة، يضرب طفلا صغيرا بحدة، ومن ثم يحمله بين يديه ويقذف به بأقصى المسجد!. وحين تمت تغطية هذا الموضوع إعلاميا ظن البعض أن النقد موجه نحو حلقات تحفيظ القرآن، وهذا هاجس خاطئ، ما نقوله إن التعليم عموما لا يتم بالعنف، والأهم والأخطر أن تعليم كتاب الله تعالى لا يكون بالضرب والسياط والعصي، بل بالتهجئة وسعة الصدر والحلم والحكمة، لكن من يسمع؟ ومن يعي؟ ومن يطلع من المعلمين كلهم على نظريات التعليم؟ كم نسبتهم؟!. نقلا عن عكاظ