يكتنف الموقف الأميركي من دخول إيران للحلف الدولي المزمع إطلاقه لمواجهة "داعش" كثيراً من الغموض، ويخشى معارضون سوريون، أن يكون ذلك على حساب أزمتهم، التي على وشك أن تدخل عامها الرابع. وتساءل معارض سوري يقيم في أوروبا، خلال حديثٍ مع "الوطن"، عن مدى جدية دخول إيران في مواجهة داعش، وهي التي تضع جزءًا من ثقلها إلى جانب نظام الأسد في سورية. المعارض السوري وليد البني، قال لـ"الوطن" أمس عبر الهاتف: "إن على الدول المتحالفة ضد داعش، لاسيما العربية منها، أن تسير وفق مصالحها، لا مصالح الولايات المتحدة الأميركية"، وحذر في ذات الوقت من أن تكون هذه العملية، بمثابة إعادة هيكلة لنظام بشار الأسد في سورية. وبعد أن قالت واشنطن علناً، على لسان رئيسها باراك أوباما، ووزير خارجيتها جون كيري، إن إيران يصعب أن يكون لها دور في هذا التحالف، خرج كيري البارحة الأولى للإشارة إلى أن "طهران تخشى من تواجد داعش"، في تمهيدٍ للإعلان عن تغيير الموقف الأميركي من دخول طهران كشريك في مواجهة إرهاب داعش. وفي وقتٍ لم يتضح فيه الموقف النهائي لدور إيراني في محاربة تنظيم "داعش"، تشير تقارير غربية إلى أن طهران تسعى لعقد مقايضة بين مشاركتها في ضرب التنظيم، مقابل تسهيلات غربية في الملف النووي الإيراني. وفي هذا السياق قال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "جون ألترمان": "أميركا لا تريد أن تطلب الكثير من الإيرانيين خشية أن يطلبوا آنذاك شيئا في المقابل في المفاوضات النووية". وأضاف "روبرت أينهورن" الذي كان مسؤولا أميركيا بارزا في المحادثات مع إيران، إلى أن ترك وزارة الخارجية العام الماضي: "الإيرانيون يمكنهم تصور مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بهذا الأمر لكنني أعتقد أن الإدارة (الأميركية) ستكون حريصة للغاية في محاولة تفادي أي انطباعات خاطئة كي توضح أن الأمرين قضيتان منفصلتان وأن الولايات المتحدة لا تفكر في المقايضة". إلى ذلك، قال دبلوماسيون: "إن الدول الغربية أحبطت اقتراحا روسيا أول من أمس لإلغاء مناقشة أنشطة نووية مزعومة لنظام بشار الأسد في سورية من جدول أعمال اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وفي التصويت الذي أبرز مدى الاستقطاب في النقاش السياسي العالمي دعمت الصين المبادرة الروسية بينما عارضتها 17 دولة في مجلس محافظي الوكالة من أصل 35 دولة. وقالت المندوبة الأميركية "لورا كنيدي" في الاجتماع قبل التصويت: "إنه إذا ما قبل الاقتراح الروسي فإنه "سيهدد مصداقية" مجلس محافظي الوكالة الذرية". وقدمت روسيا -وهي عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لديها حق النقض (الفيتو)- دعما حاسما لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية التي أودت بحياة ما يربو على 200 ألف شخص. يأتي ذلك في وقت عبر فيه عشرات الآلاف من أكراد سورية الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ هربا من مقاتلي تنظيم "داعش" الذين سيطروا على عشرات القرى القريبة من الحدود ويتقدمون باتجاه بلدة سورية. وفتحت تركيا ممرا حدوديا أول من أمس للمدنيين الأكراد الذين فروا من ديارهم خشية هجوم وشيك على بلدة عين العرب التي تسمى بالكردية كوباني. وبات تنظيم "داعش" على بعد 15 كيلومترا من البلدة. وقال نائب رئيس وزراء تركيا نعمان قورتولموش في تصريحات صحفية: "إن نحو 45 ألف كردي سوري عبروا الحدود حتى الآن من ثماني نقاط على مسافة 30 كيلومترا من أقجة قلعة إلى مورسيتبينار منذ أن فتحنا الحدود أول من أمس". من ناحية ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس: "إن أكثر من 300 مقاتل كردي دخلوا سورية عبر تركيا للمساعدة في التصدي لتقدم تنظيم "داعش" صوب بلدة كردية حدودية". وعلى صعيد القتال الدائر، أشار المرصد إلى أن 18 مقاتلا على الأقل من التنظيم قتلوا في مواجهات خلال ليل أول من أمس مع مقاتلين أكراد في شمال سورية. وأضاف المرصد أن المقاتلين الـ"18" أحدهم صيني الجنسية قتلوا في المعارك بالقرب من بلدة عين العرب.