يبدو أن السوق السعودي مع افتتاحه هذا الأسبوع استطاع أن يعوض هبوطه غير المسبب بعد تراجع حدة العوامل السياسية والاتجاه لمختلف الأطراف نحو الحلول السلمية، والملاحظ أن ارتفاعه أمس كان سلسا واستطاع أن يقفز لأكثر من 100 نقطة متجاوزا حاجز 8000 نقطة وبدعم من دخول قوي للسيولة تجاوزت فيه 8.12 مليار ريال متجاوزة فيه مستويات آخر يومين في الأسبوع الماضي. ويبدو أن تحسن السيولة أسهم في رفع السوق كما تم في يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي ودفع السوق بقوة لمستويات جديدة للعودة لمستويات تراجع عنها. اتجاه السوق إلى عرض تأثير الحدث على الربحية مهم جداً لإنارة الطريق للمستثمر ويحد من تذبذب السعر نتيجة لعدم وضوح الأثر، علاوة على احتمال الاستفادة منه من طرف مالك المعلومة الداخلية مقارنة بالمتداول العادي في السوق. ويعد هذا الاتجاه مفيدا في الحد من استغلال المعلومة والضبابية غير المقبولة من طرف المتداولين نتيجة لوجود معلومة غير معروفة ودقة تحديد الأثر يحيد التأثير السلبي بالتالي للمعلومة على سعر السهم في السوق. عاد الرباعي المسيطر على السيولة في السوق للواجهة مرة أخرى مع اختلاف الترتيب، حيث احتل التأمين المرتبة الأولى ثم القطاع البتروكيماوي ثم قطاع التطوير العقاري وأخيرا القطاع البنكي وتجاوزت السيولة المرتكزة في القطاعات الأربعة 50 في المائة من السيولة الداخلة في السوق. وبالطبع يمكن أن نستقي أن جزءا من السيولة اتجهت لمحاولة الاستفادة من أوضاع السوق قبل ظهور النتائج الربعية، خاصة الربع الثالث، علاوة على المضاربة الاعتيادية في السوق ومحاولة التدوير لرفع الأسعار لبعض الشركات. وأغلقت الأسواق العالمية يوم الجمعة على أداء متذبذب في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة بين الموجب والسالب، في حين ارتفع النفط فوق 108 دولارات في سوق نايمكس مع تراجع أسعار الذهب واقترابها من حاجز 1300 دولار للأونصة. وفي المقابل نجد أن أسواق المنطقة ككل أخذت الاتجاه الأخضر وارتفعت أعلى ما يكون كقيمة مطلقة في قطر وكقيمة نسبية نجدها في الأعلى في دبي. ويبدو أن الأسواق في المنطقة أخذت في التحسن لتعويض التراجع الذي عانته المنطقة من الاحتقان السياسي والضغوط حول النزاع في المنطقة.